اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4808 مايو 2020 - 30 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية

08 مايو 2020 - 30 برموده 1736 ش

تُعتبر الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية أول كنيسة في مصر بل أول كنيسة في أفريقيا، ويرجع تاريخ إنشاؤها إلى القرن الأول الميلادي، حيث يعتبر البعض أن مكانها الحالي هو مكان بيت القديس أنيانوس أول من قَبِل الإيمان الذي بشر به القديس مار مرقس في مصر. وتُعد الكاتدرائية أيقونة ورمزًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لكونها الكنيسة الأولى، كما أنها تحوى رأس القديس مار مرقس (بحسب التقليد القبطي) وكذلك رفات حوالي ٥٥ من بطاركة الكنيسة الأوائل. وقد هُدِمت الكنيسة وأُعيد بناؤها عدة مرات على مرّ القرون، ويرجع تاريخ المبنى الحالي إلى عام ١٨٧٠ ميلادية (هذا العام يكون مر ١٥٠ عامًا على إنشاء المبنى).

ونستطيع أن نذكر خمس محطات هامة خلال عمر المبنى الحالي:

١- المحطة الأولى: محطة الإنشاء عام ١٨٧٠م في عهد البابا ديمتريوس الثاني، البابا رقم ١١١ (١٨٦٢-١٨٧١م)، وأراد الأقباط وقتها عمل كنيسة تليق برمز الكنيسة القبطية. ولمّا كان الفن القبطي وقتها يمرّ بحالة من الضعف، اختار أجدادنا الفن البيزنطي ليكون هو طراز حامل أيقونات الكنيسة، وفعلًا تم عمل حامل أيقونات رائع وهو الموجود حتى الآن.

٢- المحطة الثانية: محطة الترميم عام ١٩٥٢، حيث تبنى البابا يوساب الثاني، البابا رقم ١١٥ (١٩٤٦-١٩٥٦) مشروع ترميم الكنيسة، وبصورة أدق هدم وإعادة بناء أجزاء كبيرة منها حيث كانت وصلت لحالة صعبة. وفي ٩ نوفمبر ١٩٥٢ (عيد ظهور رأس القديس مار مرقس وتكريس كنيسته بالإسكندرية)، صلى قداسته مع عدد من المطارنة المصريين والإثيوبيين قداس تدشين الكنيسة. وقد قام بالتصميمات والإشراف على التنفيذ وقتها المهندس المعماري أنيس يوسف.

٣- المحطة الثالثة: محطة التوسيع عام ١٩٩٠، حيث تبنى البابا شنوده الثالث، البابا رقم ١١٧ (١٩٧١-٢٠١٢) -بناءً على بُعد نظر ورؤية مستقبلية- توسيع الكنيسة لتكفي أعداد المصلين المتزايدة، ووضع هذا الأمر تحت عنايته الشخصية حتى انتهى العمل، وأُضيف امتداد أكثر من ثُلث مساحة صحن الكنيسة، وتمت إضافة المساحة مع الحرص الشديد على الحفاظ على الطابع المعماري والجمالي للكنيسة بحيث يبدو في النهاية المبنى وحدة واحدة متناسقة بشكل جميل. وقد قام بالتصميمات والإشراف على التنفيذ المهندس المعماري وفيق أنيس (ابن المهندس أنيس يوسف الذي أشرف على ترميم الكنيسة عام ١٩٥٢). وقد افتتح قداسة البابا شنوده التوسعة في قداس عيد الغطاس ١٩ يناير ١٩٩٠م.

٤- المحطة الرابعة: محطة تجلي عناية الله بالكنيسة عام ٢٠١٧، ففي ٩ أبريل ٢٠١٧ (أحد الشعانين)، صلى قداسة البابا تواضروس الثاني -أطال الله حياته- دورة الشعانين وقداس العيد وصلاة التجنيز العام وسط أكثر من ٥٠٠٠ مصلٍّ، وصرف الشعب بالبركة الساعة ١١:٥٠ صباحًا، وانصرف معظم المصلين، وبقي قداسة البابا في المقر البابوي. وفي الساعة ١٢:٤٠ ظهرًا نجّى إلهنا الصالح الموجودين في الكنيسة من مذبحة حيث فجر أحد الإرهابيين نفسه خارج بوابة الكنيسة، وراح ضحية الحادث ٨ من الشهداء الذين كانوا خارج الكنيسة أو داخلها بالقرب من البوابة، وكذلك ٧ من شهداء الشرطة الذين كانوا يحرسون الكنيسة، وعلمنا بعدها أن الإرهابي كان يحاول دخول الكنيسة من الصباح ولكن عناية الله وصلوات قداسة البابا حفظت الكنيسة من المذبحة.

٥- المحطة الخامسة: محطة الترميم الثاني عام ٢٠٢٠، في عهد قداسة البابا تواضروس الثاني، البابا رقم ١١٨ (أطال الله حياته)، حيث رأي أباء الكنيسة ومجلسها أن الكنيسة تحتاج إلى ترميم ثانٍ مع الحفاظ على الطابع الأثري الجميل للكنيسة، فبعد استئذان قداسة البابا وأخذ بركته قامت بعثة يونانية متخصصة في ترميم الأيقونات البيزنطية القديمة بترميم حامل أيقونات الكنيسة الرخامي وأعادته الى صورته الأولى، وكذلك تم ترميم الهياكل التي أصابتها رطوبة، وكذلك واجهات الكنيسة، وتم تركيب تكييف مركزي بالكنيسة ونجف جديد، وأيضًا ترميم جميع واجهات الكنيسة وتنظيف الأسقف والحوائط وجلي الأرضية الرخام وصيانة جميع دكك الكنيسة الخشبية. وإضافة أيقونتين بالحجم الكبير في صحن الكنيسة للقديس الأنبا أثناسيوس والبابا كيرلس عمود الدين (كرموز للكنيسة القبطية الأرثوذكسية) بأسلوب الفن القبطي بتقنية موزاييك الأحجار الطبيعية، وهي تقنية تناسب طابع الكنيسة الأثري. وقد بدأ العمل في هذه المرحلة في نوفمبر ٢٠١٧ وأوشكت على الانتهاء، وكان التحدي هو التجديد مع الحفاظ على الطابع المعماري الأثري الجميل للكنيسة، وهو ما تم بنعمة المسيح. وجدير بالذكر أنه تم الاحتفاظ بالسطح الرخامي للمذبح الأوسط للكنيسة دون تغيير، لأن هذا المذبح تحديدًا صلى عليه البابا يوساب، والبابا كيرلس، والبابا شنوده، والبابا تواضروس. ونشكر الله أن الكنيسة حاليًا يزورها وفود من مختلف بلدان العالم، ونقدم لهم عظمة وغنى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية من خلال زيارتهم للكنيسة.

نصلي أن يرفع الله الوباء المنتشر في العالم حاليًا لتعود أبواب الكنيسة وكل الكنائس مفتوحة للمؤمنين، بشفاعة أمنا العذراء، وصلوات كاروزنا الحبيب مار مرقس، وصلوات أبينا صاحب القداسة والغبطة البابا تواضروس الثاني.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx