اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون12 يوليه 2019 - 5 أبيب 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

الكنيسة وأفريقيا

قداسة البابا تواضروس الثانى

12 يوليه 2019 - 5 أبيب 1735 ش

+ يحمل عام 2019 مذاقة خاصة بأفريقيا، حيث تتبوأ مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وتتزايد مظاهر الاهتمام المصري بأفريقيا مع زيارات السيد رئيس الجمهورية للعديد من الدول الأفريقية، واستقبال زيارات رئاسية منها.. كما أن مصر تستضيف "كأس الأمم الأفريقية" بصورة استثنائية، حيث اعتذرت الدولة التي كان مُقرَّرًا لها استضافة المسابقة، وتقدمت مصر باستعدادها لاستضافة المباريات، وخلال ستة أشهر فقط تمكنت من إعداد كل شيء، وجاء حفل الافتتاح مُبهرًا على المستوى العالمي وليس فقط الأقليمي أو المحلي.

+ وفي نفس السياق، وباسم مصر، تعمل وتخدم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العديد من الدول الأفريقية، امتدادًا لعمل القديس مارمرقس الرسول الطاهر والشهيد والذي اُستُشهد عام 68م على أرض مدينة الإسكندرية، وهي أول مدينة أفريقية نالت الإيمان المسيحي من هذا الكاروز الأفريقي المولد (من مواليد ليبيا، وبها حتى الآن آثار تخلّد ذكراه مثل وادي مرقص ووادي الأسد والذي اُشتُهرت صوره وأيقوناته بوجود الأسد).

وتخدم الكنيسة القبطية في أفريقيا من خلال ستة من الآباء المطارنة والأساقفة، مع عدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان والمكرسين، وهم: نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا، نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس مطران جنوب أفريقيا وقد تم تجليسه وترقيته مطرانًا في شهر يونيو 2019، نيافة الأنبا صرابامون أسقف عطبرة وأمدرمان وشمال السودان، نيافة الأنبا إيليا أسقف الخرطوم وجنوب السودان، نيافة الأنبا بولس الأسقف العام للكرازة بأفريقيا، نيافة الأنبا بيمن أسقف نقاده وقوص ومنسّق العلاقات مع الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية.

وأودّ أن أذكر باختصار خدمة الكنيسة القبطية في أفريقيا، والتي تنمو يومًا بعد يوم، ليس في المجال الروحي فقط، بل أيضًا في المجال التنموي والتعليمي والصحي.

ففي السودان توجد مراكز لخدمة أطفال النوبة يُقدَّم فيها التعليم الروحي والدراسة مع تنمية المهارات وتقديم وجبات صحية للأطفال من خلال الكنائس والآباء، أمّا في الخرطوم، وبجوار الخدمات الكنسية، توجد خدمات تعليمية وكرنفالات وخدمات طبية، ويمتد ذلك إلى جنوب السودان. وفي الكنائس تُقدَّم خدمات مدارس الأحد والتنمية البشرية والخدمات الطبية، مع المساعدات العينية وخدمات السجون والملاجئ.

وفي إيبارشية جنوب أفريقيا لنا عدة كنائس وآباء كهنة محليين، وكاهن مصري مع دير قبطي على اسم مارمرقص وآباء رهبان.

وتمتد الخدمة إلى بلاد ناميبيا وزيمبابوي ومالاوي وساحل العاج وبوتسوانا وموزمبيق والجابون، وذلك من خلال الكنائس الناشئة والحضانات، مع التخطيط لإنشاء مدارس للتعليم الأساسي.

أما في غانا وليبيريا وأوغندا وبوروندي وتوجو ورواندا ومدغشقر وكيب فيردي والكاميرون وبنين وموريشيوس وبوركينا فاسو، فتوجد لنا كنائس، ودراسات لإنشاء مدارس، مع إرسال مجموعات طبية وتنموية من خلال خدمة القديس بولس الكرازية.

وتتمتع كينيا ونيروبي العاصمة بعدد من الكنائس بها كل أنواع الخدمات الكنسية، مع وجود المستشفى القبطي (8 أدوار) ومركز الأمل Hope center، وهو مُدعَّم من الأمم المتحدة لرعاية مرضى الإيدز ضمن برنامج دولي، بجوار مركز تدريب في ماسينو للتمريض والكمبيوتر والإلكترونيات والتفصيل والسباكة والنجارة.

وفي زامبيا عدة كنائس وكاهن مصري وستة كهنة من زامبيا، وأيضًا هناك مستشفى كبير وثلاث مدارس بالتعاون مع اليابان. ونفس الأمر في الكونغو وتنزانيا ونيجيريا حيث كنائس محلية للخدمة وأنشطتها.

أمّا في شمال أفريقيا فلنا أربعة كنائس في ليبيا ولكنها مغلقة الآن بسبب الصراعات والقتال الدائر حاليًا فيها. كما ينتدب نيافة الأنبا باخوميوس بعض الآباء الكهنة للخدمة في تونس والجزائر عندما تسمح الظروف لخدمة الأقباط فيها.

لقد زارنا العديد من رؤساء هذه الدول وكبار المسئولين، كما زارنا أيضًا الكثير من السفراء الأفارقة في مصر، ونود أن نقدم كل الدعم الروحي والاجتماعي والتنموي تجاه أشقائنا الأفارقة، ونسعد دائمًا بخدمتهم باعتبار الإسكندرية هي الكنيسة الأولى في أفريقيا.

إن الحقل الكرازي واسع جدًا، ويحتاج دائمًا إلى مُكرّسين ومُكرّسات ذوي تأهيل مناسب للخدمة في هذه البلاد، يعرفون لغاتها وثقافاتها وتقاليدها، متسلحين بالمثابرة والحب والبذل والتضحية، كما قال القديس بولس الرسول: «مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ» (رومية 8: 36).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx