رقـــــد علـــــى رجـــــاء القيامـــــة، نيافـــــة الأنبــــــا ساويرس، أسقف ورئيس دير السيدة العذراء بجبل قسقام الشهير بـ«المحرق»، في غروب يوم الجمعة 21 يوليو 2017م. وُلِد باسم إدوار حبشي مسيحه تادرس في طوسون، روض الفرج، شبرا، القاهرة، في 22 يناير 1943م، ونال سر المعمودية بيد المتنيح القمص مرقس غالي وكيل عام البطريركية الأسبق، وكان أب اعترافه هو القمص ميخائيل داود كاهن كنيسة السيدة العذرء بروض الفرج. وخدم أمينًا لاجتماع الشباب بكنيسة الملاك بطوسون. حصل على بكالوريوس التجارة، قسم محاسبة عام 1964م. وعمل مفتش حسابات بمديرية التعاون الزراعي بمدينتي المنيا وملوي، ثم خدم بكنيسة السيدة العذراء بملوي، وتتلمذ هناك على يد المتنيح القمص يوسف خليل.

التحق بالدير المحرق في 19يناير 1974م، بناءً على ترشيح أب اعترافه. ترهّب بيد الأنبا أغاثون الأسقف العام وقتها (المتنيح الأنبا أغاثون مطران الإسماعيلية السابق)، في 11 أغسطس 1974م، باسم الراهب بيشوي المحرقيّ. وسيم قسًا في 22 أغسطس 1975م، ورُسِم قمصًا في 9 أبريل 1977م. وخدم بالدير في عدة مجالات منها عمل القربان، والمكتبة، ومحطة التسمين، ومكتب الحسابات، ثم خدم كوكيل للدير.

سيم خوري ابيسكوبوس بيد مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث في 29 مايو 1977م. ثم أسقفًا لدير السيدة العذراء بالمحرق والقرى المجاورة في 2 يونيو 1985م.

أهم إنجازاته خلال فترة رئاسته:

• نقل رفات القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي، من مقبرة الرؤساء بالدير إلى مقصورته الخاصة بكنيسة مار جرجس يوم 23 فبراير 1991م.

• بناء قلالي للرهبان (74 قلاية)، كما جدّد القلالي القديمة.

• قبول وإعطاء الشكل الرهباني لأكثر من مئة وستين راهبًا. واختير من أبنائه الرهبان ستة لدرجة الأسقفية (أصحاب النيافة: الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، الأنبا غبريال أسقف بني سويف، الأنبا اسطفانوس أسقف ببا والفشن، الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح، الأنبا كاراس الأسقف العام بالمحلة الكبرى، الأنبا بقطر أسقف الوادي الجديد).

• الاهتمام بالكلية الإكليريكية ومعهد ديدموس بالدير، وأنشأ لهما مباني مستقلة مجهّزة.

• إنشاء بيوت للطالبات المتغرّبات بأسيوط، وكذلك مستشفى سانت ماريا بأسيوط.

• إنشاء مرافق عدة بالدير لخدمة الزائرين، والعمال، وبيت للخلوة.

• تجديد سور الدير (الساحة الخارجية).

• تجديد وترميم الكنيسة الأثرية، والحصن الأثريّ، وكنيسة مار جرجس، وكنيسة العذراء الخارجية.

• تجديد شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وكذلك خزانات المياه.

• تم تعيين نيافته نائبًا بابويًا لإيبارشية ديروط عامي 1982، 1983م. ثم لإيبارشية القوصية عامي 1988، 1989م، ثم لإيبارشية دير مواس 1989م.

نياحته:

تعــــــرّض فــــــي الفتـــــــرة الأخيـــــرة لبعض المتاعـــــــب الصحية، واحتمــــل صليـــــــب المــــــرض بصبــــــرٍ وشكـــــــر، وخلال الأسبوع الأخير قبل نياحته وبعد خضوعه للعلاج لمدة 12 يوم بمستشفى برج مينا بهليوبليس، دخل في غيبوبة بدأت فجر الخميس 13 يوليو واستمرت حتى نياحته الساعة الثامنة مساء يوم الجمعة 21 يوليو، وقد صلّى رهبان الدير المتواجدين المزامير والتسبحة حول الجثمان طوال الليل.

وتحـــــــرك الجثمــــــان في تمام الساعــــــة العاشرة والنصف من صباح السبت 22يوليو، إلى الكنيســــــة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث قام قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بالصلاة على الجثمان الطاهر بحضور واحد وخمسين من أحبار الكنيسة المطارنة والأساقفة الأجلاء أعضاء المجمع المقدس، وأبنائه رهبان الدير، ومئات من الكهنة والمحبين. وقد حضر الصلاة السيد المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط، كما حضر نيافة الأنبا كيرلس مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، والأب كميل اليسوعي. وقد ألقى قداسة البابا كلمة تعزية تكلم فيها عن نيافة الأنبا ساويرس وخدمته الروحية والمعمارية، كما ذكر الأهمية التاريخية والأثرية لدير السيدة العذراء الشهير بالمحرق، وقد كانت أول زيارة لقداسته بعد جلوسه على عرش مارمرقس، لدير العذراء بالمحرق.