اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4818 سبتمبر 2020 - 8 توت 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

الخادم والقبول (1)

القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك

18 سبتمبر 2020 - 8 توت 1737 ش

أروع ما يعلنه الكتاب المقدس للإنسان هو مقدار محبة وقبول الله لكل إنسان، وبخاصة البعيد والضعيف، فهو دائمًا يترجّى وينتظر ويعالج. ويعلن «طول النهار بسطتُ يدي...»، فهو يترجّى خلاص ورجوع الإنسان مهما وصل إلى أقصى درجات الانحدار، فهو يقبله لدرجة الاحتضان كما ذكر لنا في مثل الابن الراجع أنه وقع على عنقه وقبله وأعلن فرحه برجوعه...

قبول الله للإنسان قبول عجيب يتخطى بكثير مفاهيمنا المشروطة الضيقة.. فقد رأينا سمعان الفريسي يرفض مجرد دخول المرأة الخاطئة إلى بيته، ويدين قبول السيد المسيح لها، إلّا أننا نجد ربنا يسوع يسعد بوجودها ويمدح ما صنعته ويكافئها بالغفران الكثير لأنها أحبت كثيرًا...

+ ضعفات كثيرة صدرت من الآباء والأنبياء في العهد القديم، وكنا نظن أو نتوقع أن الله يرسل غيرهم ليأتمنهم على رسالته وأقواله، إلّا أننا نجده يقبلهم ويطيل أناته عليهم، ويعطيهم الثقة والمحبة التي تدفعهم إلى إصلاح مسيرتهم. رأينا ذلك في أبينا إبراهيم حين كذب، وأبينا يعقوب حين خادع، ومعلمنا داود حين سقط، والنبي يونان حين هرب، ومع الشعب حين تمرد وعبدوا العجل، وتذمروا على المنّ، ورفضوا الخضوع والطاعة للوصايا... إلّا أنه لم يفنهم، ولم تزل يده مبسوطة بعد لهم، وأطال أناته عليهم إلى النهاية.

+ نتعجب لقبول ربنا يسوع المسيح للضعفاء والخطاة والمنبوذين، ونراه يلمس الأبرص، ذلك الشخص الذي كان يُرفَض تمامًا ويُعزَل من المجتمع، وجدناه يقبله ويشفيه ليعلن لنا ألّا نرفض أحدًا ولا نيأس من أحد.

وكذلك مع زكّا الذي يرفضه ويمقته المجتمع، نجده يتودّد إليه ويسأله أن يدخل إلى بيته.. لأنه أتى ليخلص ما قد هلك. وكذلك التي أُمسِكت في ذات الفعل، وعزم الجميع على رجمها وفضحها، إلّا أن ربنا يسوع وقف أمامها ليسترها ويحميها، ويعلن قبوله لها والدفاع عنها، وينادي على الجمع: «من منكم بلا خطية، فليرمها بأول حجر»...

هذا القبول الذي تعامل به السيد المسيح مع الضعفاء والمرذولين، تركه رصيد نعمة نتعلم وننهل منه..

+ ولأنه لا يتغير أمسًا واليوم وإلى الأبد، فهو لا يزال يقبل العالم كله، وكل ضعيف وكل خاطئ، ويقبل كل واحد منّا رغم كل ضعفاتنا وعصياننا، ويكون قبوله لنا رصيدًا غير محدود يصل إلى حد الفيض على الآخرين، فلا نتجاسر ونرفض أحدًا وقد اختبرنا قبوله لنا، فنردّد: "اقبلونا كما قبلنا المسيح"، فيكون قبولنا لضعفات إخوتنا بمقياس قبول ربنا يسوع لكل واحد منّا، فكيف نرفض ضعيفًا ونحن أضعف منه؟!

+ أحبائي الخدام.. ما أصعب أن نتعامل مع المخدومين بتصنيف أهوائنا ومقاييسنا الضيقة، فليس علينا إلّا أن نعلن لهم مقدار قبول ربنا يسوع المسيح لهم، ليس لأنهم أبرار بل لأنهم أبناء أحباء، ونجعلهم في يقين أنه يحبهم ويقبلهم، وهكذا هو مغلوب من محبته، إذ قد بيّن وأثبت محبته لنا «لأننا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، البار من أجل الأثمة».

وللحديث بقية...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx