اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون30 يونيو 2017 - 23 بؤونة 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

القرابني في الكنيسة

نيافه الانبا مكاريوس الاسقف العام

30 يونيو 2017 - 23 بؤونة 1733 ش

وكان يُدعى فيما قبل بـ"القَيِّم" أو "القائم" (والجمع قَيَمَة أو قَوَمَة) أو اقلوني (وجمعها اقلونيون). وورد ذكر هذه الرتبة الجليلة في الدسقولية، وكتب البيعة الأخرى مثل مصباح الظلمة للعلامة ابن كبر، ورتب الكهنوت للأب ساويرس ابن المقفع، والجوهرة النفيسة، وفي قوانين البابا أثناسيوس والفديس باسيليوس، وغيرها من المصادر، حيث ترد رتبة القيّم ضمن رتب الكنيسة، ويقيمه الأب الاسقف على احتياجات البيعة، من تجهيزها وتنظيفها والمساعدة في حراسة الأبواب، وإعداد ما يحتاجه الكاهن للقداس من بخور وشمع وأباركة وقربان وفحم وغيرها. ولكن مع الوقت صار هناك من يقوم بتنظيف الكنيسة، كما صار هناك من يُدعى "الكنائسي"، وهو المهتم بالكنيسة لا سيما الهيكل وترتيب احتياجات الكنيسة في المناسبات المختلفة من كتب وأدوات، بينما أصبح إعداد القربان مسئولية شخص بعينه، صار اسمه الوظيفي "القرابني". ويُخبَز القربان في الكنيسة، واذا لم يكن هناك مكان فليُخبز مؤقتًا في منزل الكاهن أو القرابني على ألّا تشترك امراة في إعداده وخبزه.

وهو عمل هام جدًا يُشترط فيمن يقوم به أن يكون في حالة لياقة جسدية وروحية، ويدقّق الآباء في اختياره، ويطمئنون على حياته الروحية وسيرته، ويُشترط ألّا يكون سكيرًا سليط اللسان نمّامًا. وورد أنه يجب ألّا يظن القرابني في نفسه أن شغله في الكنيسة يقوم مقام الصلاة، لأن الصلاة صلاة والشغل شغل. ويسلمونه كيف يسلك بقداسة بدءًا من ترك حذائه خارج "بيت لحم" (المكان الذي يُصنَع فيه القربان)، إلى تلاوة المزامير طوال فترة عجن وخبز القربان. ويسلمونه أيضًا كيف تكون القربانة كاملة الاستدارة، مخبوزة جيدًا، وعليها رسوم الصلبان الثلاثة عشر واضحة مع الثلاث تقديسات.

عليه أن يحبّب الناس ولا سيما الأطفال في اقتنائها، فهي تمثل الكنيسة والليتورجيا، يأكلها الشخص بفرح ويحملها إلى بيته، وينتظرها في المنزل الذين لم يتسنَّ لهم حضور القداس. وبينما هو يعدّ القربان يتمنى أن تكون كل قربانة (بما فيه القربان الذي يُباع للشعب) هي التي سيختارها الكاهن "حملًا بلا عيب" لتصبح جسد المسيح.

ويُنبَّه عليه أنه لا يجوز أن تزيد المدة الزمنية بين خبز القربان وتقديم الحمل عن ثلاث ساعات. ويصبح القرابني مع الوقت خبيرًا في انواع الدقيق، ونِسَب الدقيق مع الماء، ووقت التخمّر، وموعد الوضع في الفرن، ومستوى النار، والتنفيس (البختشة) وغيرها، ليخرج القربان مثاليًا.

وأتذكر أننا كنا نحتفظ بالقربانة التي نشتريها يوم خميس العهد طوال العام، ربما لعلاقة ذلك بالعهد الذي أسسه الرب على جسده ودمه الأقدسيْن «لأنَّ هذا هو دَمي الّذي للعَهدِ الجديدِ الّذي يُسفَكُ مِنْ أجلِ كثيرينَ لمَغفِرَةِ الخطايا» (مت26: 28)، وتظلّ تذكارًا لذلك.

ولجلال الرتبة يذكر التاريخ أن الأنبا مرقس كان يعاتب أحد الباشوات المشاهير على أمر ما، فرد قائلاً: "أنا مش قرابني عندك علشان تكلمني باللهجة دي"، فرد عليه الأنبا مرقس: "القرابني هو واحد من أعمدة الكنيسة، ولو مافيش قرابني بطلت خدمة المذبح لافتقاره إلي القربان الذي يحوله الروح القدس إلى جسد المسيح له المجد".

والتاريخ الكنسي ثري بالقصص المتواترة عن القرابني والقربان، وأكثرها حول الآباء السواح الذين يحضرون بين وقت وآخر للحصول على قربان لإقامة القداس، حتى أن بعض الآباء في الأديرة أمر بعدم إحصاء عدد القربان حتى يأخذ السواح ما يأخذونه دون عمل شوشرة وكشف سرّهم، ويصبح القرابني سعيدًا بأن بعضًا من قرباناته قد حملها السواح.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx