اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون22 يونيو 2018 - 15 بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

الأنبا أبرآم الأول ذكرى خالدة

مثلث الرحمات نيافة نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى

22 يونيو 2018 - 15 بؤونة 1734 ش

اختار الأنبا أبرآم حياة الزهد والفقر والتجرد، فعوّضه الله بمواهب روحية فائقة ومنها صنع المعجزات والنبوة وكشف الخفيات. قاسى كثيرًا بسبب محبته لتنفيذ وصايا المسيح خاصة رعاية الفقراء والمحتاجين. فبعد أن كان راهبًا وديعًا ناسكًا متواضعًا، اختاروه ليكون رئيسًا لديره في الصعيد باسم القمص بولس. ولكثرة اهتمامه برعاية الفقراء وتحسين أحوال الدير ثار عليه جماعة من الرهبان وتم عزله من رئاسة ديره. واُضطُر أن يغادر الدير بعد فترة ويذهب إلى دير في وادي النطرون مع مجموعة من تلاميذه. واستمر في الحياة النسكية وحياة الصلاة ودراسة الأسفار الإلهية. ولاحظه القمص يوحنا الناسخ في الدير وأُعجِب بروحانيته وعشرته القوية مع الرب. ولما صار القمص يوحنا الناسخ هو البابا كيرلس الخامس الذي استمر على الكرسي البابوي أكثر من خمسين عامًا، وكان القديس حبيب جرجس شماسًا وسكرتيرًا لقداسته، وفي حبرية قداسته الطويلة؛ قام بسيامة كل مطارنة وأساقفة الكرازة المرقسية، بما في ذلك مطران إثيوبيا في ذلك الزمان.

أرشد الرب البابا كيرلس الخامس ليختار الراهب القمص بولس ليصير أسقفًا للفيوم والجيزة؛ وهي إيبارشية كبيرة مترامية الأطراف. فالجيزة وحدها صارت خمس إيبارشيات في عهد صاحب القداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني أطال الرب حياته.

وعندما أراد البابا كيرلس الخامس أن يرقّي الأسقف أبرآم إلى درجة المطرانية، اعتذر عن ذلك لزهده في الألقاب والمناصب العالية. ولكنه استمر في محبته لخدمة الفقراء والمحتاجين ومشاركة شعبه في الصلاة اليومية وحل مشاكلهم بصورة معجزية. وبدأت مواهب الروح القدس في صنع الآيات والمعجزات وكشف الخفيات والنبوة تتكاثر بصورة غزيرة اجتذبت الكثيرين لنيل بركته وبركة صلواته المستجابة. كما أن المحتاجين تكاثروا عليه بصورة غير منقطعة، ولم يتراجع هو عن العطاء بسخاء حتى باحتياجات المطرانية اليومية. وأراد بعض أراخنة الإيبارشية إنشاء مطرانية تليق بمقام الأنبا أبرآم ومحبة الشعب له من كل حدب وصوب، وجمعوا مبالغ طائلة لهذا الغرض وسلموها لنيافته مؤكدّين رغبتهم الشديدة في إنشاء هذا المشروع.

ولم يتمكن الأنبا أبرآم القديس من احتجاز الأموال طرفه أو الامتناع عن مساعدة أي محتاج. وفرغت أموال مشروع مبنى المطرانية. فتقدم الأراخنة بشكوى لقداسة البابا بهذا الشأن، فاُضطُر أن يستدعي نيافة الأسقف للتفاهم والدراسة والبحث عن الحلول الممكنة. وذهب الأنبا أبرآم مسرعًا تلبية لدعوة قداسة البابا، وإذ دخل إلى قاعة الاستقبال مرتديًا الشال حول رأسه، رأى شعاعًا من النور يدخل من فتحة دائرية في الشباك المُكوَّن من الشرائح الخشبية المعتادة، فرفع الشال من على رأسه وألقاه على شعاع النور ظانًا أنه حبل مشدود في داخل القاعة، فحمل شعاع النور الشال وقداسة البابا ينظر الموقف وهو جالس. وبدأ قداسة البابا يرحب بالأسقف القديس ويطلب صلواته ويشكره على رعايته الباذلة للشعب، وأخبره أنه كان في غاية الاشتياق لرؤياه. وهكذا تكون لقاءات القديسين.

لقد واجه الأنبا أبرام الاضطهاد وهو رئيس للدير في الصعيد، ثم وهو أسقف للفيوم بتهمة تبديد الأموال في كلتا الحالتين. ولكن كان الرب معه وجعل منه قديسًا ومثالًا للأجيال. ومن يزور رفاته في دير العزب بالفيوم يرى التعمير الفائق للوصف الحادث في هذا الدير لسبب محبة الشعب لهذا القديس التي لا تُقدَّر بمال.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx