اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون22 فبراير 2019 - 15 امشير 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

نياحة الأنبا ثاؤفيلس أسقف البحر الأحمر

22 فبراير 2019 - 15 امشير 1735 ش

رقد في الرب نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف البحر الأحمر، مساء يوم الثلاثاء 12 فبراير 2019م، بعد حياة رهبانية مباركة، وخدمة رعوية مثمرة بإيبارشية البحر الأحمر، عن عمر ناهز ٧٧ سنة، قضى منها أكثر من ٤٣ سنة في الرهبنة، وبعد أكثر من ٢٦ سنة أسقفًا للبحر الأحمر.

ولد الأب الأسقف المتنيح في أبريل عام ١٩٤٢م، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام ١٩٦٧م، ثم ترهب في دير السريان بوادي النطرون عام ١٩٧٥م باسم الراهب إغناطيوس السرياني، وسيم قسًّا في ١٩٧٨م، ورُسِم قمصًا في ١٩٨٠م.

انتُدِب للخدمة ككاهن للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بفرنسا بين عامي ١٩٨٨م-١٩٩٢م، ثم سامه مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث أسقفًا للبحر الأحمر في ١٤ يونيو عام ١٩٩٢م، بعد أن صارت البحر الأحمر إيبارشية مستقلة بعد فصلها عن إيبارشية قنا عقب نياحة مثلث الرحمات الأنبا مكاريوس مطران قنا السابق.

ود نعاه قداسة البابا تواضروس الثاني، يوم الأربعاء 13 فبراير 2019م، في بدء اجتماعه الأسبوعي، وقال: "يعز علينا انتقال نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف البحر الأحمر بعد فترة صراع طويلة مع المرض، لكن الله أراحه من هذه الأتعاب".

صلوات تجنيز نيافة الأنبا ثاؤفيلس

صلى قداسة البابا في الثانية عشرة ظهر يوم الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٩م، صلوات تجنيز مثلث الرحمات نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف إيبارشية البحر الأحمر بالكنيسة البطرسية بالعباسية. وقد ألقى قداسته عظة الجناز وقال فيها:

"نودع على رجاء القيامه مثلث الرحمات نيافة الأنبا ثاوفيلس أسقف إيبارشية البحر الأحمر. نودعه بعد أن حمل صليب المرض طويلًا وتعب كثيرًا، ولكننا على رجاء القيامة نودعه.

إننا يا إخوتنا الأحباء عندما نودع الذين عاشوا معنا على الأرض وخدموا، وكانوا يتحركون أمامنا في كل مكان ولهم صوت، والآن كل شيء قد سكن وانتقل إلى يد الله. إننا نقف فى لحظات الموت وهي أصدق اللحظات التي نعيشها على الأرض، فكثيرًا ما تكون حياه الإنسان في هموم ومشاكل العالم، ينسى ذاته، ينسى نفسه، ينسى حياته، وينسى آخرته.. ولكن الله يسمح لنا بانتقال أحبائنا ونجتمع جميعًا لكي ما نودعهم، لكي ما نذكّر أنفسنا بهذه النهاية المكتوبة على كل إنسان خُلِق على وجه الأرض.

الموت هو انتهاء لهموم العالم ومتاعبه ومشاكله وأمراضه، ولكنه في نفس الوقت بداية لا نهاية، فنحن نؤمن بالأبدية وبالخلود وبالحياة الأخرى. الإنسان يعيش على الأرض كثيرًا أو قليلًا، وتمتد حياته سنوات، ولكنها على عمر الأرض قصيرة؛ ثم ينتقل إلى الجانب الآخر من الحياة الذى نسميه الحياة الأبدية أو الحياة الأخرى، ونعرفه أنه هو الخلود، فالحياة الأخرى هي الباقية وهي المستمرة، باعتبار أن الأرض حياتها فانية. الموت بداية يبدأها الإنسان بعد أن حصل حياته على الأرض، فيبدأ في السماء البداية الجديدة التي لا تنتهي، وتكون حياته على الأرض بمثابة تحضير لحياته السماوية.

أيضًا الموت هو حزن ولكنه حزن بلا يأس، لأننا لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم. هو حزن بلا شك، لأننا بمشاعرنا الإنسانية وبعلاقاتنا الاجتماعية نرتبط بمن ربّونا وعلمونا وأعطونا فرصة أن ننضج في هذه الحياة، ومثلما سمعنا يقول الكتاب المقدس: «اُذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الحق، انظروا لنهاية سيرتهم وتمثّلوا بهم»، ونحن نذكر كل الذين علّمونا والذين أرشدونا. وعمل الأب الأسقف هو عمل التعليم أولًا، الأسقف معلّم ليس بالكلمة فقط ولكنه معلم بالقدوة، فالقدوة هي وسيلته الأولى كما كان السيد المسيح في خدمته على الأرض.

أيضًا الموت هو نوع راقٍ من السلام. الإنسان يعيش على الأرض ويبحث عن السلام، سواء لشخصه أو لمجتمعه أو للإنسانية كلها، ولكن لأن مجتمع الأرض يعيش في الخطية وتمتد الخطية من مكان لآخر، فلذلك يهرب السلام، فلا يمكن أن يجتمع السلام مع الخطايا الكثيره التي توجد.. أمّا في السماء، فهي خالية من كل خطية، إنها مجتمع النقاوة، ولذلك فالسماء هي مجتمع السلام الكامل، ولذلك الذي ينتقل نقول إنه قد "تنيح"، وكلمه تنيح معناها أنه نال راحة وسلامًا لا ينتهى في السماء.

نيافة الأنبا ثاوفيلس أسقف في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وُلِد فى الأربعينات، وخدم في الخمسينات، وتخرج من كليه الهندسة جامعة عين شمس في الستينات، وفي وسط السبعينات التحق بالدير وبدأ في تكريس حياته في الحياة الرهبانية وفي خدمه الكنيسة. وفي الثمانينات اختير لكي يخدم في فرنسا، وخدم أكثر من ست سنوات، وكانت الخدمة في فرنسا في بدايتها. انتدبه المتنيح البابا شنوده لكي ما يخدم هناك، وخدم خدمة طيبة وناجحة. وفي التسعينات اختارته السماء لكي ما يكون أسقفًا لهذه الإيبارشية الجديدة، إيبارشية البحر الأحمر. كانت إيبارشية البحر الأحمر جزءًا من إيبارشيه أخرى كبيرة في قنا أيام المتنيح الأنبا مكاريوس، وفى زمن البابا شنوده تم تقسيمها فصارت البحر الأحمر إيبارشية خاصة، ويصير الأنبا ثاوفيلس هو أول أسقف على هذه الإيبارشيه الهامة، إيبارشية ساحلية يتردد عليها مصريون وأجانب من كل مكان، ولكن الأنبا ثاوفيلس خدمها بكل أمانة، فشيّد الكنائس وأماكن الخدمة، واهتم بالخدمات الرعوية، واهتم بالاجتماعات الروحية لكل القطاعات في هذه الإيبارشية المترامية الأطراف، بحسب ما أعطاه الله من جهد ومن صحة ومن وقت. خدم واهتم، وكانت إيبارشيته محل لزيارات كثيرة من الآباء الأساقفة إخوته، والآباء الكهنة فى أوقات كثيرة، ولذلك كنا نرى المحبة المتوفرة والوافرة في هذه الإيبارشية.. ولكن بعد أن كمل عمله وخدمته، وبعد أن خدم في هذه الإيبارشيه 27 عامًا، وحمل صليب المرض وقتًا طويلًا، ولكنه كان أمينًا إلى النهاية، واختاره الله لكي ما يكون عنده، وكأنه يستمع إلى النداء: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم».

باسم الكنيسة القبطية والمجمع المقدس وكل الآباء الحضور، الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة، والشمامسة وكل الحضور، نعزّي هذه الإيبارشية، نعزّي أبناءه الروحيين وكل الذين خدم معهم. نعزّي مجمع الإيبارشيه للآباء الكهنة، والخدام، والمكرسين، الذين خدم معهم وتربوا على يديه وتعلموا منه. نعزّي كل كنيسة، ونعزّي نفوسنا...

إننا نودعه على رجاء القيامة، وكما قلت إننا لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم، نحن نودعه ونشكر الله أنه أعطانا راعيًا صالحًا خدم كل هذه السنوات، وعندما أتمّ رسالته ذهب إلى الله. الإنسان له رسالة، يخلقه الله لرسالة، فعندما يكون أمينًا فيها تكتمل هذه الرسالة ويكتمل عمله، ويكون نصيبه فى السماء وبحسب الوصية «كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة». نودع أخانا الحبيب نيافة الأنبا ثاوفيلس، نودعه ونحن في ملء الرجاء، ونصلّي أن يدبّر الله حال هذه الإيبارشية ويدبّر خدمتها. وسيكون نيافة الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر مشرفًا على هذه الإيبارشية لحين تدبير من يرعاها ومن يدبّر كنائسها. يباركنا الله بكل بركة روحية، ويكمل أيامنا بسلام، له كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد امين".

بعد ذلك تم نقل جثمان المتنيح الأنبا ثاؤفيلس إلى إيبارشيته، حيث قد وُضِع جثمانه بكنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بمدينة الغردقة لإتاحة الفرصة لأبنائه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.

تجنيز الأنبا ثاؤفيلوس بالغردقة

بدأت صلوات تجنيز مثلث الرحمات نيافة الأنبا ثاؤفيلس، أسقف إيبارشية البحر الأحمر يوم الجمعة 15 فبراير 2019م، بكنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بالغردقة، بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة، ولفيف من الآباء الكهنة من عدة إيبارشيات، ثم أودع جثمانه الطاهر في مدفن أُعد خصيصًا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx