اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4829 مايو 2020 - 21 بشنس 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

روح الغلبة والرجاء

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

29 مايو 2020 - 21 بشنس 1736 ش

أحب أن أضع امامكم كلمات معلمنا يوحنا الحبيب في الأصحاح السادس من سفر الرؤيا، كان يتحدث عن الختوم السبعة، وأحب عزيزي القارئ أن تلاحظ أنه قد بدأ حديثه بكلمات يملؤها الرجاء قائلًا: «ونَظَرتُ لَمّا فتحَ الخَروفُ واحِدًا مِنَ الخُتومِ السَّبعَةِ، وسَمِعتُ واحِدًا مِنَ الأربَعَةِ الحَيَواناتِ قائلًا كصوتِ رَعدٍ: «هَلُمَّ وانظُرْ!». فنَظَرتُ، وإذا فرَسٌ أبيَضُ، والجالِسُ علَيهِ معهُ قَوْسٌ، وقَدْ أُعطيَ إكليلًا، وخرجَ غالِبًا ولكي يَغلِبَ» (رؤ6: 1-2).

تطرّق الأصحاح ليتحدث عن ضيقات وآلام ستواجه العالم والكنيسة قبل انقضاء الدهر، إلّا أنه وضع قبلها جميعًا هذه الرؤيا للفارس الذي خرج غالبًا ولكي يغلب. ويُجمع المفسرون أنه شخص ربنا يسوع المسيح الذي حمل لنا تباشير الغلبة...

فالسيد المسيح غلب الموت عندما قام من الاموات ولم يعد للموت سلطان عليه. وغلب الخطية ولم يكن لها سلطان عليه، فهو قد قال «من منكم يبكّتني على خطية؟». وغلب الشيطان على جبل التجربة، وطيلة مدة حياته على الأرض، وأخيرًا غلبه فوق الصليب حينما صرخ قائلًا: «قد أُكمِل». كما غلب السيد المسيح العالم وقال: «أنا قد غلبتُ العالم».

والرب يسوع الذي غلب، قد غلب لأجلنا. ولا زالت غلبته تعمل فينا كأبناء له، فأنت كابن للإله الغالب، صرت وارثًا له لكي تغلب الخطية والعالم والشيطان، وحتى الموت..

فإن كنت يا حبيبي تنظر إلى غلبة الشر في العالم، أو تتعرّض لضيقات أو آلام لبعض الأوقات، فلا تضطرب ولا تخف ولا تهتز، بل كن واثقًا على الدوام أن إلهنا الذي غلب سوف يغلب.. ويغلب بك أنت..

فالرب يسوع قد أعطانا الغلبة عندما غلب هو، لكن الأمر يحتاج منك أن تستمع لهذه الكلمات «هلم وانظر»...

عندما تتعرض حياتك للألم، لا تنشغل بالألم عن الله، بل الجأ اليه في صلوات تشكو فيها همومك للرب. وبدلًا من أن تسلم نفسك للضجر، افتح كتابك المقدس وانظر كلمات الله المُرسَلة إليك، ولا بد أنك ستجد راحتك في الحضن الإلهي، لأنك عندما تحرم نفسك من هذا الحضن فأنت تسلّم نفسك لرباطات الشياطين..

الأمر يحتاج منك إذًا أن تميل إلى مخدعك، وتنظر وجه الله وكلمته الحية. فقد مال موسي النبي لينظر، فاستحق أن يري الوعد بالتجسد الإلهي في أغصان عليقة تشتعل بالنار ولا تحترق.

ربما تواجه في حياتك آلامًا كثيرة، ولكن كن واثقًا أن هناك من خرج غالبًا ولكي يغلب، وهو يستطيع أن يعطيك الغلبة.

بهذه الروح –روح الغلبة والرجاء– عش دائمًا، فالله يحب أن يراك شخصًا تحيا في الرجاء، وتشجّع الآخرين به، وحينئذ يفرح الناس بمقابلتك وحديثك، ويتقوّون بقوتك، ولتكن كلماتك مشجعة ومعزية، حتى وإن بدا اليوم مظلمًا، فظلمة يوم الصليب أعقبتها دائما فرحة القيامة.

أحب أن تتذكر دائمًا أنك ابن هذا الإله الذي غلب وسيغلب أيضًا، أمسًا واليوم وإلى الأبد، فنحن لا نتعامل مع إله له قصة في التاريخ، بل مع إله حي يظهر في حياتك كل يوم.

فتشدّد وتشجع... الرب إلهك معك، وأنت مدعو للغلبة على العالم والشيطان والخطية، وتذكر دائمًا أنك مدعو لنوال الأكاليل، فلا تسلّم نفسك للألم بل انظر إلى مستقبل الأيام بروح الغلبة التي لربنا يسوع المسيح، وانظر للمستقبل بروح الرجاء، واعلم أن الله يستطيع أن يعمل بنا وفينا.

فقط انتظر الرب.. انتظره فهو قريب..


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx