اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الحادية والأربعون13 سبتمبر 2013 - توت 4 ش 1730 العدد 35-36

اخر عدد

سيكولوجية الاختلاف

نيافة الأنبا موسي الأسقف العام للشباب

13 سبتمبر 2013 - توت 4 ش 1730

سيكولوجية الاختلاف

لم يشأ الرب - حين خلقنا - أن يجعلنا نسخًا متشابهة! فالإنسان مختلف عن باقي الكائنات، لأنه «خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَته» (تكوين 1: 27).

ومع أن إلهنا العظيم واحد في الجوهر، إلا أنه ثلاثه أقانيم في هذا الجوهر الواحد، وهذه الأقانيم المقدسة هي ركائز بدونها لا يقوم الجوهر الإلهي، وهي:

1- الآب: أي الأصل، لأنه أصل الوجود.

2- الابن: اللوغوس، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، ولادته معنوية غير مادية شبيهة بولادة الكلمة من العقل أو النور من النار.

3- الروح القدس: روح الله، العامل في البشرية لخلاصها.

هذه الأقانيم الثلاثة متمايزة لكن غير منفصلة، تمامًا كما يتميز العقل والقلب والروح عن بعضهم البعض في الإنسان، هم ثلاثة في إنسان واحد (العقل والقلب والروح)...

وحين خلق الله الإنسان، وأعطاه هذه الامكانيات: التفكير، الإحساس، الحركة.

أو بلغة أخرى: الإدراك، الوجدان، النزوع.

والإنسان يتحرك بحرية مستخدمًا هذه الثلاثة، وكل حرية تقابلها مسئولية! مع ملاحظة هامة أن الأقنوم = Hypostasis أي ركيزة بدونها لايقوم الجوهر الإلهي.. وهي ركيزة مشخصنة (person).

وهكذا نبع هذا التمايز بين البشر، ورأينا نوعيات، وتكوينات من الشخصيات، مرة يقسمونها بحسب العنصر السائد من العناصر الخمسة: العقل - الروح - الوجدان - السلوك - العلاقات، فيصير لدينا:

1- الشخصية الحركية: نشطة لا تكف عن الحركة.

2- الشخصية الوجدانية: شعورية، وجداناتها حية ومتفاعلة.

3- الشخصية الروحية: محبة لله، وللصلاة، وللروحيات.

4- الشخصية المفكرة: تقرأ وتبحث وتدرس وتحلل وتستنتج.

5- الشخصية الاجتماعية: تنشئ علاقات جيدة مع كل من حولها.

وكلٌ منّا فيه مزيج من هذه كلها، لكن مع سيادة لإحدى المكونات.. ومن هنا ينشأ التمايز والتميز والاختلاف... هذا التنوع الجميل بين البشر، يُحدِث علاقات وتفاعلات ثم سلوكيات إيجابية، تجعل للحياة طعمًا غير متكرّر... فالإنسان كائن متجدّد دائمًا.

إن جميع هذه الشخصيات - إذا ما استلمها روح الله ونعمة المسيح - تصير نافعة للأسرة والكنيسة والمجتمع... وقد شاهدنا في الكتاب المقدس وتاريخ الكنسية نوعيات متمايزة مثل:

1- القديس يوحنا الحبيب الذي كان يتكئ على صدر السيد المسيح في محبة... شخصية روحانية.

2- بولس الرسول المفكّر والباحث والدارس... شخصية باحثة.

3- القديس غايس الذي كان يجعل من بيته كنيسة، وعلاقاته متسعة وبنّاءة... شخصية اجتماعية.

4- الشيخ الروحاني "القديس يوحنا سابا" الذي كان يُختَطَف بالروح في حالة من الدهش كلما وقف ليصلّي... شخصية وجدانية مقدّسة.

5- الشماسة فيبي التي كانت نشيطة ومتحركة، وكانت تحمل الرسائل في أسفار بعيدة... شخصية حركية.

ليت الله يعطينا أن نكتشف الوزنات التي استودعها فينا، لنستثمرها لمجد اسمه، وامتداد ملكوته!


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx