اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4904 يونيو 2021 - 27 بشنس1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

الخادم وكلمة الله 2

القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك

04 يونيو 2021 - 27 بشنس1737 ش

تحدثنا عن ضرورة الكلمة وتأثيرها في الخدمة، فهي القوة الدافعة للخدمة، وضمان التوبة وتغيير المخدومين، فهي تفعل ما يعجز الخادم عن فعله، وهي استمرار عمل الله في القلوب في غياب الخادم كما طلب معلمنا بولس الرسول لقسوس كنيسة أفسس «والآن أستودعكم يا إخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثًا مع جميع المقدسين» (أع20: 32). فهذا أفضل ميراث يتركه الخادم لمخدوميه، أن يستودعهم لكلمة الله.. فلنثق أن قوة الآية أفضل من العظات والتعاليم، فهي تحمل حياة وضمانًا في داخلها، وهي حية وفعّالة وأمضى من سيف ذي حدين، وتخترق مفاصل النفس والروح...

عزيزي الخادم، ينصحنا الآباء أن يكون الكتاب المقدس هو أول وأهم مصدر للتعليم في الكنيسة، وتتلمذت الكنيسة على الكتاب المقدس، واستخدمته في عبادتها وليتورجياتها، ولم تخلُ صلاة أو تسبحة من تسابيحها إلّا ويكون مصدرها الكتاب المقدس، ونري تأثيرها في قداسة أولادها عبر العصور ودفعهم للاستشهاد والرهبنة وتكريس الحياة، كما رأينا ما حدث مع الشاب أنطونيوس إذ وقع تحت تأثير سلطان الكلمة، فما كان منه إلّا أنه أطاع أمرها وترك كل شيء وتبعه...

لا تسمح أن يكون مصدر تعاليمك هو عقلك وأفكارك، ولا تعتمد على كثرة المعرفة، فكما أنه ليس أقوى من استخدام نصوص القانون للدفاع عن متهم أمام المحكمة، هكذا أفضل وسيلة لنوال الحياة هو التعلق بكلمة الحياة.

ولنتذكر أن رئيس خلاصنا حين دخل في مواجهة مع العدو الذي أراد غوايته وخداعه، فما كانت وسيلة مقاومته وغلبته إلّا المكتوب في كلمة الله.. فهي سر النصرة والغلبة، ومغبوط الذي يملأ جعبته منها...

فيمكن أن يكون هناك لقاءات في الخدمة ليس لها هدف أكثر من مجرد القراءة في الكتاب المقدس.. وأنصحك أن تدخل في هذه التجربة المفرحة التي تتعجّب لتأثيرها رغم سهولتها وبساطتها... ويعلمنا الآباء أن أجمل طرق شرح الكتاب المقدس هو الكتاب المقدس نفسه..

ولا تبدأ في الحديث في أي موضوع إلّا ويكون بدايته فصل مناسب من فصول الكتاب المقدس، وليُقرَأ بفهم وبطء وعناية... ويُفضَّل أن يكون من كتاب مقدس ورقي.. ولنثق أن جزء الكتاب المقدس هو أهم وأجمل ما في الموضوع كله... وتأكد أن المخدوم قد حفظ شاهد الفصل واستوعبه، ويمكن ترديده عدة مرات أثناء الموضوع، وفي ختامه نعود نقرأ نفس الفصل لنختم به الحديث، لنضمن أن الفصل قد استقر في قلب المخدوم وعقله.

أحبائي.. إن أردنا تقدمًا ونموًا وتغييرًا حقيقيًا لأنفسنا ولمخدومينا فلنقدم كلمة الله، فهي صادقة وقادرة وفاعلة ومحيية، ولنجعلها محور كرازتنا وتعاليمنا، فلا نقف أمام المخدومين إلّا وكتابنا المقدس مفتوحًا، ومَن يتكلم فكأقوال الله، ولنكثر من تأييد التعاليم بالآيات والأحداث الكتابية، ولنستودع مخدومينا لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيهم، فهي خير موبِّخ ومشجِّع ومؤدِّب. ولا نعتبر أن أحداث وتعاليم الكتاب المقدس كانت تناسب أشخاصًا أو أجيالًا سابقة.. لأنها كلمة الله لكل إنسان في كل العصور، ولا نهمل أو نقصّر في تقديمها لئلا نسمع أنك «قد أبغضت التأديب، وألقيت كلامي خلفك» (مز50: 18).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx