اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون29 ديسمبر 2017 - 20 كيهك 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 51-52

اخر عدد

نصائح هامة

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

29 ديسمبر 2017 - 20 كيهك 1734 ش

في بداية عام ميلادي جديد نحتاج إلى التخلص من بعض الصفات أو العادات السلبية في حياتنا مثل:

(+) التردد ومضاره: ويصفه يعقوب الرسول يقول: «رجل ذو رأيين هو متقلقل في كل طرقة» (يع1: 8)، بمعنى أن يفقد الإنسان القدرة على اتخاذ قرار صائب في أي أمر من أمور الحياة الكثيرة. وممكن تشبيه ذلك بنقل نبات من أرض لأخرى قبل أن يُثمر فلا يأتي بثمر، وكذلك شخص يصارع في أمور كثيرة فلا يصيب هدفًا، بل تتعدد مهامه بلا تركيز فيأخذ قرارًا سريعًا ويرجع فيه بعد فوات الأوان. ويشبه ذلك مَنْ يتفق على قرار معين ثم يعود ولا ينفذ ويستعفى من التمسك به، مما يسبّب تضاؤلًا وانحصارًا في الحلول وعدم جدواها، وفقد ثقة الآخرين في الاتفاقات والوعود والحلول.

خطورة هذه السلبية: تُفقد السلام القلبي نتيجة فقد ثقة الناس المحيطة بالشخص صاحب هذه الضعفة أو السلبية ونتيجة فقدان الاستقرار، وهذا يؤثر على تنفيذ القرار أو إلغائه، وبالتالي لا يتم بناء إيجابي أو نافع في حياة الشخص المتقلقل أو المتردد، لأنه كموج البحر الذي يأتي ويعود دون فائدة. وكذلك مع فقد السلام يفقد الفرح القلبي، لأنه حيث لا ثمر لا يوجد فرح حقيقي، وبالتالي لا يوجد إيمان حقيقي أو ثقة حقيقية في عمل الله الثابت والقوي. وكل ذلك يُخرج الإنسان خارج دائرة الله وعملة الثابت والقوي وكلامه الأكيد في الوحي المقدس، فهناك المبدأ الإلهي الهام القائل: «إله السماء يعطينا النجاح، ونحن عبيدة نقوم ونبني» (نح2: 20).

ولكن: ما أسباب التردد؟

1- السرعة في اتخاذ القرار: دون دراسة وافية وتفكير كافٍ أو عميق، مما يجعل عراقيل تواجه القرار أو الرغبة فلا تتم، بل يتم العدول عن هذا القرار أو التفكير إلى عكسه، مما يسبب التأرجح بين الاتجاه وعكسه في التفكير فلا يتم.

2- قد يكون السبب هو عدم مناسبة التوقيت لهذا القرار: نتيجة الظروف التي تواجه هذا التوقيت أو الحالة العامة، وكان يجب على متخذ القرار مراعاة هذه الظروف.

3- قد يكون السبب هو سطحية القرار وعدم فهمه من المعنيين به: مما يتسبب في رفضه لأنه لم يأخذ حقه من الدراسة الميدانية والمعرفة الحقيقية لملابسات هذا القرار وتنفيذه. وقد أوصانا الله بضرورة حساب النفقة جيدًا وبوضوح حتى يمكن الاستفادة به.

4- عدم وضوح الهدف: فلكل قرار يتخذه الإنسان في حياته هدف مهم يريد تحقيقه، وعدم وضوح هذا الهدف يتسبب في عدم قبول القرار أو إهماله أو عدم الاعتداد به.

5- ضعف الإرادة: من الأسباب أيضًا التي تؤدي إلى عدم الثبات في تنفيذ القرار نتيجة العوائق التي تواجهه مما يضعف من الرغبة في تنفيذه بل إهماله تمامًا.

6- الشك القاتل: الذي هو أساس التردد والتراجع وعدم تنفيذ القرارات الهامة. ومع الشك يضعف الإيمان بالله وعمله، فيسير في المجهول مما يسبب نتائج وخيمة.

أرجو للجميع عامًا سعيدًا مملؤه السلام والفرح القلبي وعمل نعمة الله معكم.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx