اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة الحادية والأربعون22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 شالعدد 7و8

اخر عدد

ثلاثة أمثلة فى أيام صوم يونان

القس كيرلس عبد المسيح

22 فبراير 2013 - 15 أمشير 1729 ش

المثال الأول: التوبة عن عمل إِرَادَة الأُمَمِ: وهو ما نقرأ عنه في بطرس الأولى3: 4 (كاثوليكون اليوم الثاني من الصوم): «لأَنَّ زَمَانَ الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى يَكْفِينَا لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ الأُمَمِ، سَالِكِينَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ الْخَمْرِ، وَالْبَطَرِ، وَالْمُنَادَمَاتِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ الْمُحَرَّمَةِ».

اتخذ أهل نينوى الصوم طريقًا ومقويًا للارتداد الجماعي عن الخطية والأوثان. لم يصوموا كفريضة، بل كضرورة وفائدة روحية تهاونًا بأهوائهم، وانقطاعًا «عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ»، لكي تصفو عقولهم فتصغي لكلمة الله المرسلة لهم بيونان: «فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ... فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ» (يونان3: 5،10- نبوات اليوم الثالث من الصوم). يحتاج هذه التوبة أولئك الذين سقطوا وعملوا «إِرَادَةَ الأُمَمِ». ولكن هل توبة المسيحيين تقف عند هذا الحد، أم ينبغي أن ويقوموا ويعبروا إلى المثال الثاني للتوبة؟!

المثال الثاني: توبة الكَامِلِين: وهو ما نقرأ عنه في كولوسي1: 28 (بولس اليوم الثاني من الصوم): «لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ». الذين عبروا المثال الأول، يتقدمون إلى المثال الثاني: «فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى5: 48، قابل رومية8: 29). وهو توبة الذين تجدّدوا بسر المعمودية، وصاروا بها متحدين مع المسيح في موته وقيامته، ويسلكون بالروح القدس. التوبة عندهم لا تقف عند حد الكف عن المعصية، بل بما وُهِب لهم في المسيح، يتشبّهون بالمسيح ومحبته للآب وللبشر، محبة لا انقسام فيها. وبكلمات القديس باسيليوس: "التشبُّه بالمسيح هو وحده الذي يقود إلى كمال الحياة" (الروح القدس35:15). فمن أن يقدر أن ينتهي من عبور بحر هذه التوبة الذي لا يُدرَك عمقه أو اتساعه؟!

المثال الثالث: توبة خدام الله: وهو ما نقرأ عنه في كولوسي24:1-25 (بولس اليوم الثاني من الصوم): «الَّذِي الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ، الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ، الَّتِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا، حَسَبَ تَدْبِيرِ اللهِ الْمُعْطَى لِي لأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ اللهِ». وهو توبة خدام الله الذين عبروا المثال الأول، وثبتوا في المثال الثاني. أما وقد خفت هذا المثال في يونان إذ لم يحتمل تعب الرسالة، ولم يتصور عقله المنغلق على ذاته وأُمته، أن الله يقبل غيرهم. هرب عقله من فكر الله، واستغرق ضميره في نوم عميق، بينما تضرب الأنواء السفينة بشدة، حتى فتح الرب – بالضغط – أذنيه لصراخ الخليقة كلها نحو أبناء الله، وهي تئن طالبة النجاة. إن القراءات تذكر كيف أشرق بوضوح مثال خدمة المسيح في بولس الرسول. وهذا أيضًا هو مثال التوبة التي يجب أن يكتشفها ويتعلمها هذا الجيل لكي يكون كفؤًا لخدمة عهد جديد


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx