اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4811 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

سمة الوحش (رؤ13)

القس إبراهيم القمص عازر

11 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش

منذ بدء الحديث عن مصل مضاد لفيروس كورنا، وبدأت تتردّد أخبار وأحاديث في وسائل الإعلام عن وجود شريحة في هذا المصل، لدرجة أن البعض أعلنوا عن رفضهم التطعيم باللقاح حال ظهوره! وقبلها تواترت أخبار عن شريحة يتم زرعها في اليد للعاملين في الشركات. وهذا أعاد الحديث عن ما يُسمى "سمة الوحش" (رؤ13). والتي يصفها بأنها سمة أو علامة سوف تميّز تابعيه. فما حقيقة سمة الوحش؟ هل هي علامة مادية ظاهرة؟ وشم، أو شريحة معدنية تُزرَع في جسم الإنسان؟ أم مجرد علامة رمزية؟

يتحدث الأصحاح  13 من سفر الرؤيا، عن أدوات الشيطان لمحاربة الكنيسة، ويذكر الوحش الخارج من الأرض، هو إنسان ولكنه يحمل سمة الوحش كسيده الشيطان، فهو سيأتي مسنودًا بالقوة الشيطانية، في أقوى وأقصى صورها. الشيطان الذي كان قتّالًا للناس منذ البدء، فلا عجب أن تأتي أدواته تحمل طباعه الوحشية. يطلق سفر الرؤيا على هذا الشخص: النبي الكذاب، وهو يشير هنا لضد المسيح. هو إنسان عادي، سيأتي بمسحة دينية، مسنودًا بالقوة الشيطانية، هدفه هو التضليل، من خلال عمل المعجزات وصنع الآيات. وهذا يتناغم تمامًا مع كلام معلمنا بولس في (2تس3: 10)، عن إنسان الخطية، ابن الهلاك، الذي سيدّعي الألوهية، في هيكل الله. ثم يتحدث الكتاب عن سمة، أو علامة تميّز تابعية.

وقبل السؤال عن طبيعة السمة، لا بد أن نتساءل عن أسباب اللجوء لهذه الطريقة؟ يبدو أن فكر النبي الكذاب، هو التقليد والمحاكاة.. تقليد السيد المسيح لكي يخدع الجميع، لذلك يقول عنه سفر الرؤيا إنه سيأتي في شكل حَمَل (شكل خارجي فقط)، ويتخذ اسم المسيح "ضد المسيح"، وسيصنع معجزات (كما فعل المسيح)، وسيكون له تلاميذ وأتباع من كل أمّة وقبيلة ولسان. وستكون إحدى أساليبه هي فكرة السمة أو الختم. فهذه الفكرة ليست بعيدة عن الكتاب المقدس وتاريخ الله مع شعبه. فعبر التاريخ ميّز الله شعبه وخاصته في القديم، ثم أولاده في العهد الجديد (مع اختلاف الطريقة) بعلامات وسمات. في العهد القديم نقرأ عن العلامة التي أعطاها الله لقايين لكي لا يقتله أحد. ونقرأ عن علامة العهد بين الله وشعبة (علامة الختان). ورئيس الكهنة في العهد القديم كان يضع شريحة معدنية على جبهته مكتوبًا عليها "قدس للرب" أي ملك للرب.

السمة أو الختم بصفة عامة، تحمل معنى الولاء والطاعة الكاملة، وأيضًا تشير للملكية، فهولاء ملك لمن يحملون سمته، كما تشير إلى أن هولاء الأشخاص موضع الرعاية والاهتمام والعناية. ولكن الأهم في السمة، والتي تؤكد الولاء التام، هو أن يحمل التابعين صفات وأخلاق وسمات من يتبعونه. ولذلك في العهد الجديد، نسمع عن الختم الذي خُتِمنا به (الروح القدس). فنحن مختومون، ولنا سمه تميّزنا كأولاد الله، ولكنها سمة قلبية، داخلية (وليست علامة خارجية)، ولكنها تظهر من خلال صفات خارجية (ثمار الروح) تعلن ولاءنا لروح الله، وملكية الله التامة لنا.

بنفس الطريقة، في نهاية الأيام، سمة الشيطان لأتباعه ستكون سمة داخلية، قلبية، أكثر منها مادية ظاهرة. أمّا قوله إنها ستكون على الجبهة، فإشارة إلى الفكر الذي يقود الإنسان ويحركه. واليد اليمني تشير إلى الفعل والعمل. فالسمة التي تميز تابعي الكذاب، سمة داخلية، قلبية، ظاهرة في فكرهم المنحرف، وأعمالهم الشريرة، وصفاتهم البغيضة. (2تي3). أمّا عدم القدرة على البيع والشراء لمن لا يحمل هذه السمة، فهي إشارة إلى رعاية الشيطان لأتباعه وتأمين احتياجاتهم، كما أنها إشارة للتحيُّز والتحزُّب الذي سيكون ضد الإيمان بالله والمؤمنين.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx