اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة الحادية والأربعون22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 شالعدد 7و8

اخر عدد

تقسيم سفر يونان

القس جون بول

22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 ش

في تفسير المختصر، لسفر يونان النبي، يعرض القديس كيرلس خمسة أبعاد لهذا السفر، واحدًا مستقى من كل أصحاح، مع مقدمة.

1– سِفر خرستولوجي: في أكثر من مناسبة، وبّخ ربنا يسوع المسيح هذا الجيل الفاسق والشرير، قائلاً إنه «لن يُعطى آية إلاّ آية يونان النبي» (متى12: 39، 16: 4؛ لوقا11: 29–30). وفي مقدمة تفسيره يشير القديس كيرلس إلى أن هدفه الأساسي هو إيضاح معنى «آية يونان» والتي هي «سر المسيح» مخفي في ظلال ورموز. وبينما هناك كثير من صفات يونان يمكن أن تشير مباشرة إلى المخلص، ولكن ليس كل ما ذُكِر عنه في السفر يمكن أن ينطبق على شخص المسيح. فالمسيح – على العكس من يونان – لم يهرب من وجه الله، ولم يُصَب بخيبة أمل عندما رحم الله شعبه، بل إنه قبل الموت بإرادته. كما ان أهل نينوى قد تابوا بعد أن أنذرهم يونان، في حين عضد المسيح تعاليمه بالمعجزات.

2– سِفر تعليمي: يُعتبَر تفسير القديس كيرلس للأصحاح الأول تعليمًا مختصرًا لغير المؤمنين لكي يقبلوا الإيمان بالله الآب. فالله ليس عنده محاباة (رومية2: 11)، فهو ليس إلهًا لليهود فقط بل للأمم أيضًا، هو إله الجميع وللجميع (راجع رومية3: 29–30؛ أفسس1: 10). إنه يبحث عن المنبوذين والمظلومين والغرباء والتعساء والمحبَطين والذين يعانون؛ ويؤكد لنا القديس كيرلس أنه "[حتي لمن] أصابهم اليأس أو من يعانون تمامًا... فإن كلمة الله قادرة وبشكل تام على تغيير مواقفهم هذه وعلى تشجيع البشر ليتعلموا ما يجعل الإنسان حكيمًا". فمن خلال كلمات يونان النبي وأفعاله، بل وحتى من خلال عصيانه، اعترف الجاهل، وعابد الأوثان، والغريب، ومَجَّد الكل الله.

ويشير القديس كيرلس إلى الأساطير الوثنية القديمة عن بوسيدون وهرقل وزيوس ليقنع قارئيه من الوثنيين بقصة يونان وإمكانية بقائه حيًّا داخل الحوت، لأنه «من عَرف فكر الرب؟» (إشعياء40: 13؛ رومية11: 34).

3– سِفر ليتورجي: رغم أن تعليق القديس كيرلس على الأصحاح الثاني قصير، ولكن بعض الإشارات توضّح بُعدًا ليتورجيًا لصلاة يونان، حتى إن البعض يرى أن تعليقات القديس كيرلس على الأنبياء الاثني عشر (وتقسيراته لأسفار العهد القديم الأخرى) تم إلقاؤها أثناء الاحتفال بالقداس الإلهي. وأحيانًا كان القديس كيرلس يستخدم آية واحدة لإيضاح أبعاد ليتورجية عديدة؛ هنا هو يتكلم عن خدمة (دياكونيا) يونان النبي، صلاته التي رُفعت "كتقدمة شكر"، ورجائه في أن يدخل في "موكب" مجيد إلى كنيسة الله، كي يقدم " تمجيدًا" (ذكصولوجية) وترانيم وتسابيح، كذبيحة شكر لله.

ويرى القديس كيرلس أن "تذكُّر" يونان للرب (يونان2: 7)، فيه إشارة لـ"الذكرى" «اصنعوا هذا لذكري» حيث يتذكّر المؤمنون "موته، وقيامته من الأموات، وصعوده إلى السموات". هذه التضرعات تنقذنا من اليأس وتقودنا إلى التزكيه والرجاء (رومية5: 3–5).

ويسترسل القديس كيرلس، البطريرك 24 والبابا المحبوب، في التعليق على صلاة يونان النبي (يونان2: 10) فيقول: "لأني أعلم أنك المعين، وصالح ورحيم، فلهذا فإني بتضرع وصلاة أعترف لك، مقدمًا صلاتي كذبيحة بخور عَطِر تصعد أمامك، هكذا سأقدم لك ذبائح شكرٍ روحية، وتماجيد البركة". وتذكّرنا كلمات القديس كيرلس هنا بصلاة الصلح في القداس الكيرلسي كما ترد في أقدم المخطوطات حيث يقول الكاهن وهو يقدّم البخور أمام المذبح: "الذبيحة المقدسة والخدمة غير الدموية [هذه نقدمها] لله كليّ الرحمة والرأفة".

4 – سِفر كرازي: في تعليقه على الأصحاح الثالث يوضح لنا القديس كيرلس دروسًا كرازية يمكن أن نتعلمها من الرب نفسه ومن يونان النبي ومن الرسل. فكما فعل الرب، هكذا أيضًا بشّر الرسل أولاً " بيت إسرائيل" ثم أهل السامرة، ثم النفوس الساكنة في مغاير الجبال وشقوق الأرض، وأخيرًا الأمم. وفي نينوى، كان هناك شخص غريب، مُحمَّل برسالة إلهية، قاد مدينة كاملة إلى التوبة. ويرى القديس كيرلس أن "الجميع: البارز في المجتمع وأيضًا غير المعروف؛ المشهور والمدقع الفقر، الأثرياء والمطحونين تحت حِمل الفقر، كل هؤلاء كان لهم نفس الحماس والغيرة لطاعة قول النبى"، وخلافاً لليهود، ولم يسخر أهل نينوى أو يضطهدوا النبي المبارك، بل بسرعة استجابوا للرسالة الإلهية، وهذا يشهد لرحمة الله: "لأن الله يُظهر رحمته وخلاصه سريعًا لمن يتوب، وهو يمحو خطية وجُرم من يكفّ عن فعل الخطية، بل ويرفع غضبه عنهم ويترأف عليهم".

5– سِفر رعائي: الأصحاح الأخير من السفر يقدِّم لمحة عن حزن يونان وإحباطه ونفاذ صبره. ويرى القديس كيرلس أن يونان النبي قد حزن عندما أدرك أن الرب «رؤوف ورحيم، بطيء الغضب وكثير الرحمة» (يونان4: 2). لقد كان انتقاده لله سببًا في حالة عدم الاتزان التي أصابته بالغضب وعدم الرضى (يونان4: 1،4)، ثم يصبح ممتنًّا لليقطينة (4: 6) ثم «اغتاظ حتى الموت» (4: 9). لقد كانت مشاعر يونان المتقلبة أعتى من الموج الذى عصف بالسفينة، وقد انتهت به إلى حالة من اليأس الشديد؛ ومع هذا فإن الله جزيل التحنُّن الذي غيّر قلوب أهل نينوى يستطيع أن يغيّر قلوب خدامه من الحزن إلى الفرح، ومن اليأس إلى الرجاء: "ما أروع رأفتك [يا الله] التي تعلو عم الإدراك والمقارنة! أيّ كلمات تكفينا لنغني بتسبيح رأفاتك؟ وكيف نفتح أفواهنا لنقدم تسابيح الشكر لمن هو هكذا رحيم وصالح؟ فقد أبعد عنا آثامنا، وكأب يترأّف بأولاده، هكذا يترأّف الرب على خائفيه... وهذه هي الطريقة التي خلّص بها المسيح كل أحد: قدَم نفسه فدية عن الصغار والكبار، الحكماء والحمقى، الفقراء والأغنياء، اليهود والأمم... له المجد والقوة مع الآب غير المبتدئ، والروح القدس الصالح معطي الحياة، إلى أبد الآبدين. آمين


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx