اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4812 يونيو 2020 - 5 بؤونه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

عيد حلول الروح القدس

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

12 يونيو 2020 - 5 بؤونه 1736 ش

عيد حلول الروح القدس هو أحد الأعياد السيدية الكبرى، وفيه نحتفل بتذكار حلول الروح القدس على آبائنا الرسل الأطهار في علية صهيون. وهو عيد مولد الكنيسة المسيحية في كل العالم، لذلك فله أهميته في الكنيسة، نري فيه عملًا عجيبًا وهو تمام موعد الآب بأن يرسل روحه للكنيسة الناشئة. وفي هذ العيد نتأمل عدّة أمور نافعة للكنيسة:

وحدانية القلب هي سر عمل الروح القدس وانسكابه وسر قوة الكنيسة:

عن هذا يذكر سفر الاعمال «ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معًا بنفس واحدة» (أع2: 1)، فلا للتفرُّق ولا للتشيُّع ولا للنقد ولا للهجوم، بل بروح واحدة اجتمع الكل في العلية، لذلك استحقوا موعد الآب وقوته بحلول روحه القدوس عليهم. لذلك فإن طلبة الكنيسة الأولى في صلوات القداس الإلهي بعد حلول الروح القدس على الأسرار هي: "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصّل فينا". كما تكرّر الكنيسة نفس الطلبة في صلوات القداس الباسيلي "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك... لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدة". فوحدانية القلب هي شرط لازم لعمل الروح في الكنيسة، وما أحوجنا في هذه الأيام أن نعمل من أجل هذه الوحدانية في الفكر، وفي الهدف، وفي السلوك، وفي المنهج، وفي التعليم.

كان للكنيسة مكان للاجتماع من أجل الصلاة:

وكان هذا المكان هو بيت مريم والدة كاروزنا العظيم مار مرقس الرسول، وكان الاجتماع من أجل الصلاة، فكانت لهم روح واحدة في العبادة من أجل ان يكون الفكر واحدًا مستقيمًا، فلا يعيش كل إنسان مستعذبًا طريقة مختلفة للحياة أو الصلاة والعبادة، ولكن الجميع كانوا يجتمعون بانسكاب، بقلب واحد ومنهج واحد وتعليم واحد، مبني على التعليم الإلهي المستقيم. وبهذا أرسل الرب روحه القدوس بألسنة نارية، ألسنة لكيما يُعطَوا قوة الكلمة، ونارية لكي ما تكون كلمتهم فعّالة ومطهّرة.

الروح القدس هو العامل في الكنيسة من القرن الأول وإلى يومنا هذا:

فالرب الذي أسّس كنيسته على الصخرة «والصخرة كانت المسيح» (1كو10: 4) بإيمان مستقيم سوف يحفظها بعمل روحه فيها، فسوف تبقي الكنيسة قوية مهما تعرضت للعواصف والأنواء، وسوف تبقي فعّالة مهما أراد إنسان أن يوقف قوة عملها، لأنها مبنية على الرب يسوع الإله الحقيقي، ونحن نؤمن أن الرب يستطيع أن يحفظها وإيمانها وأولادها إلى اليوم الأخير بقوة وعمل روحه القدوس.

نحن على رجاء عمل الروح القدس في الكنيسة نخدم:

وعلى رجاء عمل الروح القدس في الكنيسة ننظر للمستقبل برجاء، ونؤمن أن الرب يعمل في كنيسته بقوة لتمتد الكرازة ويُعلَن اسمه. ولا يستطيع إنسان أن يوقف عمل الروح القدس في الكنيسة، فقط خطايانا توقف عمل الروح في الكنيسة، لذلك علينا أن نحرص على توبتنا المستمرة.

هناك ما يُعرَف بالحلول الأقنومي للروح القدس، وحلول لمواهب الروح القدس

وهو المذكورة في (1كو12) «أمّا من جهة المواهب الروحية أيها الإخوة.. فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد». وإيماننا أن حلول الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين لم يكن حلولًا أقنوميًا بل حلول لمواهب الروح. أمّا الوحيدة التي استحقت أن تنال الحلول الأقنومي فهي أمنا العذراء إذ من بطنها تجسد الابن الكلمة بحلول روح الرب عليها «الروح القدس يحلّ عليكِ، وقوة العلي تظلّلكِ، لذلك القدوس المولود منك يُدعى ابن الله» (لو1: 35). أمّا التلاميذ يوم الخمسين، فقد نالوا حلول الروح القدس كحلول لمواهب الروح عليهم. ونحن أيضًا نتمتع بعمل الروح فينا بالأسرار الكنسية، وبالصلوات والتوبة، فبالأسرار الكنسية ننال مواهب الروح القدس، كما أننا نؤمن بالحلول المتكرّر لمواهب الروح القدس على الإنسان في الأسرار، سواء لمنح سلطان الكهنوت بأيدي الكنيسة أو لنوال النِعَم الروحية في الأسرار، أو لمؤازرة الخدام في خدمتهم وحياتهم.. هذا هو إيماننا.

لنحرص إذًا أن نرتبط بالكنيسة والأسرار، فهي مستودع عمل الروح في الكنيسة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx