اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون13 ديسمبر 2019 - 3 كيهك 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

عن الكبرياء

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

13 ديسمبر 2019 - 3 كيهك 1736 ش

كنا قد تحدثنا في هذه القائمة الخطيرة عن الطمع، البطر، الإدانة، الكذب، السحر، الغضب. واليوم نود أن نأخذ موضوعا آخر من هذه القائمة الخطيرة ألا وهو الكبرياء.. وقبل أن نبدأ في هذا الموضوع نود أن نستعرض بعض الأسئلة لنعرف هل نحتاج قراءة هذا الموضوع أم لا.. فليسأل كل منا نفسه هذه الأسئلة: ألا تُسرّ بمديح من حولك؟ وتضيق بمن يذمّك أو يوبخك؟ أو على الأقل لا ترتاح إليه وإلى كلامه؟ ما هو مدى قبولك لنصائح وتوجيهات وإرشادات الآخرين؟ ما هو مدى طاعتك؟ ما هو شعورك نحو من هم أفضل منك؟ وما هو شعورك نحو من هم أقل منك؟...

(أ) ما هو الكبرياء؟ هو كاللص الذي يتسلّل خفية، ويسرق الناس وهم نيام، هو كالجاسوس الذي يحيا بيننا ولكنه يعمل لحساب الأعداء، هو أعظم جميع الخطايا وأكثرها خطرًا، هو خطية تلد خطايا أخرى مثل الغضب والحقد والإدانة والصياح والمجادلة والتجديف وعدم اعتراف الإنسان بخطاياه، إنه خطية لا تبالي بأحد أو بشيء.

(ب) ما هي نتائج الكبرياء؟

(1) الله لا يقبله: «يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» (يع4: 6) وقيل عن الله: «أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين» (لو1: 52-53).

(2) الله لا يقبل تقدماته: فالصلاة المتكبرة غير مقبولة. مثل صلاة الفريسي الذي وقف أمام الله يتباهى، فلم يخرج مُبرَّرًا ((لو18: 9-14).. لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع.

(3) يؤدي إلى السقوط: «قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح» (أم16: 18)، فالكبرياء هو الذي أسقط الشيطان، وهو الذي أسقط آدم وحواء، وهو الذي جعل نبوخذ نصر -الملك العظيم الذي لم يُهزَم قط- في مرتبة الحيوانات، فصار يسعى على يديه ورجليه وابتلّ جسمه بندى السماء وأكل عشب الأرض (دا4).

(4) يثير الخصومة بين الناس: «الخصام إنما يصير بالكبرياء، ومع المتشاورين حكمة» (أم13: 10)، فالمتكبر مكروه ومنبوذ من الناس، وفي خصام وعداوة مع الكل.

(5) يجرّد القلب من الرحمة والحنو والشفقة: إن الكبرياء يسدّ الآذان عن سماع صراخ المساكين، ويغمض العيون حتى لا تبصر متاعبهم، ويقسّي القلوب لكي لا تعطف عليهم «في كبرياء الشرير يحترق المسكين» (مز10: 2).

(ج) ما هي أسباب الكبرياء؟

(1) النعم: أ- نعم داخلية: فقد ينعم الله على الإنسان بالجمال أو الذكاء أو الصحة أو القوة البدنية، وبدلًا من تمجيد الرب بها، تُستَغَل ضد الله في الخطية والتعالي على الآخرين، كما لو كانت من صنع الإنسان. ب- ونعم خارجية: مثل الغنى والمراكز والنفوذ، فتتحول إلى الخطية والكبرياء على الناس. حقًا قال الكتاب المقدس: «وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة، غبية ومضرة، تغرق الناس في العطب والهلاك» (1تي6: 9)، «كثرت ثروتك فارتفع قلبك بسبب غناك» (حز28: 5).

(2) التقوى: عجيبة هي خطية الكبرياء التي قد تصيب الأبرار بل والذين يحيون حياة تقوية، فقد تحاربهم بسبب برّهم، وصومهم ومدى أمانتهم فيه، صلواتهم ومدى انتظامهم عليها وتركيزهم فيها، صوتهم الجميل، حسن تعليمهم وقوة إقناعهم وبلاغة حديثهم. حقًا قال الكتاب: «فالذبيحة لله روح منسحق، القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله» (مز51).

(3) الشيطان: قد يضع في طريقك من يمدحك ويُعجب بك ويكرمك ويحترمك.. كل ذلك بطريقة زائدة عن الوصف لكي ما يسقطك في الكبرياء.. بل وقد يضع في ذهنك أنك أفضل الناس وأعظمهم، وقد يعطيك رؤى وأحلامًا، مثل قصة جميلة لراهب كان يصلي فظهر له الشيطان في صورة ملاك قائلا له إن الرب أرسلني إليك. فقال له الراهب: ولماذا يرسل الله ملاكًا لإنسان خاطئ، لعلك أُرسلت إلى غيري وضللت الطريق.. فانحلّ الشيطان في الحال.

(د) كيفية علاجه:

(1) نسب الخير لله: ضع أمامك قول الكتاب المقدس: «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار» (يع1: 17)، فكل خير منك أو معك هو من الله، ولا دخل لك به.

(2) إخفاء الفضيلة: «متى فعلتم كل ما أُمِرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا» (لو17: 10). اِخفِ فضائلك لكي تنمو، إنها كالكنز الذي متى كُشِف تعرض للسرقة.

(3) تذكر خطاياك: «خطيتي أمامي دائمًا» (مز51)، فهي تجعلك لا تتكبر حينما تنجح وحينما تُمدح.. وهي تخزي شيطان الكبرياء الذي يحاول إسقاطك.

(4) ضع أمامك القامات الروحية: كلما حوربت بأنك قد وصلت وأنك أفضل من غيرك، قارن نفسك بمن هم أعلى وأفضل منك.. وقل لنفسك: مازال الطريق أمامي طويلًا.. وجاهد في الصوم والصلاة والرب يعينك وينجيك.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx