اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون14 يوليه 2017 - 7 أبيب 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

عضويتنا في الكنيسة

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

14 يوليه 2017 - 7 أبيب 1733 ش

تواجدنا في الكنيسة ليس علاقة بمكان، ولكنها علاقة بكيان روحي حياتي يمدنا بكل ما نحتاجه روحيًا، بمعنى أن الكنيسة هي كيان روحي، والسيد المسيح باعتباره رأس الكنيسة ومخلص الجسد (أف5: 23)، فتمدنا الكنيسة بإمكانية العلاقة الروحية المتميزة بالسيد المسيح، أي علاقة العضو بالرأس، ولذلك يجب أن نعي كيف تكون عضويتنا في الكنيسة وبالسيد المسيح من خلال الكنيسة فيما يلي:

(1) مركز السيد المسيح في الكنيسة: هو مركز الدائرة، ومعطي كمصدر لكل العطايا الروحية لأنه: إن كانت الكنيسة سفينة فهو ربان السفينة، وصليبه هو شراع السفينة لكي تكون قادرة على الإبحار عكس التيار (أي تيار الشر الذي في العالم الذي قيل إنه وُضِع في الشرير). وإن كانت الكنيسة مانحة للاستناره، فالمسيح هو نور العالم ومصدر هذه الاستنارة. وكذلك الكنيسة تعطي الحياة، والسيد المسيح هو مصدر الحياة، وهو السامري الصالح الذي يقود إلى الفندق للاستشفاء الكامل. لذلك الذي لا يرى المسيح في كنيسته لا يأخذ شيئًا نافعًا لحياته، وتتحول الكنيسة إلى مجرد مكان يمارس فيه أمورًا اجتماعية تخلو من الروح فقط.

(2) سمات الكنيسة التي توصّل للمسيح:

أولًا: ليست من هذا العالم: «لو كنتُم مِنَ العالَمِ لكانَ العالَمُ يُحِبُّ خاصَّتَهُ» (يو15: 19)، أي ليس للكنيسة أسلوب المكر والخداع والمداهنة والرياء، ولكن أسلوب الحياة المقدسة المملوءة بالنقاء والطهارة والصراحة الحكيمة، ولها مبادؤها السامية التي تمنح سلامًا قلبيًا عميقًا، وتتمسك بالله وملكوته في كل الظروف المحيطة، والسعي نحو إرضاء الله وتحقيق ملكوته كما نصلي دائمًا «ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك». ونقصد بالعالم هنا "الشر"، كما ورد في (يع4:4) «مَحَبَّةَ العالَمِ عَداوَةٌ للهِ».

ثانيًا: الكنيسة أقوى من العالم: كما قال الرب: «ثِقوا: أنا قد غَلَبتُ العالَمَ» (يو16: 33)، والكنيسة تجسّد هذا المعنى، وقد كُتِب في (1يو2: 13) «أكتُبُ إلَيكُمْ أيُّها الأحداثُ، لأنَّكُمْ قد غَلَبتُمُ الشِّرّيرَ». وقيل عن الكنيسة في (نش6: 10) «مَنْ هي المُشرِفَةُ مِثلَ الصّباحِ، جَميلَةٌ كالقَمَرِ، طاهِرَةٌ كالشَّمسِ، مُرهِبَةٌ كجَيشٍ بألويَةٍ؟». والكنيسة قوية في غناها بالمسيح «كفُقَراءَ ونَحنُ نُغني كثيرينَ» (2كو6: 10)، رغم أنها لا تملك ذهبًا ولا فضة كقول القديس بطرس للأعرج قبل شفائه. ولأنها قوية حوّلت الوحوش إلى حملان، مثل أريانوس الوالي، وموسى الأسود، وغيرهما... إذ أحبوا الصليب فتقوّوا، وأحبوا المصلوب فتمثّلوا به، فحملوا قوته في قلوبهم فانتصروا..

ثالثًا: الكنيسة كارزة للعالم: بمعنى أن الكنيسة لا تدعو لمذهب أخلاقي أو اجتماعي أو مالي، ولكنها تحمل عمل المخلص الذي افتدى الإنسان ليخلصه من ضعفه وشهواته، إذ جذب الرب متى العشار، وزكا رئيس العشارين، وحَوَّل الزانية إلى قديسة وعفيفة. ولكي تكرز الكنيسة، تمتلئ بقوة قيامة الرب المحيية، فتقدم رائحة الحياة المنتصرة على رائحة الخطية المنتنة... في تواضع وقوة تُضمّد جراحات المتألمين الذين يحملون الصليب، وتشفي الأمراض مثل الرب الذي شفى نازفة الدم وكل مَنْ لمسه شُفي من المرض، وتقوِّي إيمان الضعفاء، وتهب رجاء لليائسين من خلال الصلوات والعبادات المقبولة. لذلك في فرصة صوم الرسل نمارس هذه الإمكانيات الروحية التي تهبها الكنيسة لنا فرحين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx