اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون26 أكتوبر 2018 - 16 بابه 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

الرحلة الثانية لأمريكا

قداسة البابا تواضروس الثانى

26 أكتوبر 2018 - 16 بابه 1734 ش

كانت الزيارة الأولى عام 2015 - وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات من تجليسنا - وكانت لجنوب وغرب أمريكا، حيث أول إيبارشية تأسست بيد المتنيح البابا شنوده الثالث، بسيامة نيافة الأنبا يوسف أسقفًا عامًا (1993)، ثم مُجلَّسًا(1995) لإيبارشية جنوبي أمريكا وتشمل 11 ولاية بالجنوب، وكذلك زرنا وقتها إيبارشية لوس آنجلوس وهي الإيبارشية الثانية في أمريكا الشمالية، والتي يرعاها نيافة المطران الأنبا سيرابيون ويساعده اثنان من الأساقفة العموم: نيافة الأنبا أبراهام ونيافه الأنبا كيرلس. وأيضًا زرنا منطقه شمال كاليفورنيا وغرب أمريكا حيث مقر الرئاسة الكنسية بالساحل الغربي لأمريكا.

أمّا الزيارة الثانية فكانت خلال هذا العام 2018 واستمرت شهرًا، وكانت زياره طيبة ومفرحة وعديدة الثمار، وكان من المفترض أن نقوم بها العام الماضي 2017، ولكن ظروفي الصحية الضاغطة أجلّت الزيارة عامًا كاملًا ونشكر الله.

كانت زيارتنا إلى شمال وشرق أمريكا، وبالتحديد إلى نيويورك ونيوجيرسي، وبهما أعلى كثافه قبطيه خارج مصر. وكانت زيارة رعوية بالمقام الأول هدفها افتقاد أبنائنا الأحباء هناك، حيث كانت آخر زيارة رعوية للمنطقه منذ عشرة سنوات، مع محاولة التعرف على أرض الواقع بالنمو المستمر ومتطلبات الخدمة الرعوية وتنظيمها كنسيًا وقانونيًا...

لقد كانت زياره مُكثّفة ومُجهِدة، ولكنها في ذات الوقت مفرحه ومعزية، حيث لمسنا عمل الله ونعمته الفائقة في الخدمة والرعاية، وسط مجتمع جديد تحيا فيه الكنيسة القبطية.

لقد نشــــــأت كنيستنـــــــــا على أرض مصــــــــر، وتأصّلت عبر عشرين قرنًا من الزمان. ومصر مجتمع شرقي في العالم القديم (آسيا وأفريقيا وأوروبا) حيث منشأ الديانات والفلسفات والمذاهب والفنون، مما جعل الشرق بمثابة «معبد كبير» أو بمثابة «قلب» العالم. ولكن مع هجرة الأسر المصرية للخارج، والتي بدأت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تم تواجد الكنيسة ممثّلة في الرعاة من الآباء الكهنة أولًا منذ حوالي خمسين عامًا في أمريكا (1968)، حيث المجتمع الجديد أو العالم الجديد والذي يضم أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا، والذي تم اكتشافه منذ حوالي خمسة قرون فقط، حيث صار العالم الجديد موضع العلوم والاكتشافات والاختراعات وكأنه «معمل كبير»، وصار بذلك بمثابة «عقل» العالم. وبكلمات أخرى انتقلت كنيستنا من «بيئة شرقية» بكل تقاليدها، إلى «بيئة غربية» بكل ملامحها... جذورها في أرض مصر، وفروعها ممتدة في بلاد الدنيا شرقًا وغربًا. وبهذه المناسبة أود أن القي الضوء على عدة مشاهد أثناء زيارتنا، والتي شملت أعمالًا كثيرة بنعمة المسيح:

1- تدشيــــــن الكنائـــــس الجديدة.. حيث بُنِيت كنائس كثيرة بالطراز القبطــــــــي المميز، وقمنا بتدشين المذابح والأيقونـــــات في العديد من الكنائس الجميلة، والتي تشعر فيها بروح كنيستنا الأصيلة وسط الشمامسة والألحان وفرق الكورال من الصغار والكبار... ومثلًا كانت فرصة لوضع حجر أساس أول كنيسة على اسم القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس بإيبارشية نيويورك ونيوإنجلاند.

2- مع الآباء الكهنة كانت الفرصة متاحات لعقد خمسة لقاءات مع الكهنة:

أ‌- كهنة إيبارشية نيويورك ونيوانجلاند وأسرهم. ب‌- كهنـــــــة نيوجيرســــــي وأسرهــــــم. ت‌- كهنة كندا وبعض أسرهـــــم. ث‌- كهنة كنائس فرجينيا. ج‌- كهنة منطقة الساحل الغربي بشمال كاليفورنيا وأسرهم.

وكانت هذه اللقاءات روحية ورعوية، وتمت الإجابة عن أسئلة كثيرة، وقُدِّمت اقتراحات عديدة لتطوير وتجديد العمل الرعوي، كما كانت هناك فرصه لسيامة أربعة كهنة جدد، وترقية 12 كاهنًا إلى القمصية في كنائس عديدة.

3- مع الشباب: تقابلنا مع آلاف من الشباب، سواء الشمامسة، أو الخدام والخادمات، أو اجتماعات الشباب في عدة مناطق، ومنها اجتماع ضخم في استاد جامعة روتجرز حيث حضر ما يقرب من ثمانية آلاف من الشباب والعائلات. أمّا الأمر المفرح هو مقابلة الشباب الذين شاركوا في الملتقى الأول للشباب القبطي، والذي عُقِد في مصر في أغسطس الماضي، وكيف سرت فيهم روح جديدة ودافئة عن اهتمام الكنيسة الأم بهم واحتضانهم وعودتهم إلى الجذور المصرية الأصيلة.

4- مع الشعب والأســـــــر القبطية خلال القداسات والعشيـــــــات والاجتماعات الصباحية أو المسائية، والتي تقابلنا مع آلاف منهم، وكانت فرصة افتقادهم ونوال بركة مصافحتهم، وتوزيع لقمة البركة (الأولوجيا) مع الهدايا التذكارية في جميع الاجتماعات، وطبعًا كان التقاط الصور وتسجيل هذه اللحظات من الأمور الأساسية والمفرحة للجميع.

لقد كان العمل مُنظَّمًا بفضل نيافة الأنبا دافيد مع فريق كبير من الآباء الكهنة والخدام وفرق الكشافة، وأبنائنا الذين يعملون في المجالات الشرطية، بجوار تعاون الأمن الأمريكي في كل مكان زرناه بصورة تدعو إلى للاعتزاز والتقدير لجميعهم.

5- فـــــــي مؤتمـــــــــــــــر أرض المهجـــــــــــر Land of Immigration (LoI) وهو مؤتمر يُعقَد كل ثلاث سنوات لتنظيم خدمة الكنيسة في الدول الناطقة بالإنجليزية، والتي تمثـــل حوالــــــــي ثلثي البـــــــلاد التي يتواجـــد بها الأقباط.

كان المؤتمر الأول في مصر عام 2015 بإشراف نيافة الأنبا يوسف أسقف جنوبي أمريكا، وكان مؤتمر هذا العام - وهو الثاني - بإشراف وضيافه نيافة الأنبا دافيد ومساعديه، وعُقِد في نيوجيرسي، وحضر حوالي مائة وخمسين من كل قطاعات الخدمة بالمهجر بأمريكا وكندا وإنجلترا وأستراليا، من أساقفة وكهنة وأراخنة وشمامسة وخدام وسيدات وخادمات. ودار المؤتمر حول التعليم اللاهوتي والتربيه الكنسية، وانتهى بوضع جدول زمني لإنجاز عدة برامج ومناهج في إعداد الخدام ومدارس الأحد وخدمة الأسرة والكرازة. وكان مؤتمرًا ناجحًا وعمليًا ومثمرًا في جلساته. وكانت أيام المؤتمر فرصة لجلسات عامة وخاصة مع الآباء الأساقفة جميعًا الذين حضروا المؤتمر.

6- تدشين كنيسه القديسة فيرينا في نيوبورت ريتشي بولاية فلوريدا: وهي كنيسة جميلة يغلب عليها اللون الأبيض داخليًا وخارجيًا، مع الاشتراك فى احتفال ضخم باليوبيل الفضي لتأسيس إيبارشية جنوبي أمريكا وسيامة أسقفها نيافة الأنبا يوسف، وكان احتفالًا بهيجًا، شاهدنا واستمعنا ومجدّنا عمل الله في كل قطاعات الخدمة بهذه الإيبارشية. وقد اشترك أصحاب النيافة في هذا الإحتفال ومعهم نيافة الأنبا سيرابيون مطران لوس آنجيلوس والذي كان مرافقًا لنيافه أنبا هدرا مطران أسوان أثناء إجراء عمليات جراحية لنيافته، مما أعاقه عن حضور مؤتمر أرض المهجر. كما انه بعد احتفال فلوريدا، سافر مباشرة إلى كازاخستان لحضور إحدى المؤتمرات الدولية هناك.

7- في منطقه الساحل الغربي: حيث مقر الرئاسة الكنسية لرعاية عدة كنائس بشمال كاليفورنيا وعدة ولايات، وكانت فرصه لافتتاح مقر جديد بمساحة 250 مترًا مربعًا على طابقين، وله حديقه متسعة، وفيه عقدنا اجتماع الآباء الكهنة وأسرهم، وفيه استقبلنا السفيرة لمياء مخيمر قنصل مصر العام بلوس آنجلوس، وفيه يتم عقد جلسات الأحوال الشخصية للمنطقة، والاجتماعات الدورية لأمناء الخدمة وممثلي مجالس الكنائس.

نشكر الله الذي أتم لنا هذه الزيارة الرعوية، ونشكر نيافه الأنبا دافيد الذي تعب معنا كثيرًا فى إعداد وتنفيذ برنامج الزيارة بكل دقة وإتقان. كما نشكر الآباء الكهنة وكل فرق الخدام والشمامسة والكشافة في ترتيب ونظام كل الأماكن التي قد زرناها. المسيح يعوض الجميع بكل خير،




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx