اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5014 يناير 2022 - 6 طوبه 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 1-2

اخر عدد

الوعد بالحياة الأبدية (ج1)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

14 يناير 2022 - 6 طوبه 1738 ش

الحياة الأبدية هي حياة روحية ليس فيها أشياء مادية، بل هي سلام كامل وتسبيح دائم يعطي تعزية وبهجة لأولاد الله. الحياة الأبدية هي وعد لا يتحقق فقط في الحياة الأخرى، لكنه وعد تستطيع أن تبدأ تذوّقة هنا ونحن ما زلنا على الأرض، ليستمر معنا بعد انقضاء أيامنا على هذه الأرض.

ذلك لأنه حالة تبدأ بتعرُّفنا على شخص الرب يسوع المخلّص، لذلك يتحدث ربنا يسوع المسيح مع الآب السماوي قائلًا: «وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته» (يو17: 3).

وثمن الحياة الأبدية هو الخلاص الذي صنعه الرب يسوع لأجلنا على الصليب، فهذه هي كلمات الوحي الإلهي: «كما رفع موسى الحيّة في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان كي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو3: 14–16).

لذلك كان الوعد بالحياة الأبدية هو العطية والمكافأة التي يكافئ بها الله أولاده، والوحي الإلهي يذكر ذلك في مواضع متعددة من الكتاب: «تعالوا إليّ يا مبارَكي أبي، رثوا الملكوت المُعَد لكم منذ تأسيس العالم... بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم» (مت25: 31-40). وقد أُظهِرت لنا الحياة الأبدية من خلال ربنا يسوع المسيح الذي كثيرًا ما علّم عن الاهتمام بالأبدية قائلًا: «اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية» (يو6: 27)، كما علّم الرب يسوع المسيح تلاميذه أن يطلبوها بإلحاح، عندما علمهم الصلاة قائلين «ليأتِ ملكوتك» (لو11: 2).

وقد أشار الرب يسوع لعدة أمور نحتاج أن نحرص عليها لكي ننال الحياة الأبدية وهي:

- المحبة: «اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية» (لو16: 9).

- الترك: «فأجاب يسوع وقال: الحق أقول لكم: ليس أحد ترك بيتًا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا، لأجلي ولأجل الإنجيل، إلّا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان، بيوتًا وإخوة وأخوات وأمهات وأولادًا وحقولًا، مع اضطهادات، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية» (مر10: 29–30).

وقد كانت الحياة الأبدية هي أحد الأمور التي انشغل بها قلب الإنسان منذ القديم، إذ وضع الله في قلب الإنسان الشوق للأبدية منذ البداية، فهوذا سليمان الحكيم يكتب عن ذلك «صنع الكل حسنًا في حينه، وأيضًا جعل الأبدية في قلوبهم» (جا3: 11).

لذلك تذكر البشائر عددًا من الشخصيات التي قابلت الرب يسوع وسألته عن كيفية الحصول على الحياة الأبدية، فقد جاءه الشاب الغني يسأل قائلًا: «أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟» (مر10: 17)، كما يذكر معلمنا لوقا عن سؤال أحد الناموسيين للرب يسوع «يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟» (لوقا10: 25). كما كان الحرص على نوال هذه الحياة هي موضوع توصية الآباء الرسل للكنيسة، فهذا هو معلمنا يهوذا يكتب للمؤمنين: «احفظوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية» (يه 21)، كما يكتب معلمنا يوحنا للكنيسة شارحًا كيف أن الرب يسوع نفسه هو الحياة الأبدية: «ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق، ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح الذي هو الإله الحق والحياة الأبدية» (1يو5: 20).

ومن هذا نعلم أن الحياة الأبدية هي وعد اشتاقت له البشرية، ووعد تحقّق بالفداء الذي صنعه الرب يسوع، ووعد أكّدت الكنيسة على ضرورة الحرص عليه؛ ولكن هذا الوعد يحتاج منّا لا فقط إلى رغبة بل إلى جهاد، فالرغبة وحدها لا تكفي، فهوذا بلعام قد قال: «لتمت نفسي موت الأبرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم» (عد23: 10)، ولكنه مع وجود الرغبة إلّا أن الكتاب يحكي أنه لم ينلها! لذلك مع وجود الرغبة والإرادة، يعلمنا الكتاب أنه لا بد من الاجتهاد من أجل نوال هذا الوعد.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx