اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4927 أغسطس 2021 - 21 مسرى 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

مدرسة الفيوم(5)

الراهب القمص أبرآم الأبنوبيّ باحث في الألحان القبطية - دير مار مينا المعلق

27 أغسطس 2021 - 21 مسرى 1737 ش

تميزت الفيوم في تراثها القديم بنطق خاص للغة القبطية باللهجة الفيومية، وأيضًا بالكثير من الألحان المحلية الخاصة بالمنطقة في بعض المناسبات الكنسية، والتي للأسف اندثر أغلبها الآن.

حاولت بعد البحث توثيق تاريخ مرتلي الفيوم الذين حفظوا هذه الألحان المحلية، وأقدم معلم استطعنا الوصول إليه حتى الآن هو المعلم يعقوب سليمان الفيومي الذي كان معاصرًا للقديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة، وقد كان عالمًا ضليعًا في الألحان الكنسية، والتي كان يحفظها ويتقنها باللهجة الفيومية. ويُحكى عنه أن يومًا ما لفت الأنبا أبرآم نظر المعلم يعقوب أن خورس الشمامسة يحتاج إلى تنظيم، فغضب المعلم وخرج ولم يحضر صلاة الغروب، فما كان من الأسقف إلّا أنه ذهب إلى بيته ليعتذر له، ففوجئ المعلم بحضوره وبكي قائلًا: «اصفح عني يا سيدي» وطلب الحل من نيافته.

ولقد سلم الكثير من الألحان للمعلم عياد حنا مينا المولود سنة 1890م تقريبًا وكان مبصرًا ولكن ضعيف النظر جدًا، فتعلم القراءة بطريقة برايل وتسلم الكثير من الألحان الفيومي من المعلم يعقوب (ويُظن أنه ذهب للإكليريكية بالقاهرة ليكمل تعليمه)، ثم خدم كمعلم لكنيسة العذراء بالفيوم، كان محبًا للعلم والتعليم رغم بساطته، لذلك كان شريكًا للمعلم فرج في تأسيس مدرسة النهضة سنة 1916م، التي أُطلِق عليها «مدرسة عياد وفرج». وكان يسلم الألحان في الكنيسة والمدرسة وجمعية نهضة الكنائس وفي بيته أيضًا وتنيح في1955م تقريبًا بعدما ترك بصمة واضحة في تعليم أبناء الكنيسة بالفيوم.

المعلم فرج أرمانيوس عبد السيد: من كبار مرتلي الفيوم، وُلِد في 22/12/1898م، وأرسله القديس الأنبا أبرآم سنة 1910م إلى الكلية الإكليريكية بالقاهرة، وتخرج منها في 1913م، وتتلمذ على يد المعلم ميخائيل جرجس البتانوني، وقد سأله المعلم فرج قائلًا: إنني تعلمت الألحان باللحن الفيومي، وهي تختلف في موسيقاها. فقال له المعلم ميخائيل: «احفظ الطريقتين واحتفظ بهما لأنها كليهما صواب». ولبراعته في حفظ الألحان، كلّفه المعلم ميخائيل وهو طالب أن يدرّس الألحان بالإكليريكية للطلبة الأصغر منه. لقد كان المعلم فرج علامة فارقة في تاريخ مرتلي الفيوم، حيث أنشأ هو والمعلم عياد مدرسة النهضة الابتدائية التي عُرِفت باسم «مدرسة عياد وفرج» (كما أسلفنا، وتخرج منها أجيال كثيرة منهم أساتذة بالجامعة وأطباء ومهندسين، وكان بها قسم خاص بدراسة العرفاء، وتخرج منها أغلب مرتلي الفيوم وضواحيها، والذين سوف نذكر البعض منهم على حدة. وأسّس أيضًا جمعية نهضة الكنائس القبطية للشمامسة بالفيوم سنة 1929م، وجمعية الأبناء. وظل المعلم فرج يدرّس الألحان للمرتلين بالمدرسة والشمامسة في الكنائس والجمعيات، وكان عالِمًا ضليعًا في شتّى الدراسات الكنسية. وكان رجلًا أنيقًا في مظهره جادًا، محل احترام وتقدير للجميع. ومن الاحداث الغريبة التي تدل على قوة شخصيته أنه في أواخر الخمسينيات حدثت مشكلة ما فترك خدمته ولكنه تظلّم، فتدخل الدكتور كمال رمزي استينو وزير التموين والتجارة في حكومة الرئيس جمال عبد الناصر، والذي كان يعرف المعلم جيدًا، وتم رجوع المعلم فرج الى خدمته بالفيوم بعد تدخل مباشر من سيادته، وظل يخدم قرابة السبعين عامًا، وتنيح في12 اكتوبر1982.

المعلم عبـــــده جــــــــاد معــــوض الذي وُلِد في قرية النزلـــــــــة 1922م، والتحق بمدرســـــــــة عيـــــــــــــاد وفـــــــــــــــــرج وتسلم الألحــــــــــــان الكنسيــــــــــــــــــــــــــــــــة. أصبــــــح مساعــــــدًا للمعلـــــــم محـــروس بمركز الطامية مدة 7 سنوات، وبعد نياحة المعلم محروس تسلم هو قيادة الكنيسة. وكان يدرس مادتي الدين والموسيقى (الأناشيد) بمدرسة الطامية. وفي زيارة المتنيح الأنبا أبرآم الثاني للكنيسة أُعجِب به، فأخذه معه ليخدم بالمطرانية (كنيسة مارجرجس الفيوم)، فكانت خدمته يوم الجمعة والأحد بكنيسة مارجرجس، ويوم الأربعاء بكنيسة السيدة العذراء. وسلم الألحان لكثير من شمامسة وكهنة الفيوم، ومن بينهم الأستاذ نبيل لإسحق (حاليًا نيافة الأنبا إشعياء مطران طهطا)، والأستاذ مدحت عبده (حاليًا نيافة الأنبا إسحق أسقف طما)، والقمص يوئيل النقلوني، والقمص بيشوي حلمي بالفيوم.

للمقال بقية..




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx