اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4927 أغسطس 2021 - 21 مسرى 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

إنسان الله

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

27 أغسطس 2021 - 21 مسرى 1737 ش

هذا تعبير عن كل مَنْ تسلّم الله حياته كما في (2تي3: 17) «لكي يكون إنسان الله كاملًا متأهبًا لكل عمل صالح»... ويُقصَد به الإنسان الذي يتملّك الله عليه في القلب والعمل، ففي خدمة القديس بولس كان يخدم ويقول لأهل رومية «عسى الآن أن يتيسّر لي مرة بمشيئة الله أن آتي إليكم لأني مشتاق أن أراكم لكي أمنحكم هبة روحية لثباتكم، أي لنتعرف بالإيمان الذي فينا جميعًا إيمانكم وإيماني» (رو1: 10-12)، وهذا هو دور مَنْ يُطلَق عليه إنسان الله أن يُثبّت مَنْ يخدمهم ويهبهم هبة روحية، لأنه ثابت في الله وأداة فعّالة بإيمانه وأشواقه الروحية تمثّل إحساساته من الله نحو مخدوميه، وقوة الله هي التي تعمل فيه وفي مخدوميه، ويقول ذهبي الفم: "يا لعظم فكر القديس بولس الذي يتعزّى بمخدوميه نتيجة عمل الله فيهم"، ويؤكد ابن قيصر: "رغم أن القديس بولس كان مُضطهدًا، لكنه بالرجاء المُعطى له من الله ليحوّل الضلالات والشرور التي وجدها في شعبه إلى حياة البنوة لله وترجّي ملكوت السموات"، لأن الإيمان حركة دنياميكية من الله إلى الناس من خلال مَنْ يخدمهم: «ليكون لي ثمر فيكم كما في سائر الأمم إني مديون لليونانيين والبرابرة للحكماء والجهلاء، وما هو لي مستعد لتبشيركم أنتم الذين في رومية أيضًا لأنني لا أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل مَنْ يؤمن لان فيه معلن بر الله لإيمان كما هو مكتوب أما البار فبالإيمان يحيا» (رو1: 13)، وذهبي الفم يؤكد أن القديس بولس وضع على عاتقه احتمال الأتعاب في البحار والطرق مجاهدًا بقوة لخلاص الجميع، فهو ليس مجرد فكر أو رسالة، إنما عمل وحركة إلهية لخلاص كل من يلتقي بهم، ويظهر هذا في كلمات معلمنا بولس إذ يقول: «أقول الصدق في المسيح يسوع وضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي وجعًا في قلبي لا ينقطع، فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد» (رو9: 1-3). ويبدو أنه يملك من الحب الإلهي ما يجعله يفكر في البشر جميعًا بطريقة فائقة حتى الموت، ليمتد ملكوت الله على الجميع... ويقول ذهبي الفم: "إن الحب أعظم من عمل الآيات"، ويؤكد ق. إسحق تلميذ أنبا أنطونيوس: "إذ امتلأ هذا الإناء المختار بهذه المحبة الإلهية، رغب أن ينمو شعبه في الروح حتى لو حُرِمَ هو منه"...

إنسان الله في الخدمة:

(1) يُنذر الذين بلاترتيب: لكي يكون لهم حياة حقيقية مع الله وشركة مع قديسيه.

(2) يُشجع صغار النفوس: واهبًا لهم نعمة خاصة لتقويتهم بل يحملهم ويجوز بهم الصعاب التي تعوقهم.

(3) لا يجازي عن شرّ بشرّ: بل يطلب الضال ويرد المطرود ويجمع خراف الله المتفرقة إلى بيت الله ويرعاهم.

(4) يفرح بالخدمة كل حين: لأنه ينظر عمل الله الفائق وسط خدمته والثمار التي يحصدها وهي كثيرة جدًا.

(5) لا يطفئ الروح: بل ينشطها لتضئ حياة المخدومين فيروا اللصوص الذين يعملون عمل الشيطان

(6) متسع جدًا: كما كان قلب بولس الرسول متسعًا جدًا وكأنه يسع العالم كله ليوصلهم للمخلص.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx