اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4903 ديسمبر 2021 - 24 هاتور 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

تشخيص الأمراض الوراثية

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

03 ديسمبر 2021 - 24 هاتور 1738 ش

من المعروف أن تشخيص المرض يتم عند حدوثه، والأمراض الوراثية لم تكن استثناءً من هذه القاعدة. التقدم العلمي الطبي أدي إلى أمكانية تشخيص بعض الأمراض الوراثية قبل حدوثها. هذا التقدم أفاد البشرية في تفادي كثير من الأمراض الوراثية. لن أتناول تفاصيل كيفية تشخيص الأمراض الوراثية قبل حدوثها أو فوائدها، ولكني سوف أتناول الأبعاد الأخلاقية والدينية الكنسية لهذا التقدم العلمي الطبي من خلال عرض ثلاث حالات.

١- التقدم الطبي في دراسة علم الأجنّة مع التقدم المذهل في دراسة الكروموسومات والجينات مكّن الطب من معرفة تفاصيل كثيرة عن الجنين وهو لا يزال في بطن أمه، ومنها ما قد يصيبه من أمراض وراثية بعد الولادة. نواجه كثيرًا في عملنا الرعوي أمًا حبلى تسأل: هل تأكيد الطبيب المتابع لحملها أن الجنين سوف يعاني مرضًا معينًا بعد الولادة مبرّر لإجراء الإجهاض؟ الإجابة القاطعة أن الجنين كائن حي ولا يجوز قتل كائن حي لأنه مريض أو سوف يعاني من مرض معين.

٢- حديثًا تقدم الطب لتشخيص بعض الأمراض الوراثية قبل تكوِّن الجنين في بطن أمه، وذلك من خلال التشخيص للجينات قبل الحمل Preimplantation Genetic Diagnosis، ويتم ذلك بإجراء عملية الإخصاب خارج الرحم ثم فحص الجينات للبويضات المخصبة واختيار البويضة المخصبة التي لا تحمل أمراضًا وراثية وإدخالها في رحم الأم. رغم أنها وسيلة تبدو مقبولة، ولكن إن كنا نؤمن أن بداية حياة الجنين تبدأ من لحظة الإخصاب سواء تمت داخل أو خارج الرحم، فما مصير البويضات المخصّبة التي تحمل مرضًا وراثيًا؟ فهل يقبل الضمير المسيحي قتلها لسبب المرض؟ بالطبع لو وجدت جميع البويضات المخصبة لا تحمل المرض الوراثي يكون الأمر أكثر قبولًا.

٣- في مكافحة بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي أو سرطان المبيض، أمكن بالتقدم الطبي دراسة جينات الأم المصابة بهذا المرض وفحص جينات بناتها معرفة احتمال إصابة الأبنة بهذا السرطان من عدمه.

هذا التقدم أدي إلى بعض المواقف المحيرة مثل أم لديها طفلة مثلًا، أُصيبت الأم بسرطان المبيض Ovarian Cancer وتم فحص الجينات الخاصة بها وأيضًا بابنتها، ووُجِد أن الابنة الصغيرة احتمال أصابتها بسرطان المبيض عندما تكبر احتمال كبير. فهل تقبل إزالة المبايض لابنتها في هذه السن الصغيرة تفاديًا لأصابتها بالسرطان مستقبلا؟ وهل لو رفضت -وهذا متوقع- فهل قبل زواجها يجب إخبار المتقدم للزواج باحتمال أصابتها بالسرطان؟ وهل عدم ذكر ذلك يُعتبر خداعًا وقد يؤدي لبطلان الزواج؟ أسئلة لا أعرف إجابة قاطعة لها، ولكنها مواقف قد نواجها وتحتاج لمناقشة كنسية.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx