اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون26 أكتوبر 2018 - 16 بابه 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

روعة السماء

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

26 أكتوبر 2018 - 16 بابه 1734 ش

إذ نودع على رجاء المجد والحياة الأبدية أحباء لنا نذكرهم بالخير مثل نيافة الأنبا بيشوي وآباء آخرين في الفترة الأخيرة، نود أن نتعزي بوصف روعة وجمال السماء، التي هي مكافأة لهم على حياتهم الباذلة والمضحّية في خدمة مملوءة بالتعب والألم، يحتملونه في شكر وصمت، لذلك يسمعون ذلك الصوت المفرح «تعالوا إِلَيَّ يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم» (مت25: 34)، ويوجد مع هذا وعد آخر في (رؤ3: 21) «مَنْ يغلب فسأعطية أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضًا وجلست مع أبي في عرشه». وتتعدد الوعود الإلهية أيضًا كما في (يو14: 2، 3) «أنا أمضي لِأُعِدِ لكم مكانًا وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إِلَيَّ حتي حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا»، بل هذا الوعد يتفق أيضًا مع ما جاء في (عب11: 10) عن وصف هذه المدينة العجيبة إذ يقول: «صانعها وبارئها هو الله». إنه مكان لكل المكتوبة أسماؤهم في سفر الحياة. ويتحدث عن هذه المدينة يشوع بن سيراخ ويقول: «هناك بهاء السماء ومجد النجوم وعالم متألق حيث الرب في الأعالي، إرفعوا الرب في تمجيده، باركوا الرب وارفعوه ما قدرتم فإنه أعظم من كل مدح». بل كثير من الفلاسفة والأدباء والشعراء أخذوا يرسمون لنا مدينة حسب تصوراتهم في أذهانهم، ولكن هيهات أن تصل كلماتهم إلي الحقيقة.

لكن في (رؤ21: 2، 9-11) يقول: «رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله، مهيأة كعروس مُزينة لرجلها، وذهب بي الروح إلي جبلٍ عالٍ  وأراني المدينة العظيمة نازلة من السماء من عند الله لها مجد الله». حقًا إنها مدينة مقدسة طاهرة ومزينة كعروس لعريسها، ليس فيها دنس العالم بل بها مجد الله نفسه وحضوره البهي جدًا.. وقد سبق وشهد إشعياء النبي في (ص60: 1-21) عنها فقال: «قومي اِستنيري لأنه قد جاء نوركِ ومجد الرب أشرق عليكِ، لأنه ها هي الظلمة تُغطي الأرض والظلام الدامس الأمم، أما عليكِ فيشرق الرب ومجده يُرى عليكِ، فتسير الأمم في نوركِ، والملوك في ضياء إشراقكِ، وأسواركِ خلاصًا وأبوابكِ تسبيحًا ولا تكون لَكِ الشمس بعد نورًا في النهار والقمر لا يُنير لَكِ بضوئه، بل الرب يكون لَكِ نورًا أبديًا وإلهك زينتكِ وشعبكِ كلهم أبرار». ويقول أحد الآباء: توجد مدينتان أيها الأخوة الأعزاء: الأولى في هذا العالم، والثانية مدينة الفردوس. والمسيحي الصالح إنما هو في المدينة الأولى في هذا العالم راحل، ولكنه على الدوام معروف كمواطن في مدينة الفردوس. ولذلك المدينة الأولى مليئة بالتعب والثانية مُريحة. وإذا عاش الإنسان بالخطية في المدينة الأولى، لا يمكنه أن يصل إلى المدينة الثانية. وفي المدينة التي بها ملكوت مسيحنا القدوس وملائكته القديسين يشتركون معنا، وفيهم الآباء البطاركة والرسل والأنبياء وكل القديسين الأطهار المضيئون كالكواكب اللامعة...

نصلي أيها الأحباء ليكون لنا جميعًا نصيب وميراث وحياة أبدية معهم.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx