اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الحادية والأربعون02 أغسطس 2013 - 26 أبيب 1729 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

خدمة المهجر

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

02 أغسطس 2013 - 26 أبيب 1729 ش

نقصد بخدمة المهجر خدمة أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذين هاجروا لأسباب متعدّدة ويعيشون حاليًا خارج مصر. كثيرون منهم لهم سنوات طويلة وتجنّسوا بجنسية البلاد الذين يعيشون فيها. بل نشأت أيضًا أجيال في الخارج وتربّت في بلاد المهجر. والبعض تزوج من أبناء أو بنات البلاد التي هاجروا إليها. أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بلاد المهجر هم خليط متنوع جدًا ليس فقط من جهة الانتشار الجغرافي حيث يوجد أبناء الكنيسة في قارات العالم، وصار نادرًا أن نذهب إلى دولة ولا نجد فيها عائلات قبطية. وأدّى ذلك إلى تنوع في اللغات والثقافات والعادات والتقاليد حسب البلاد التي يوجد بها أبناء الكنيسة وأيضًا حسب تاريخ حضور الأقباط إليها وتأسيس الكنائس فيها. ويوجد تنوع آخر في داخل البلد الواحد بل المدينة الواحدة أو حتى الكنيسة الواحدة في المهجر حسب تاريخ حضور كل عائلة إلى هذه البلدة ووجود جيل ثانٍ نشأ في المهجر، ووجود زيجات من أبناء وبنات البلد. إن إدراكنا لهذا التنوع الجغرافي والثقافي واللغوي والأجتماعي والاقتصادي لأبناء الكنيسة في المهجر يساعدنا على تنظيم خدمة المهجر لتكون خدمة فعالة مثمرة تحقق هدفها وهو «نُحضِر كل انسان كاملاً في المسيح يسوع» (كولوسي1: 28).
كُنّا عندما نريد توضيح انتشار الكنيسة جغرافيا نذكر عدد الكنائس في بلاد العالم، أمّا الآن ومع الانتشار الكبير للكنيسة فإننا نتحدث عن عدد الإيبارشيات في قارات العالم. فالكنيسة الآن تنتقل من مرحلة تأسيس الكنائس إلى تأسيس الإيبارشيات. فقداسة البابا تاوضروس الثاني -أطال الله حياته – يكمل مسيرة قداسة البابا شنوده الثالث - نيّح الله نفسه الطاهرة - بالانتقال بخدمة المهجر إلى مرحلة تالية وهي مرحلة التركيز على تأسيس الإيبارشيات وسيامة آباء أساقفة يرعون هذه الإيبارشيات ليس بالزيارات بل بالإقامة وسط الشعب في بلاد المهجر. ولعل سيامات يومي السبت والأحد 15و16 يونيه تعطي رسالة واضحة لهذا الاتجاه. ففي مساء السبت 15يونيه تم إعلان تجليس كل من نيافة الأنبا أثناسيوس أسقفًا لإيبارشية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الفرنسية بفرنسا، ونيافة الأنبا دميان أسقفًا لدير العذراء وأبوسيفين بهوكستر بألمانيا والكنائس التي حوله. وفي صباح الأحد 16 يونيو تمت سيامة االقمص ميخائيل سانت أنتوني أسقفًا ورئيسًا لدير الأنبا أنطونيوس في كريفلباخ بألمانيا والكنائس التي حوله باسم الأنبا ميشائيل، والقمص أرسانيوس أسقفًا لهولاندا باسم الأنبا أرساني، والقمص لوقا البراموسي أسقفًا عامًّا باسم الأنبا لوقا للإشراف على إيبارشية جنوب فرنسا والقطاع الفرنسي بسويسرا، والقمص بولا الأنبا بيشوي أسقفًا عامًّا باسم الأنبا بافلوس للإشراف على إيبارشية اليونان. كما صدر القرار البابوي رقم 18/2013 بشأن تنظيم الخدمة في سويسرا ويشمل ضم القطاع الألماني لإيبارشية النمسا، والقطاع الفرنسي يكون ضمن إيبارشية جنوب فرنسا، أما القطاع الإيطالي فهو جزء من إيبارشية ميلانو.
إن تأسيس إيبارشيات جديدة في المهجر أمر هام لاستقرار الخدمة في هذه البلاد. وقد تأسّست العديد من الإيبارشيات في المهجر بعضها تأسس منذ عشرات السنين. فأقدم الإيبارشيات التي تعود إلى مئات السنين هو الكرسي الأورشليمي الذي يرعاه نيافة الأنبا أبراهام وصارت كنائسنا في الخليج العربي والعراق والأردن وسوريا ولبنان تحت رعاية الكرسي الأورشليمي. كما تأسست منذ أكثر من مائة عام إيبارشيتي الخرطوم وأم درمان في السودان. في عهد المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث تأسست عدة إيبارشيات في المهجر. في أفريقيا كنائس شمال أفريقيا ضُمَّت إلى إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية. كما توجد في كينيا وجنوب أفريقيا أسقفيات عامة كل منهما تشرف على مجموعة من الدول الأفريقية، وفي أوروبا توجد تسع إيبارشيات وثلاث أسقفيات عامة، وفي كندا توجد إيباشية واحدة، وفي أمريكا إيبارشيتان بالإضافة إلى ثلاثة من الآباء الأساقفة العموميين، وفي أستراليا إيبارشيتان وأسقف لدير. ومن هذا السرد السريع يتضح لنا الاتساع الجغرافي لخدمة المهجر التي يرعاها ثلاثون من الآباء المطارنة والأساقفة المقيمين خارج مصر، بالإضافة للكنائس التي تحت الرعاية المباشرة لقداسة البابا. لذلك قرّر المجمع المقدس في جلسة يوم الخميس 20 يونيه تشكيل «لجنة إيبارشيات المهجر» التي أتشرّف باختياري مقرِّرًا لهذه اللجنة. وسوف نواصل حديثنا عن خدمة المهجر في الأعداد القادمة.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx