اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة الحادية والأربعون22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 شالعدد 7و8

اخر عدد

لقاء عجيب فى جوف الحوت

القمص تادرس يعقوب ملطى

22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 ش

أَحسستُ كأن كل كياني الداخلي قد انطلق إلى جوف الحوت، وإذا بي أتجاسر وأقطع يونان النبي من خلوته، لكي أسأله:

"سمعتُ عن هروبِك من وجه الرب، وانطلاقك إلى ترشيش عوض الذهاب إلى نينوى، والعجيب إني لم أرَ إنسانًا متهللاً مثلك، فما هو سرُّ فرحك العجيب؟"

أجابني قائلاً:

أولاً: أَدركتُ صلاح الله الفائق، فقد رفضتُ الكرازة لنينوى بالتوبة، لأنهم أُمميّون وثنيّون، فحوَّل الله عصياني إلى الكرازة للنوتية الوثنيين الذين بسببي قدَّموا ذبيحة تسبيح لإلهي (1: 16).

ثانيًا: هنا في جوف الحوت صرختُ: «طرحتني في العمق في قلب البحار» (2: 4)، فإذا بي أنطلق إلى الجلجثة لأرى مُخَلِّص العالم كله قادمًا ليحمل خطايانا. من أنا لأكون رمزًا لهذا المُخَلِّص العجيب؟!

ثالثًا: في جوف الحوت يصعب الحديث والعبادة، لكن تحوَّل كل كياني إلى آلة موسيقية فريدة، فقدَّمت تسبحة للقائم من بين الأموات: «بصوت الحمد أذبح لك... للرب الخلاص» (2: 9). أدركت أن يوحنا المعمدان سيركض متهللاً حينما يلمس مجيء المسيَّا في بطن العذراء. وها أنا أرقص روحيًا كأني مع السمائيين، إذ ذُقت قوة قيامته قبل مجيئه بحوالي ثمانية قرون!

رابعًا: كم كانت نفسي مُرَّة وأنا أترك أورشليم بلا عودة، وأُحرم من هيكل الرب، وإذا بأبواب السماء تنفتح و«أنظر هيكل قدسه» (2: 4) السماوي!

خامسًا: لستُ أدري هل أنا في جوف حوتٍ لا يتوقَّف عن الحركة، أم كاهن في هيكل الرب، أم متوحِّد في مغارة، أم ملاك مع الطغمات السماوية؟!

لم أكن أتخيَّل أنني أعبد الرب في هيكلٍ يجوب البحار لم يبنه بشر، ويمتلئ قلبي بسلام الله وأنا في جوف حوتٍ! لقد أحسست أنه قد حان وقت خروجي من جوف الحوت لأرمز للمُخَلِّص القائم من جوف الأرض في اليوم الثالث!

إذ لم أرد أن أطيل الحديث معه إذ كان كيانه متهللاً بمخلصه استأذنته: أعطني كلمة منفعة، قبل أن أنطلق من جوف الحوت؟

أجاب يونان: "أينما وُجدتَ، وتحت كل الظروف، لتترَّنم مع بولس الرسول: «أقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع» (أفسس2: 6).

هذا ما اختبرته، وما أُقَدِّمه لكل مؤمنٍ عبر كل الأجيال وهو على أبواب الصوم الكبير والاحتفال بأسبوع الفصح وعيد القيامة المجيد. لتكن أيامك كلها تسبحة قيامة لا تتوقف


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx