اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4909 أبريل 2021 - 1 برموده 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

تاريخ جمعية الآثار القبطية

نبيل فاروق فايز

09 أبريل 2021 - 1 برموده 1737 ش

تأسيس الجمعية: تأسست جمعية الآثار القبطية تحت اسم: «جمعية أصدقاء الفن القبطي» في 24 ابريل عام 1934م، بهمّة مريت بك بطرس غالي. وقد أخذت المؤسسة الجديدة -منذ البداية- تسد فراغًا كان ملحوظًا في الأوساط العلميّة، ألا وهو افتقارها إلى مركز للبحث والنشر في الآثار والدراسات الخاصة بالعصر القبطي، فأصبحت جمعيّة الآثار القبطيّة هي الجمعيّة العلميّة الوحيدة في العالم المتخصصة في هذه الدراسات،. وكان مجلس الإدارة عند إنشاء الجمعية مكوّنًا من أفراد ذات أسماء لامعة في عالم الآثار والدراسات القبطية: مريت باشا بطرس غالي، جورجي بك صبحي، سامي جبره، سيزوستريس سيداروس باشا، عدلى أندراوس، كامل عثمان غالب، كريزول، محمد شفيق غربال، ميشيل زغيب، يوسف مرقص سميكة، وغيرهم من الشخصيات البارزة. وأخذت الجمعية مقرًا لها فى 15 شارع الوالدة باشا بجاردن سيتى في ثلاث حجرات بالدور الأرضي بسراي أسرة مريت غالي.

اسم الجمعية: وفي عام 1937 وبعد تعيين عالم الآثار شارل بشتلي Charles Bachatly سكرتيرًا عامًا للجمعية، وتم تغيير اسمها إلى «جمعية الآثار القبطية» –وهو اسمها الحالي- وذلك ليناسب هدف الجمعية وهو نشر العلوم القبطية أي دراسة الآثار والفنون واللغة والآداب والمخطوطات القبطية والعربية. وكان عالم الآثار شارل بشتلي مسئولا عن التغيير في طبيعة الجمعية وأغراضها، فصارت مؤسسة علمية للدراسة والنشر.

المقر الحالي للجمعيـة: في عام 1960 قام المهندس واصف بك (ميشيل) بطرس غالي (رئيس الجمعية الحالي) بتصميم امتداد للكنيسة البطرسية، وفي عام 1963 انتقلت الجمعية إلى مقرها الحالي، وقد تم بناؤها ضمن المباني الجديدة المُلحقة بالكنيسة، خلف قاعة السيدة صفا التذكارية.

المطبوعات العلمية للجمعية: وضع شارل بشتلي الأسس لأهم مطبوعات الجمعية، وهي المجلة أولًا، وينقسم النشر إلى خمسة أقسام هي:

1) قسم حفائر الجمعيـّة وقد نَشَر عن حفائر الجمعية في هذا القسم عالمة البرديات الأمريكية ليزلي ماكول ثلاث مجلدات عن حفائر الجمعية بدير فيبامون بالأقصر.

2) قسم الفــن والآثــار ونُشِر في هذا القسم ثلاثة كتب.

3) قسم النصـوص والوثائـق وهو أكبر الأقسام، وقد نُشِر في هذا القسم ثمانية عشر كتابًا أهمها: كتاب طقس رسامة البطاركة لـ»أزولد برومستر»، وكتاب سير البيعة المصرية وهو تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لـ»ساويرس بن المقفع»، وهو أهم وأكبر الأعمال العلمية التي قامت به الجمعية، وقد استغرق هذا العمل عدة سنوات بدءًا من عام 1943حتى عام 1974، وهي الطبعة العلمية الوحيدة حتى الآن. وآخر الأعمال في هذا القسم تحقيق نص طقس الميرون للأستاذ الدكتور يوحنا نسيم يوسف والأستاذ الدكتور سامح فـاروق حنيــن، وقد نشر في 2017م .

4) قسم فهارس المخطوطات وقد طُبِع منها حتى الآن فهارس مخطوطات ثلاث كنائس هي: كنيسة أبو سرجة، وكنيسة القديس بربارة، وكنيسة مار مينا فم الخليج.

5) قسم المتنوعــات وقد نُشر في هذا القسم أربعة عشر كتابًا آخرها كتاب عظات الأنبا شنوده رئيس المتوحدين عام 2011م.

المجلة العلمية والدولية للجمعيَّــة

وعلى مدار السنوات الثمانية والثمانين التي مضت على إنشائها، ركزت الجمعية نشاطها في النشر وإصدار مجلتها العلميّة، فكانت أوّل مجلة في العالم تخصّ التراث القبطي، باِسم: ” Bulletin Société d’Archéologie Copte مجلة جمعيـّة الآثار القبطيّـــة“ وتُعرف في الأوساط العالمية والدولية باسم ”BSAC“ وهي مجلة دولية سنوية.

مكتبة الجمعية: كات بشتلي هو أوَّل من وضع اللبنة الأولى لتأسيس مكتبة الجمعية اليوم. تحتوي المكتبة على أكثر من 20000 الف كتاب من أندر الكتب أغلبها من اللغات الأوربية في الميادين المتخصصة التي تعمل فيها جمعية الآثار، وتحتوي على الأقسام التالية: قسم الدرسات القبطية بمختلف فروعها، قسم المصريات، قسم الدراسات السريانية، قسم الدراسات الإثيوبية، وقسم الدراسات الأرمنية، وقسم الدراسات العربية. ويحتوي الدور الثاني بالمكتبة قسم الدوريات الدولية.

أوّل معرض للفن القبطية: في سنة 1944م أقام بشتلي معرضًا هامًا للفن القبطي بالاشتراك مع المتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي والعديد من أصحاب المجموعات الخاصة، فكان أوَّل معرض في الفن القبطي، وقد افتتحه الملك فـاروق. وقد طُبع دليل المعرض باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

الحفائر العلمية لجمعية الآثار القبطية: أستمرت حفائر الجمعية ما بين 1935-1955م، وفي سنتي 1947 و1948 كشف عالم الآثار بشتلي عن دير القديس فيبامون في غرب النيل جنوب الأقصر، وقد أصدرت الجمعية تقارير هذه الحفريات في ثلاث مجلدات، وهناك العديد من الحفائر الأخرى التي شاركت الجمعية فيها.

تأسيس الجمعية الدولية للدراسات القبطية: كانت للجمعية الريادة في تأسيس الجمعية الدولية للدراسات القبطية THE INTERNATIONAL ASSOCIATION FOR COPTIC STUDIED وذلك في عام 1975م، حيث دعا الدكتور جمال مختار أساتذة الدراسات القبطية والمهتمين بها إلى المؤتمر الأول للدراسات القبطية بالقاهرة، وفيه تم الاتفاق على إنشاء الهيئة الدولية للدراسات القبطية، وعلى عقد المؤتمر كل أربعة سنوات، ثم تم الاتفاق مع جمعية الآثار القبطية على أن يكون للجمعية الدولية مقرًا لها داخل جمعية الآثار القبطية بالقاهرة. وما زال إلى الآن يحمل الباب الخشبي الخارجي اللافتة التي تحمل اسم الجمعية الدولية. وكان أول مؤتمر للجمعية الدولية: في قلب جمعية الآثار القبطية بقاعة الصفا في عام 1976م، وفي هذا المؤتمر كان اطلاق كلمة: COPTOLOGY لأول مرة.

أمناء مكتبة جمعية الآثار القبطية عبر تاريخها: وقد تولى أمانة مكتبة جمعية الآثار على مدار تاريخها مجموعة من أفضل علماء القبطيات: تشارلز بشاتلي Charles Bachatly (1909-1957)، كتن أوَّل أمين لمكتبة جمعية الآثار القبطية من إنشائها حتى وفاته عام 1957م ثم:

عالم القبطيات وأستاذ الليتورجيا أزولد برومستر أمينًا للمكتبة ، وعالمة البرديات الشهيرة لزلي ماكول، وأنطون خاطر الذي قام بتحقيق النصوص الكثيرة، والأستاذ الدكتور يوحنا نسيم يوسف، وعالمة الموسيقى القبطية المجرية مارجيت توت، والأب وديع عوض الفرنسيسكاني أستاذ الأدب العربي المسيحي، ونبيل فاروق فايز (حاليًا).

من آمال الجمعية في الدارسات القبطية: استكمالًا لدورها الذي بدأته في أربعينيات القرن الماضي في فهرسة المخطوطات القبطية والعربية داخل مصر وخارجها ونشرها، اشتركت الجمعية في مشروع كتالوج المخطوطات القبطية بالمكتبة الوطنية بباريس، وهو التعاون الذي تم مؤخرًا بين جمعية الآثار القبطية والمكتبة الوطنية بباريس، وتقوم الجمعية بالاتفاق مع الأب أوجو زانتي على كتابة وطبع الكتالوج الموسع لمخطوطات دير أبو مقار بوادي النطرون، وغيره من الفهارس قيد الأعداد. وأيضًا تحقيق ودراسة كتاب: «تاريخ سير البيعة» وهو تاريخ البطاركة والذي قامت بنشر الكثير من أجزائه سابقًا.

ختامًا: يجب أن نذكر أنّ الدراسات الخاصة بالتراث القبطي لم تبدأ في مصر إلّا في اوائل القرن الماضي ونمت بفضل ومجهود رواد رجال ونساء كان لهم رؤية مستقبلية غير عادية، فالكل يعرف قصة مرقس باشا سميكة الرجل الذي أقنع البابا كيرلس الخامس بصرورة إنشاء متحف للآثار والمخطوطات القبطية والعربية، فكافح وجمع تبرعات حتى أقام مبني المتحف القبطي على أرض ملك البطريركية، وافتتح البابا المتحف في عام 1910م.

في عام 1954م اُفتُتِح معهد الدراسات القبطية، ولعزيز سوريال عطية وسامي جبرة وزكي شنوده وسامي صبري وغيرهم فضل كبيرة في قيادة المعهد في سنواته الأولى.

وبذلك يكتمل الأهرامات لأقدم وأعرق المؤسسات الثلاث للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الدراسات القبطية، لتكون قبلة العلماء الباحثين وواجهة مشرقة ومشرفة لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx