اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون20 يوليه 2018 - 13 أبيب 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

بركات الطاعة

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

20 يوليه 2018 - 13 أبيب 1734 ش

للطاعة كفضيلة بركات كثيرة في حياة مَنْ ينفذها في حياته ولعل أولها:
أنها دليل للإيمان: إذ قيل في (عب11: 8) «بالإيمان إبراهيم لما دُعِي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدًا أن يأخذه ميراثًا، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي، بالإيمان تغرّب في أرض الموعد كأنها غريبة»، فطاعة أبينا إبراهيم لله دلّت على إيمانه وثقته بالله، وخروجه وراء الله رغم أنه لا يعرف المكان، ورغم أنه سيتغرّب بعيدًا عن أهله وعشيرته لكنه واثق في قيادة الله لأسرته الصغيرة. إذًا فالطاعة هي ترجمة للإيمان القلبي بعمل الله، مما يهب للمطيع بركات العناية الإلهية والقيادة الروحية لحياتهم باستمرار. 
الطاعة دليل المحبة: حينما آمن أهل نينوى بالله كنتيجة لإنذار يونان النبي لهم، أطاعوا فصاموا وصلوا صارخين إلى الله لكي يرحمهم وجلسوا في الرماد، وهذا يدل على أن الطاعة كدليل للإيمان والثقة في مَنْ يُطيع الإنسان وهو الله، أو مَنْ يختاره الله للقيادة، تولِّد محبة حقيقية لله وللقيادة، فالطاعة ذبيحة حب ورضى وسرور تتناسب مع الإيمان، وتزداد بحب البذل وحمل الصليب والتضحية، وكمثال ما جاء في الوصية للزوجات «كذلك أيتها النساء كُنَّ خاضعات لرجالكن حتى إن كان البعض لا يطيعون الكلمة يُربَحون بسيرة النساء بدون كلمة» (1بط3: 1). ويعلّق القديس يوحنا ذهبي الفم ويقول: "المرأة بطاعتها للرجل يصير وديعًا، نحوها فالمحبة تُزيل كل مقاومة، حتى إن كان الرجل غير مؤمن أو وثني يقبل الإيمان سريعًا، وإن كان مؤمنًا يصير إلى الأفضل دائمًا، فلا ينبغي أن تقابل حب رجلها بكبرياء بل بخضوع كترجمة لمحبتها له، وتبادل محبته لها". 
وفي أفسس (5: 25،24): «ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة أيضًا وسَلَّمَ نفسه لأجلها». ومن كل هذه الأقوال يتضح أن الطاعة نتيجة إيمان وثقة، وينتج عنها محبه وبذل وتضحية. 
أمّا عن طاعة أب الاعتراف أو المرشد الروحي: ففي (عب13: 17) وصية إلهية تقول: «أطيعوا مرشديكم وأخضعوا لهم، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يُعطون حسابًا، لكي يفعلوا ذلك بفرح لا آنّين لأن هذا غير نافع لكم». ويعلق القديس ذهبي الفم فيقول: "بدون المايسترو لا ينتظم اللحن الموسيقي، وإذا لم يوجد قائد الجيش لا يثبت الجنود في المعركة، وإذا فقدت السفينة قائدها تغرق؛ هكذا بدون المرشد الروحي (أب الاعتراف) تهلك الرعية، وكذلك الذين بلا قائد روحي يضلّون الطريق إلى الحياة الأبدية كهدف". من هنا كان يخاطب القديس بولس تلميذه بـ"الابن الحبيب"، ويقول ذهبي الفم إن هذا اللقب فيه إعلان عن طاعة القديس تيموثاوس لمعلمه بولس الرسول رغم وجود أبناء كثيرين له، ولكن مَنْ يزداد في الطاعة يزداد في الإيمان وبالتالي في المحبة بين الأب وأبنائه وبين الزوجين في الأسرة، وغير ذلك لا ينال الإنسان البركة كما في (عب2: 7-8) «فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة، وأما الذين لا يُطيعون... الذين يعثرون غير طائعين للكلمة الأمر الذي جُعلوا له».
ونخلص إلى أهمية الطاعة وبركاتها بالإيمان والمحبة الباذلة والعطاء.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx