اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون20 سبتمبر 2019 - 9 توت 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

أهمية الليتورجيا

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

20 سبتمبر 2019 - 9 توت 1736 ش

حين نتحدث عن الليتورجيات في كنيستنا المُرشَدة بالروح القدس، نقصد "العبادة الحافظة للإيمان"، وهي تعني العبادة العامة في الكنيسة، وتترجم إيماننا الأقدس الذي نعيشه من خلالها. وقد استخدمت الكنيسة هذا التعبير منذ العصر الرسولي، فالكنيسة فيها ليتورجية كل سر من الأسرار مثل ليتورجية العماد (سر المعمودية)، وهكذا تتميز كنيستنا الأرثوذكسية (أي مستقيمة الرأي والإيمان) باهتمامها بالليتورجيا خاصة في القداس الإلهي كعبادة عامة يشترك فيها الشعب كله، ودائمًا لا نفصل بين العبادة وإعلان الإيمان من خلالها.

ويقول القديس باسيليوس: "التسابيح والعبادات هي صوت الكنيسة الذي من خلاله تُعلَن أمجاد اللاهوت". وأسرار عديدة تعلنها الكنيسة من خلال كنوز التسابيح المحفوظة في سفر المزامير وكتاب التسابيح الكنيسة. ودعونا نتناول هذا الموضوع من خلال ليتورجية القداس الإلهي.

1) إعلان إيماننا بسر التناول: أسس الرب يسوع هذه الليتورجيا في خميس العهد إذ سَلًمَ التلاميذ جسده ودمه من خلال الخبز وعصير الكرمة قائلًا لهم: «خذوا كلوا هذا جسدي... وخذوا اشربوا هذا هو دمي» (مت26:26، 28)، وسجلها القديس بولس أيضًا في (1كو10: 16) «كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح؟... الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح؟». هذا هو إيمان كنيستنا العريقة والصحيحة، إذ تكشف بإيمانها هذا كنز صلاح الله ومحبته لأجل الميراث الأبدي السماوي، لذلك تقول: "يُعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه"، لأن الروح القدس يحلّ على مادة السر ويحولها إلى جسد المسيح ودمه الطاهرين.

ويؤكد هذا القديس أغسطينوس فيقول: "تلك الكأس يتقدس ما تحتويه بكلمة الله والصلوات فيصير دم المسيح، لأن الرب أودع جسده ودمه للكنيسة لتعطيه لمن له شركة في الإيمان الأرثوذكسي الصحيح، إذ به يصير عضوًا في الكنيسة جسد المسيح".

يقول القانون 19 من الكتاب الأول للآباء: "قد بدأنا وحدّدنا هذا لأجل القربان الذي هو جسد المسيح ودمه، فبيِّنوه بثبات كما ورد في بشارة يوحنا أنه في الزمان الذي التمس فيه المعلم خبزًا وخمرًا وباركهما وقال هذا هو جسدي وهذا هو دمي"، ويأمر الآباء الرسل في القانون 2 من الكتاب الأول عن التحوّل الجوهري: "ويتناول الأسقف وهو يقول: هذا هو جسد المسيح، ومَنْ يتناول يقول: آمين. وكذلك مناولة الكأس يقول: هذا هو دم المسيح، هذا هو كأس الحياة. ويقول مَنْ يتناول: آمين".

والقديس باسيليوس في قوانينه يقول: "إن الكاهن أثناء إعطائه الجسد والدم للمتناولين يقول هكذا: هذا هو جسد المسيح الذي دفعه عن خطايانا. ويرد مَنْ يتناول منه: آمين. وحين يناول الدم يقول: وهذا هو دم المسيح الذي أهرقه عنا. ويقول المتناولون: آمين". ويؤكد ذلك ما ورد في ( يو6: 58) «الخبز الذي أعُطي هو جسدي»، وأكّد السيد المسيح أن مَنْ يتبعه يكون على هذا الإيمان وليس عكسه. وأختم بقول القديس بولس: «مَنْ يأكل جسد الرب ويشرب دمه بدون استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه» (1كو11: 29)، والآباء في أقوالهم يؤكدون هذا المبدأ أيضًا...

وسنستكمل حديثنا بإذن الله في المقال القادم.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx