اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون14 يوليه 2017 - 7 أبيب 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

أجنحتها مستقيمة الواحد نحو أخيه

نيافة الانبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية

14 يوليه 2017 - 7 أبيب 1733 ش

في بداية دعوة حزقيال لعمل النبوة انفتحت السموات ورأى منظر عرش الله المحمول على الأربعة حيوانات التي هي الشاروبيم. ومن بين ما رآه أن كان لكل واحد منهم أربعة أجنحة «وأجنحتها متصلة الواحد بأخيه» (حز1: 9)، «أما أجنحتها فمبسوطة من فوق. لكل واحد اثنان متصلان أحدهما بأخيه واثنان يغطيان أجسامهما» (حز1: 11)، «وتحت المُقَبَّب أجنحتها مستقيمة الواحد نحو أخيه» (حز1: 23). والمُقبَّب هذا هو الذي يحمل عرش الله. وبالتالي لكي تحمل تلك الحيوانات الروحية العرش كانت تبسط أجنحتها الواحد نحو أخيه بشكل مستقيم.

الكنيسة هي بيت الله وعرشه. إنها أيضًا جماعة المؤمنين الذين يشكّلون جسد المسيح السري. وكما تعين على الشاروبيم أن يبسطوا أجنحتهم باستقامة نحو بعضهم البعض لكي يكونوا قادرين على حمل عرش الله، هكذا يتعين على كل أعضاء الكنيسة أن "يتصل الواحد بأخيه" بشرط أن يكون هذا الاتصال باستقامة.

غياب الاستقامة هو أحد الأمراض الروحية المتفشية في هذه الأيام بين شعب الله. وبالتالي، لا يجد الله مكانًا لسكناه ولثبيت عرشه في قلوب أبنائه. والمراوغة والالتواء هي في الحقيقة سمة من سمات عدو الخير «كانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله» (تك3: 1). أمّا الاستقامة فهي أحد صفات الله ذاته إذ قيل عنه: «الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» (يع1: 17).

والاستقامة هي في الأصل استقامة القلب، ولكنها لابد وأن تُتَرجَم إلى استقامة في السلوك واستقامة في الكلام. أما ذوي اللسانين المرائين فإنهم «يرضون بالكذب. بأفواههم يباركون وبقلوبهم يلعنون» (مز62: 4). اللف والدوران هو سمة الكثيرين «أمّا الرجل الأمين فمن يجده» (أم20: 6). والشخص الذي يلف ويدور ويراوغ كثيرًا قد يكون مدفوعًا إما بدافع الخوف، أو المداهنة، أو الرغبة في إرضاء الناس، أو عدم الشجاعة في الشهادة للحق، أو الرغبة في الحصول على مكاسب معينة، وكل هذه الدوافع وغيرها هي دوافع الإنسان العتيق الذي لا تجد المحبة الحقيقية موضعًا لها فيه. أما النفس المستقيمة فيشهد لها الروح القدس قائلًا: «هذه هي راحتي إلى الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيتها» (مز132: 14).

ثمرة الاستقامة لذيذة. فهي تهدي أصحابها «استقامة المستقيمين تهديهم، واعوجاج الغادرين يخربهم» (أم11: 3)، وتجعل البركة تحل عليهم «خيمة المستقيمين تزهر» (أم14: 11)، وتجعلهم يرثون الملكوت «لأن المستقيمين يسكنون الأرض» (أم2: 21)، ويدخلون حضرة العلي «المستقيمون يجلسون في حضرتك» (مز140: 13)، كما أن الرب يستجيب صلواتهم «صلاة المستقيمين مرضاته» (أم15: 8)، ويعطيهم استنارة حقيقية «نور أشرق في الظلمة للمستقيمين» (مز112: 4)، ويخلصهم «ترسي عند الله مخلص مستقيمي القلوب» (مز7: 10). أيضًا لا تعمّ بركة الاستقامة على الشخص وحده بل على كل المحيطين به طالما أنه «ببركة المستقيمين تعلو المدينة وبفم الأشرار تهدم» (أم11:11).

ليعطنا الرب أن نطرح عنا كل خبث والتواء، فنبسط أجنحة استقامة نحو بعضنا البعض، كما الشاروبيم، فيجد الرب له مسكنًا فينا.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx