اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4910 سبتمبر 2021 - 5 نسئ 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

القديس سلمون الراهب ملك النوبة

القمص يوسف تادرس الحومي - عضو لجنة التاريخ القبطي

10 سبتمبر 2021 - 5 نسئ 1737 ش

على يسار النازل أسفل هيكل كنيسة الأنبا رويسن، توجد مقبرة القديس سلمون ملك النوبة، الذي عاش في القرن الحادي عشر، وكان معاصرًا للبابا كيرلس الثاني الـ67 (1078–1092م)، وعندما حكم لم يسفك دمًا ظلمًا فكان عادلًا مع رعيته، ولم يغتصب حقًا من الناس. وبعد مدة قال: "من يخلص من الملوك مع وجوده بين الناس؟"، فزهد في الدنيا وتنازل عن المُلك لابن أخته جرجه (جورجي).

وذهب الملك سلمون للنسك والعبادة، فاختار مكانًا منفردًا بناه بنفسه جنوب أسوان به كنيسة باسم القديس أبو نفر السائح جنوب أسوان، وترهّب فيه. يقع هذا الدير بوادي يُعرف بوادي أبو نفر، ويقع ما بين النوبة وأسوان، ذكره أبو المكارم في تاريخه في القرن الـ12، أي بعد عهد سلمون، وقال إن بيعة الوادي تُعرف بالقديس أبو نفر، بينها وبين أطراف بلاد النوبة مسيرة ثلاثة أيام، وبينها وبين أسوان عشرة أيام. ويحدّد ج. فانتيني مكانها أنها بالقرب من مدينة فرص النوبية، وتاريخ البطاركة يحدّد أنه خرج للعبادة في السنة الثانية من بطريركية كيرلس الثاني أي سنة 1079م. ولما علم والي اسوان ويُدعى سعد الدولة القواسي، أرسل أحد إخوة كنز الدولة مع عشرين رجلًا من أتباعه، وأحضروا الراهب سلمون من ديره الى أسوان، وأرسلوه للقاهرة حيث الخليفة الفاطمي المستنصر بالله (1036–1094م)، ووزيره بدر الدين الجمالي المعروف بأمير الجيوش الأرمني الأصل (1074–1094م).

وعلى الرغم من الطريقة التي أخذوه بها من الدير، إلّا أنه عندما وصل إلى مدينة القاهرة استقبلوه استقبالًا يليق بملك، واشترك في استقباله الأمراء والمقدمون، وأكرمه أمير الجيوش بدر الدين، وخصّص له دارًا خاصة فرشها له. وأقام الملك سلمون بالقاهرة مدة سنة، قضاها في العبادة الحارة والنسك، ووُجِد في مقتنياته بعد نياحته ضمن كتبه، كتاب بخط يده باللغة النوبية يدل على علمه وتديُّنه. وكان في هذه الفترة يتردد على البابا كيرلس الثاني ويأخذ بركته، وعلى كنائس القاهرة للصلاة والتناول. ثم تنيح ودُفِن في دير الخندق (الأنبا رويس) سنة 1080م، قبل نياحة أنبا رويس بنحو 324 سنة، لأن الأنبا رويس تنيح يوم 18 اكتوبر 1404م، لهذا لا يُطلَق عليه تلميذ الأنبا رويس، ولا اسم سليمان الشحات.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx