اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

حياة موسى النبي

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

01 نوفمبر 2019 - 21 بابه 1736 ش

يعرض الكتاب المقدس حياة موسى النبي خلال أسفار الخروج واللاويين والعدد والتثنية، إلى جانب كلمات الوحي الإلهي عنه في رسالة العبرانيين أصحاح 11. وبحسب رأي المُفسّرين فقد عاش موسى النبي 120 عامًا: أربعون عامًا في قصر فرعون، والأربعون عاما التالية عاشها في البرية راعيًا للأغنام، أمّا الأربعون عامًا الأخيرة فقد قضاها موسى قائدًا لشعب الرب في البرية. وفي حياة موسى النبي الكثير من الرموز والإشارات لحياة الرب يسوع المخلص لشعبه، إلّا أن حياته أيضًا تشمل العديد من الدروس الروحية النافعة لحياتنا جميعًا..

1. أول هذه الدروس أن الله يستطيع أن يحول كل الأمور لخير أولاده، فقد أصدر فرعون مصر أمرًا بقتل جميع ذكور شعب إسرائيل، وبينما كان فرعون يظن أنه يغلق على موسى باب الحياة، كان الله يستخدم هذا الضيق لكيما يحيا موسى ويتربّى لا بين شعبه كعبد لكن في قصر فرعون، لكيما يكون خبيرًا برجال القصر وبفرعون نفسه، ليفتح لشعب الرب طريقًا للحياة.

2. رغم طفولة موسى القصيرة التي عاشها في بيت أمه الحقيقية لترضعه لبنها، إلّا أن أمه استطاعت أن تعلمه تبعيته وبنوته للإله الحقيقي وانتسابه لشعب الرب، وكيف أنه ينبغي ألّا يسمح لراحة القصر أن تشغله عن إخوته من بني إسرائيل. وهذه القصة تحمل لنا معنىً هامًا عن أهمية دور الأم وأسلوب تربيتها الذي يظل مؤثرًا في حياة الأبناء لسنوات عدّة، ليتحدى كل الصعاب.

3. حاول موسى أن يدافع عن إخوته بحسب قدرته ومعرفته الشخصية، فلم ينجح بل قتل المصري، وكان ذلك سببًا في خروجه للبرية هاربًا من فرعون. وهذا يحمل لنا جميعًا رسالة أن الإنسان عندما يعتمد على قدرته الشخصية تتخلّى عنه النعمة الإلهية، فرغم قدراتنا ومواهبنا ومعارفنا ومهاراتنا، فإننا نحتاج دائمًا أن نستند على القوة والمعونة الإلهية قبل أن نعتمد على معارفنا وقدراتنا الشخصية.

4. قصد الرب أن يخرج موسى إلى البرية ليدربه على حياة جديدة لم يكن ممكنًا أن يتعلمها موسى داخل القصر، فقد رأى الرب موسى غضوبًا معتمدًا على قدراته الشخصية، مستخدمًا سلطته لا رعايته، فأخرجه للبرية أربعين عامًا، تدرب فيها على عدم الاتكال على الذات والقوة الشخصية، بل على الحلم وطول الأناة، تعلّم فيها كيف يترفّق بالغنم ويرعاها ويصبر عليها، تعلم فيها كيف يكتسب قدرته من عمل الله فيه. كان الرب في البرية يعد موسى لكيما يكون مخلصًا لشعبه لا رئيسًا عليهم، ليخرجهم من عبودية فرعون.

5. في البرية علّم الرب موسى درسًا جديدًا من العليقة المشتعلة التي كانت رمزًا للتجسد ورمزًا لأمنا العذراء والدة الإله، إلّا أن العليقة أيضًا علمت موسى أن الله قادر أن يحفظ شعبه وسط الضيق، فالنار تشتعل في الشجرة لكنها لم تحترق! فالله سيحفظ شعبه وكنيسته رغم كل الآلام.

6. في رحلة الخروج ظن موسى أن الرحلة تستغرق مسيرة ثلاثة أيام وهكذا طلب من فرعون أن يخرج الشعب مسيرة ثلاثة أيام. إلّا أن الرحلة استغرقت أربعين عامًا ليصل الشعب للأرض التي أخرجهم الرب إليها. ومع ذلك، ورغم الصعاب الكثيرة التي واجهت الرحلة، إلّا أن موسى لم يفقد أبدًا ثقته في الرب، ولم يشكّ في دعوته أو رسالته، ولم يتراجع عن المسئولية التت أعطاها له الله، هكذا نحتاج كثيرًا إلى الإيمان لنظل في طريق الرب رغم كل الضيقات.

7. في البرية أمام العليقة أمر الرب موسى أن يخلع نعليه، والنعل يُصنع من جلود الحيوانات الميتة، وهي إشارة إلى أن الإنسان الروحي في رحلته نحو السماء يحتاج أن يتخلى عن كل ما يتعلّق بالعالم المائت فلا يعطّله العالم عن مسيرته نحو السماء.

8. في رحلة موسى نحو ارض الموعد التي هي اشارة إلى رحلة الانسان المسيحي نحو السماء كان موسى ينمو في شركته مع الرب حتي أن يديه المرفوعة فوق الجبل كانت سببًا في نصرة الشعب في حربه مع عماليق، وهذه إشارة إلى أننا نحتاج دائمًا أن نحتفظ بعلاقة حية مع الرب في صلواتنا لكيما ننتصر في حروبنا في طريقنا نحو السماء، ورغم أن هذه الحادثة ذاتها كانت إشارة واضحة عن عمل الصليب في النصرة على الشيطان، إلّا أنها تحمل لنا أيضًا رسالة بضرورة التمسك بعمل الصلاة في حروبنا الروحية.

9. رغم أن موسى قاسى الكثير من الصعوبات في رحلته نحو أرض الموعد، وأنه هو نفسه لم يحظَ بدخول هذه الأرض، إلّا أنه كان أمينًا أن يقود شعبه إلى هناك، وهكذا الخادم الأمين يحتاج ألّا يؤخر شيئًا من الفوائد التي تساعد أولاده في طريقهم الروحي، ويحتمل في سبيل ذلك كل تعب أو ألم.

قصة موسى النبي قصة تمتلئ بالدروس الروحية.. تحتاج أن نجلس أمامها طويلًا ونتأمل عمل الرب في حياة خدامه وفي حياة كلٍّ منّا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx