اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الحادية والأربعون02 أغسطس 2013 - 26 أبيب 1729 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

مصطلح إنجيل

قداسة البابا تواضروس الثانى

02 أغسطس 2013 - 26 أبيب 1729 ش

عندما نستعمل كلمة إنجيل تتبادر إلى الأذهان فكرة كتاب منسوب إلى أحد الإنجيليين، وقراءة الإنجيل في الكنيسة أثناء الخدمات المتنوعة تعني قراءة في أحد الكتب الأربعة المدعوة بالأناجيل، يبدو أن هناك معنى آخر، وهو أن الفصل الذى يُتلى يحمل الإنجيل أي البشارة أو رسالة الخلاص للذين يصغون إليها، إذًا كلمة إنجيل تدل على معنيين: «النص المدوَّن والمكتوب + بشارة الخلاص للعالم كله».
البشارة لغويًا تقابل:
«بشرت» في الأشورية.
«بشرت» في الأوجريتية.
«بشرة، بشورة» في العبرية.
«سبرتا» في السريانية.
«أونجليون» في اليونانية.
«النبأ الطيب» في العربية.
وقد أخذتها الحبشية القديمة عن اليونانية أو السريانية مع تحريف بسيط، فالإنجيل عندهم هو «ونجيل» وعنهم أخذ العرب، وقد جاء في القرآن في سورة آل عمران: «وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدىً للناس»، فجعل التوراة مرادفًا للعهد القديم والإنجيل مرادفًا للعهد الجديد على سبيل إطلاق الجزء على الكل، ولاندري إذا كان العرب قد أخذوا لفظة الإنجيل من الحبشية مباشرة أو أخذوها – وهذا على الأرجح – من اللغة الحِمْيَرِيّة حيث كانت لغة مسيحيي العرب جنوبي الجزيرة العربية.
والكلمة «إنجيل» اليونانية تتكون من مقطعين:
الأول: EV يعني سارًّا أو مفرحًا.
الثاني: angelion وتعني خبرًا أو رسالة أو بشارة.
ولذا فالإنجيل لايعني مؤلَّف أدبي أو علمي أو تاريخي، بل هو أولاً رسالة خلاص مبهجة قدمها المسيح للعالم كما سبق وأعلنت النبوة (إشعياء 52: 7) «ما أجمَلَ علَى الجِبالِ قَدَمَيِ المُبَشِّرِ، المُخبِرِ بالسّلامِ، المُبَشِّرِ بالخَيرِ، المُخبِرِ بالخلاصِ، القائلِ لصِهيونَ: «قد مَلكَ إلهُكِ!»».
في العهد القديم:
كلمة «إنجيل» تعني إعلان الأخبار السارة في الحياة الخاصة أو الحياة الوطنية فمثلاً:
أُطلِق على البشرى بموت عدو (ملوك الثاني 18: 19–20، 26).
وعلى النصر في الحرب (مزمور 68: 11).
وعلى خلاص يهوذا (ناحوم 2: 1).
وقـد تتخـذ الكلمة معنـى بحـت: المبشِّر بالخبر السار (إشعياء 52: 7).
وفي العهد الجديد:
كانت تتردد هذه الكلمة في العالم الرومانى بصيغتي المفرد والجمع بخلاف العهد الجديد حيث لم ترد بصيغة الجمع، وقد أخذ كُتّاب العهد الجديد الكلمة ووضعوها في سياق جديد إذا صار ربنا يسوع نفسه هو محتواها ومضمونها ولم يكن فقط المُعلِن لبشارة الخلاص، فربنا يسوع هو صاحب الخبر السار وقد أتى يبشّر المساكين (متى 11: 4،5؛ لوقا 4: 16،21؛ إشعياء 61: 1،2؛ أعمال 10: 38؛ متى 3: 16، 17).
أما الخبر السار فهو: «حان الوقت واقترب ملكوت الله» (مرقس 1: 15)
وهذا هو جوهر الرسالة، ولكن هذه المرة تصبح شخصية الرب يسوع ذاتها هي مركز الخبر السار، أو على الأصح فالخبر السار هو يسوع نفسه (مرقس 1: 1). وها نحن نرى الملائكة تبشِّر بميلاده (لوقا 2: 10،11)، وبمجيئه يحلّ مُلك الله (متى 12: 28)، والمسرة لمن يترك كل شيء من أجله (مرقس 10: 30)، وهو يقوم ببشارة كل أحد (لوقا 4: 43)، وبصفة عامة تحتل قيامة المسيح مركز الإنجيل(كورنثوس الأولى 15: 1–5).
وقد تكرّرت كلمة «إنجيل» 72 مرة في العهد الجديد، منها 54 مرة في رسائل بولس الرسول. ويشدّد بولس الرسول على تواصل البشارة بالعهد القديم، فهي إعلان السر الذي ظلّ مكتومًا مدى الأزل وكُشِف الآن (رومية 16: 25-26)، فوعد الله لإبراهيم كان إنجيلاً مُسبقًا (تكوين 12: 3) يتحقّق اليوم في اهتداء الوثنيين (غلاطية 3: 8؛ أفسس 3: 6).
بصفة عامة لاتحقِّق بشارة الإنجيل قوتها ما لم يستجب الإنسان إليها بالإيمان (رومية 1: 16،17؛ كورنثوس الأولى 18، 21)


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx