اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة الحادية والأربعون22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 شالعدد 7و8

اخر عدد

ما بين يونان و المسيح

22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 ش

البعض يسأل عن الثلاثة أيام والثلاث ليالي التي قال عنها السيد المسيح أنه سيكون فيها في باطن الأرض مثل يونان في بطن الحوت؛ إذ أن المسيح كان قد دُفِن قبل غروب يوم الجمعة، وقام باكرًا جدًا يوم الأحد. بمعنى أنه قضى في القبر جزءًا من نهار الجمعة، وجزءًا من نهار الأحد، ونهار السبت بأكمله. قضى ليلة بين نهار الجمعة ونهار السبت، وليلة بين نهار السبت ونهار الأحد. وبهذا يكون في مدة دفنه ليلتين فقط وثلاث نهارات. فأين الليلة الثالثة؟.. هكذا يتساءلون.

• ولهذه المسألة ثلاث إجابات:-

X الأولى: أن السيد المسيح لم يقل أنه سيكون في القبر فقط بل في باطن الأرض. فإذا كان دمه الطاهر قد سال على الصليب وانساب إلى أسفل ودخل في جبل الجلجثة بدءًا من الساعة السادسة أى ظهر يوم الجمعة، ثم صارت ظلمة شاملة لمدة ثلاث ساعات إلى الساعة التاسعة أي الثالثة بعد الظهر فتكون هذه الظلمة هي الليلة المبحوث عنها. وكانت بمعجزة فريدة؛ لأن عيد الفصح عند اليهود كان في الرابع عشر من نيسان أي أن القمر يكون عموديًا على الأرض وكاملاً في ضوئه ولا يمكن أن يمر بين الأرض والشمس ليحجز ضوءها.

X الثانية: أن اليوم في التقليد العبراني كان يُعتبَر اليوم كلّه بنهاره وليله. فمن يكسر نصف ساعة مثلاً من يوم السبت، كان يعتبر كاسرًا لكل السبت، ويُعاقَب على هذا الأساس. وبذلك يُفهَم من الكلام أنها ثلاثة أيام بلياليها حسب المفهوم اليهودي العبراني.

X الثالثة: وهو رأي القديس يوحنا ذهبي الفم؛ أن السيد المسيح منذ أعطى جسده ودمه لتلاميذه في ليلة الجمعة (أى بعد انقضاء نهار الخميس) قد دخل في باطن الأرض. لأن الرب قال لآدم بعد معصيته وسقوطه: «لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ» (تكوين3: 19). ولأن جسد الرب ودمه في سر الإفخارستيا هو نفس جسده ودمه الذي في الصليب؛ فيكون قد بدأ الدخول إلى باطن الأرض من تلك الليلة التي سلّم فيها نفسه وصنع الفداء على الصليب في نهار الجمعة. وتكون هذه الليلة هي الليلة المبحوث عنها.

وبذلك نرى أن كلام السيد المسيح في المشابهة بين دخوله إلى باطن الأرض ووجود يونان في بطن الحوت هو كلام صحيح طبعًا، بل ويحمل معانٍ عميقة. ولا غرابة في ذلك لأن يشوع بن نون قد طلب من الرب أن يطيل نهارًا في يوم جمعة لئلا يأتي السبت وهم يعملون ليصير الجمعة بطول نهارين وكان كذلك. وسمح الرب أن يقسم نهار جمعة إلى نهارين بينهما ليلة قصيرة. وهذه هي عجائب الله الذي يحكم الزمن


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx