اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون12 يناير 2018 - 4 طوبه 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 1-2

اخر عدد

حركات طقسية ومعانٍ روحية

الأنبا دوماديوس - أسقف 6 أكتوبر وأوسيم

12 يناير 2018 - 4 طوبه 1734 ش

أهم ما يميز كنيستنا القبطية الروحانية والعمق.. فحركاتها الطقسية ليست تمثيلية مُوزَّعة الأدوار، إنما هي كتابية لاهوتية روحية. والطقس الكنسي حي ومتجدد.. ولاختلاف العصور أُضيفت لليتورجيا القبطية صلوات وحركات طقسية مختلفة. وكعادة آبائنا الروحانيين إذ روحنوا أجسادهم، فتأملوا في الليتورجيا، وصبغوا الحركات الطقسية بصبغة روحانية. وطقس القداس الإلهي منهل عذب لا ينضب من التأملات الروحية العميقة، لأن كل حركة وكل كلمة في القداس لها معنى روحي عميق، وتلك الروحانية هي معين لنحيا القداس الإلهي دون ملل أو تشتت.. وفي هذا المقال نتأمل في الطقس المستقر في كنيستنا بدءًا من صلوات رفع البخور..

1- كشف الرأس، وفتح ستر الهيكل:

يكشف الكاهن رأسه ويمسـك الصليـب بيمينه ويفتـح ستـر الهيكل وهو يقول: ارْحَمْنَا يَا اللهُ.. ~Elehcon     `hmac..، ويبتدئ بالصلاة الربية..

+ يخلع الكاهن عمامته كاشفًا رأسه في اتضاع وانسحاق أمام الله. إذ ترمز العمامة إلى التاج فوق رأسه، فيخلعه متمثِّلًا بالأربعة والعشرين قسيسًا الذين خلعوا تيجانهم أمام الجالس على العرش (رؤ4: 10).

كما أن كشف الرأس يرمز إلى إعلان مجد المسيح، فكما قال بولس الرسول: «أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ» (1كو11: 3). إذًا فمجد المرأة هو الرجل لأنها أُخِذت منه وهو رأسها، ورأس الرجل هو المسيح، ورأس المسيح هو الله.

والجدير بالذكر أن هناك عدة إشارات طقسية في طقوس مختلفة لكشف رئيس الكهنة والكاهن والشماس رؤوسهم، كلٍّ في موضعه. ناهيك عمّا ذُكِر في قوانين البابا غبريال بن تريك البابا الـ70 (القوانين6، 17)، كذا كتاب سر الثالوث الذي يذكر أن من لا يحضر تحليل الخدام لا ينبغي لهم كشف رأسهم (ولايخدموا)، مما يدل أن ذلك كان طقسًا معروفًا، ولكنه اندثر ولا يستخدم في الكنيسة القبطية اليوم، ومازالت بعض الكنائس تحتفظ به ككنيسة الروم الأرثوذكس.

+ وإذ يُمثل الهيكل السماء، ويشير ستر الهيكل إلى باب السماء، لذلك يمسك الكاهن الصليب (مفتاح السماء) وهو يفتح الستر، لأنه بالصليب انفتح لنا باب السماء وصار لنا الدخول إلى الأقداس، وبذلك يتغنّى الكاهن في الأرباع الخشوعية قائلًا: "مِنْ قِبَلِ صَلِيبِهِ وَقِيَامَتِهِ الْمُقَدَّسَةِ، رَدَّ الإنْسَانَ مَرَّةً أُخْرَى إلَى الْفِرْدَوْسِ".

+ يبدأ بصلاة "أبانا الذي في السماوات..." لأنها لابد أن تكون هي أول صلاة نبدأ بها كوصية الرب لتلاميذه: «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ...»، فنبدأ ونختم بها سائر صلواتنا الطقسية.

+ بعدها يسجد الكاهن أمام باب الهيكل قائلًا: Tenouw]t `mmok `w Pxc?.. نَسْجُدُ لَكَ أَيُّهَا الْمَسِيحُ.. وحسب البابا غبريال الخامس في كتابه الترتيب الطقسي، نجد الإضافة التالية: "يسجد الكاهن أمام باب الهيكل مقبلًا عتبة باب الهيكل بفيه.."، فكثرة السجود استمطار لمراحم الرب، ثم يلتفت لإخوته الكهنة والشعب طالبًا بركتهم قائلًا: "باركوا عليَّ"، كذا يطلب منهم الصفح قائلًا: "Xw nhi `ebol.. اغفروا لي".. كل هذا الطقس قبل البدء في الصلاة تحقيقًا لوصية الرب «مَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكُمْ» (مر11: 29).



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx