اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الحادية والأربعون02 أغسطس 2013 - 26 أبيب 1729 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

توجيه العشور

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

02 أغسطس 2013 - 26 أبيب 1729 ش

يأتيني من وقت لآخَر أسئلة من بعض الناس حول كيفيّة توجيه العشور.. وهل يصحّ أن نعطي العشور لأقربائنا المحتاجين؟ أم نرسلها للفقراء في مصر؟ وهل من الممكن أن نساهم بها في خدمة مدارس الأحد أو المطبوعات أو المباني؟ وهل من الضروري أن نقدّم عطاءً في كلّ مرّة ندخُل فيها الكنيسة عملاً بقول الكتاب أن لا نظهر أمام الله فارغين (خروج23: 15؛ 34: 20)..؟!
أحاول في هذا المقال مناقشة بعض الأفكار حول هذا الموضوع..
+ في البداية يلزمنا أن نؤمن تمامًا أن العشور ليست ملكًا لنا، بل هي تخصّ الله الذي يعطينا كلّ شيء بسخاء.. العشور هي حقّه، وإذا أخذناها لأنفسنا نكون قد سلبناه حقّه (ملاخي3: 8-9)..
+ من المهمّ أيضًا أنّ نؤكّد أن الله صادق وأمين في وعوده، وأنّه سيفتح كوى السموات ويفيض بالخير والبركات للملتزمين بتقديم العشور له (ملاخي3: 10).
+ إذا كان تقديم العشور لله هو مستوى العطاء في العهد القديم، ففي العهد الجديد يلزمنا أن نرتقي في العطاء ولو قليلاً عن هذا المستوى، واضعين أمام أعيننا كلام السيد المسيح: «إنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ» (متى5: 20).
+ الله في محبته يترك لنا توجيه العشور في الاتجاه الذي يرتاح له ضميرنا.. فصحيح أنّ الوصيّة كانت من القديم تتعلّق بالعطايا التي تُقدَّم للهيكل، لكي تفي باحتياجات العبادة في الهيكل وخدّام الهيكل من الكهنة واللاويين المتفرّغين للعبادة والتسبيح.. ولكنّنا نقرأ في العهد الجديد أنّ السيّد المسيح كان يتبعه بعض الأثرياء الذين كانوا يقدّمون بسخاء لاحتياجات الخدمة (لوقا8: 3)، وكان هناك صندوق له مسئول، وكان يُصرَف من هذا الصندوق لاحتياجات الفقراء في الأعياد.. وهذا يوسِّع لنا الدائرة التي نقدّم فيها العشور، لتشمل كل الأعمال الخيريّة أو المساعدات المتنوّعة للجميع من أجل المسيح..
+ اقترح بحسب رؤيتي البسيطة، نظامًا مَرِنًا لتوجيه عشورنا بشكل منتظم، يشمل ثلاثة محاور:
المحور الأول: الكنيسة التي نصلّي بها.. فهذا هو المكان الذي يخدمنا، ويلزمنا أن نساهم في احتياجاته.. كل كنيسة لها احتياجاتها المتعدِّدة، مهما كانت تبدو غنيّة.. وعندما نساهم في سدّ هذه الاحتياجات من عشورنا فهذا يجلب البركة لبيوتنا وأولادنا.. هذا الاتّجاه ينبغي أن نودِع فيه ثلث عشورنا على الأقل..
المحور الثاني: الفقراء بوجه عام، في مصر أو في أي مكان.. وهذا يشمل أقاربنا المحتاجين أو مَن نعرف أنّ لهم احتياجات معيّنة، ويشمل أيضًا الجمعيّات الخيريّة أو المؤسّسات التي ترعي الأيتام والأرامل أو تهتمّ بالفقراء المُعدَمين..
المحور الثالث: ويشمل الحالات الطارئة التي تواجهنا في حياتنا اليوميّة.. مثل شخص أو أسرة محتاجة يضعهم الله في طريقنا.. أو المساهمة في بناء أو شراء كنيسة جديدة أو دير جديد.. أو تعضيد خدمة روحيّة أو عمل كرازي.. أو الاشتراك في بعض احتياجات مدارس الأحد، أو نشر مطبوعات روحيّة تخدم الكرازة بالإنجيل...إلخ. أمّا إذا لم يوجَد أمامنا حالات من هذا النوع فيتمّ توزيع باقي العشور في الاتجاهين الأول والثاني.
وأخيرًا بخصوص الانتظام في تقديم العشور.. فمن الأفضل أن نكون منتظمين شهريًّا، ولكن لا مانع أن يكون هناك أي نظام آخَر، مثل كلّ أسبوعين أو حسب موعِد الدخل المالي لكلّ شخص.. كما أنّ الالتزام بتقديم جزء من العشور في صندوق العطاء في كلّ مرّة نتراءى فيها أمام الله في الكنيسة هو عادة جميلة ومباركة، ولكن الأهمّ منها ألاّ نظهر أمام الله فارغين من روح التوبة والخشوع والمحبّة..!


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx