اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة الحادية والأربعون22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 شالعدد 7و8

اخر عدد

الطبيعة فى سفر يونان

القس ابراهيم عازر

22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 ش

أدّت الطبيعة دورًا أساسيًا في أحداث سفر يونان، فإن كان الإنسان (يونان النبي، البحارة، أهل نينوى) هو الهدف، فإن الطبيعة (الرياح، البحر، الحوت، اليقطينة، الدودة) هي الوسيلة التي استخدمها الله مع الإنسان، وسنتكلم عن الطبيعة في السفر من خلال محورين هما:

أولاً : الطبيعة في علاقتها بالله

الله هو خالق الكون وكل ما فيه من عناصر وطاقات وكائنات ومخلوقات مرئية وغير مرئية، عاقلة وغير عاقلة، هكذا فَهِم البحارة فصرخوا لإله الطبيعة واحتموا به في مواجهة ثوراتها «فخافَ المَّلاحونَ وصَرَخوا كُلُّ واحِدٍ إلَى إلَهِهِ...» (يونان1: 5)، فالمشكلة لم تكن في الطبيعة ولكن في هروب يونان من إله الطبيعة «أنا عِبرانيٌّ، وأنا خائفٌ مِنَ الرَّبِّ إلهِ السماءِ الّذي صَنَعَ البحرَ والبَرَّ» (يونان1: 9)، ولأنه هو الخالق فهو صاحب السلطان والسيادة على الطبيعة الكونية (Almighty God)، يستخدمها متى يشاء وكيفما يشاء، والطبيعة تطيع ما يأمر به الله وتنفّذه بسرعة شديدة وبدقّة عجيبة، فهو الذي أمر الريح وهيّج البحر، وهو أيضًا الذي أمره أن يهدأ ويسكن، وهو الذي أعدّ حوتًا عظيمًا، ثم أمره أن يقذف يونان إلى البرّ، وهو الذي أعد اليقطينة، ثم أمر الدودة أن تضربها. وأروع ما في السفر أن الله يستخدم سلطانه ليس لإيذاء الإنسان، ولكن من أجل تحقيق مقاصده وإرادته نحو الإنسان، لذلك نراه يستخدم عناصر الطبيعة في السفر من أجل الإعلان عن شخصه - لذلك آمن البحارة بإله يونان - التأديب والتوبيخ، الحماية والرعاية، التعليم والتقويم.

ثانيًا: الطبيعة وعلاقتها بالإنسان

تحمل لنا قصة يونان بُعدًا رمزيًا وتاريخيًا هامًّا في علاقة الإنسان بالطبيعة، فهي علاقة قديمة ترجع إلى الإنسان الأول الذي كانت الطبيعة خاضعة له «..وبارَكَهُمُ اللهُ وقالَ لهُمْ أثمِروا واكثُروا واملأُوا الأرضَ وأخضِعوها..» (تكوين1: 27،28)، فلقد كان الإنسان مُعلِّم الخليقة (هو الذي أعطى للحيوانات أسماءها)، ولكن عندما أخطأ وهرب من الله، فقد سلطانه وسيادته، وأصبحت الطبيعة الغير عاقلة تعلِّم الإنسان العاقل، لذلك نرى عبر الكتاب المقدس كيف يستخدم الله الطبيعة مع الإنسان، فالمياه والنيران تعلنان غضبه، والسحاب والغمام يعلنان حضوره (خروج24)، والحمار يوبِّخ بلعام (عدد22)، والنملة تعلِّم الكسلان (أمثال6:6)، وطيور السماء وزنابق الحقل تلهمنا الثقة والطمأنينة (متى6).

وأخيرًا: بعد الفداء والتجديد أخذ الإنسان سلطانًا و قوة للتآلف مع الكون والطبيعة، وهذا ما نراه في حياة القديسين عبر الكتاب والتاريخ كإيليا الذي يفتح ويغلق السماء، ودانيال الذي رافق الأسود، والفتية الثلاثة الذين لم تضرهم النيران، وبولس الذي لم تؤذه الأفعى؛ إنها نماذج لنا لنعرف ما ينتظرنا في الأبدية، وما يمكن أن تمنحه لنا الشركة الحقيقية مع الله من إيمان به نغلب العالم (عبرانيين11


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx