اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5011 مارس 2022 - 2 برمهات 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 9-10

اخر عدد

البابا شنوده في ذكراه العاشرة

11 مارس 2022 - 2 برمهات 1738 ش

تحل الذكرى العاشرة لنياحة مثلث الطوبى البابا شنوده الثالث، يوم السابع عشر من مارس 2022م، فقد فارق عالمنا الفاني (وهذا هو التعبير الذي اعتاد استخدامه في حياته عند نياحة أحد الأحباء، مثلما اعتاد استخدام تعبير آخر وهو "إن أحب الرب وعشنا" وذلك عند الوعد بشيء أو الاتفاق على أمر ما) في مثل هذا اليوم.

نذكر له كل تعبه وخدمته وتعليمه وكتاباته في شتى المجالات، وما تزال كتبه وعظاته مرجعًا في شتى العلوم الكنسية، ونذكر له تعبه في تأسيس العديد من المعاهد العلمية والكنائس في مصر وخارجها، ونذكر له علاقاته المتسعة وقدرته الفائقة على ممارسة الحوار، مهما كان مجال الحوار ومهما كانت ثقافة المحاور، وكيف أبهر الجميع بسرعة البداهة وخفة الظل ورصانة التعبير، لا سيما وهو أديب وسياسي قدير، ومطّلع بشكل واسع على ما يدور من حوله في العالم، مما أكسبه تقدير واحترام الجميع حتى الخصوم.

ونذكر له كيف تعرض في حياته لضيقات كثيرة زادته صلابة، وبينما لم يتخلّ عن مبادئه تعلّق به الشعب وأحبه وسانده.

ونقتطف هنا بعضًا مما كتب عنه في حياته وبُعيد نياحته...

قداسة البابا تواضروس الثاني في الذكرى الثانية لنياحة البابا شنوده:

في هذا الصباح تحل علينا الذكرى الثانية لرحيل حبيبنا المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث، ونحن نعتبر رحيله هو الميلاد السماوي، في مثل هذا اليوم، منذ عامين وُلِد جديدًا في السماء، وفارقنا بالجسد على الأرض على رجاء القيامة.

البابا شنوده علامة فارقة في تاريخ كنيستنا القبطية ووطننا مصر، واسمه محفور في سجل الزمن والتاريخ، نظرًا لحياته الطويلة وأعماله الكثيرة التي خدم بها السيد المسيح عبر جهاد طويل.

عندما نبحث في حياته نجد أنه ترك لنا سيرة عطرة، وتراثًا ثمينًا وتأثيرًا كبيرًا. سيرته عطرة منذ أن كان طفلًا صغيرًا... وعاش في الدير في حياة النسك، ولم يكتفِ بالدير فقط، بل بدأ يتجه إلى الوحدة والغربة، بعدها نجده قد توحد لعدة سنوات، ففي حبرية البابا كيرلس السادس يقيمه أسقفًا لأسقفية جديدة وهي أسقفية التعليم الكنسي، إلى أن يختاره الله في نوفمبر 1971 ليكون بطريركًا للكنيسة القبطية، وظل يقود الكنيسة 40 عامًا في سيرة عطرة تمتد عبر الوطن كله وخارج مصر.

خدم بكل ما أعطاه الله من مواهب، خدم الكنيسة والوطن في مراحل مختلفة، ورغم ما تعرّض له من تجارب إلّا أنه كان ذا شخصية صامدة، وصارت سيرته تضارع أهرام مصر. وانتشر اسم البابا شنوده في كل مكان وصار يعرفه كل المصريين، وعرفه العرب، وعُرِف بألقاب كثيرة، وقدم نموذجًا للإنسان المخلص. سيرته العطرة جعلت الصغار والكبار يحبونه، الأطفال كانوا يجدون فيه روح الطفولة والنقاوة والبراءة، والكبار يجدون فيه المعرفة والحكمة والتدبير الحسن. وتخطت سيرته الحدود إلى أماكن كثيرة.

وارتبط بالحياة الرهبانية، وترك لنا سيرة عطرة. وترك لنا تراثًا في التعليم والنسك، وفي المحاضرات الثمينة التي ألقاها سواء وهو أسقف للتعليم أو بطريرك، وترك لنا تراثًا للمعرفة المسيحية الواسعة. في زمن حبريته، نشر 150 كتابًا بلغات متعددة، وفي شتى نواحي المعرفة... وبعدما قدم حياته على الأرض إلّا أنه مازال يخدم، ليس بصلواته فقط، بل بهذا التراث الصوتي والمرئي والمكتوب، لذلك أُطلق عليه لقب "معلم الأجيال" بحق.

نيافة الأنبا باخوميوس في صلاة الجنّاز:

... يعزّ علينا رحيل أبينا الذي تربينا على يديه منذ أكثر من نصف قرن، فهو يقود الكنيسة منذ النصف الأول من القرن الماضي. ترك أثرًا عظيمًا في حياة الكنيسة وفي العالم كله. قداسة أبينا الحبيب الذي نعتزّ بأبوته. لن ننسى عمله معنا في كنيستنا، فهو قاد الكنيسة كربان ماهر حكيم، وقاد فكر التجديد بعمل الروح القدس، وحفظ الكنيسة في تجديدها فلم تنحرف حفظ الكنيسة في تجديدها بقوة الصلاة، فكثرت الصلوات في القداسات والكنائس والأديرة، وعمل عملًا عظيمًا جدًا بفعل الروح القدس. قاد حركة التجديد في الكنيسة عندما نشر تعليمًا أرثوذكسيًا سليمًا، فتعددت المعاهد اللاهوتية وصارت هناك في كل ربوع المسكونة فكر أرثوذكسي من ذات فكر قداسته الذي نعتز به. لقد قاد حركة التكريس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتكرّس على يديه الكثير من الشباب في العالم كله، وكان هناك عمل رعوي قوي بدأ في الكنائس والمؤسسات، كان عملًا قويًا بفعل الروح القدس الذي عمل فيه بقوة، فهو رجل البرية، رجل الصلاة، وهو رجل التعليم، وهو رجل الرعاية، ونحن لا ننسى على مدى الدهر ما صنعه البابا شنوده في حياة الكنيسة القبطية كلها والكنائس الأخرى.. إن الكلمات تعجز عن أن تصف حبيبنا وقائدنا وأبانا الذي تربينا على يديه. لقد ترك لنا مثالًا في القيادة. كان موسى النبي في عصره، كان يشوع في عصره، كان نحميا، كان يوحنا المعمدان، كان بولس الرسول... إن قيادته في العالم كله جعلتهم يؤمنون بصدق الوحدة الوطنية، وكان قائدا للوحدة الوطنية في وطننا، وكان عاملًا مهمًا في المحبة. إن قوة تأثيره في عمله القيادي وحّد الكنائس في العالم وهناك الحوارات... إن الكلمات يا أحبائي لا تعبّر عن حقيقة هذا المحبوب. إن الكلمات لا تعبر عمّا صنعه البابا شنوده في جيله، ولكن سيستمر هذا الصوت إلى مجيء ربنا يسوع المسيح في مجده؛ وهو يسمع صوته اليوم: ادخل إلى فرح سيدك...

البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان الشرفي: "كان من أهم الشخصيات العالمية الروحية التي فقدها العالم في ظروف صعبة ومعقدة".

البطريرك ثاؤفيلس الثالث بطريرك القدس للروم الأرثوذكس: "سيكون خالدًا في نفس كل من عرفه".

مثلث الرحمات الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ السابق: "على الرغم من أن البابا شنوده أنشأ مدرسة لاهوتيه في الأجيال التي عاشها وخدم فيها، إلّا أن تعليمه كان يمتاز بالبساطة والوضوح حتى كان يجتذب الكثيرين للاستماع إليه".

نيافة الأنبا باخوم أسقف سوهاج: "كان قدوة لنا، علمنا كيف نسلك في خدمتنا وفي التعامل مع المشاكل في أحلك الأوقات بقوله: ربنا موجود، مسيرها تنتهي، كله للخير.. وكان محبًا للخدمة والعمل الرعوي، دائم السؤال عن رعيته، يسافر مسافات طويلة لتدشين المذابح، وانتشار الخدمة رغم مرضه".

نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام: "امتاز بابانا الرائع باتزان الفكر، ولم يسمح بالشطحات الفكرية التي تستهدف بعض الكُتّاب والوعّاظ ليجتذبوا بها مسامع الناس، حيث يتكلمون بطرق غير مألوفة وأفكار مثيرة للبلبلة.. لقد اجتذب البابا شنوده مسامع الناس بالحق والبساطة والاعتدال في كل شيء".

نيافة الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية: "رأينا فيه الأنبا أنطونيوس في الرهبنة، والبابا أثناسيوس في الدفاع عن الإيمان، وتمثل في قداسته العالِم والمفكر والمبدع، والعديد من المواهب، وقوة الإيمان والمحبة وروح الخدمة، والبذل والتضحية والتعب لأجل راحة الجميع، والمحبة لمصر، وكل شعبه في أنحاء العالم".

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما: "سنتذكر البابا شنوده الثالث كرجل عميق الإيمان وداعية إلى المصالحة".

كاترين آشتون وزير خارجية الاتحاد الأوروبي: "قائد محترم صاحب رؤيا.. وكان يدعو إلى التسامح والحوار بين الأديان".

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: "كان مثالًا لرجل الدين الذي يؤمن بالتسامح، والتعايش بين الطوائف والأديانً.

هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة: "نحن إذا نتأمل حياة ورصيد البابا شنوده الفكري والروحي نؤكد مجددًا دعمنا لمستقبل يعمه السلام والازدهار في مصر".

جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية السابق: "البابا شنوده الثالث قائد وطني وديني محترم، دافع على الدوام على الحرية الدينية وحرية المعتقد.. وأفضل وسيلة لتخليد ذكرى البابا شنوده هي الحفاظ على المبادئ التي ناضل من أجلها طوال حياته المديدة، والحفاظ على اللُحمة الوطنية بين المصريين".

الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق: "البابا شنوده الثالث قامة مصرية وطنية عظيمة، حملت هموم المصريين والعرب جميعًا، وعاش بإيمانه العميق مدافعًا عن الوحدة الوطنية وعن القضايا العربية، وعن روح التسامح والمحبة والحوار بين أتباع الديانات السماوية".

ستيفن هارير رئيس وزراء كندا السابق: "كان رمزًا مثاليًا للتسامح الديني والتفاهم بين الجماعات، كما تميز بالحنو والإنسانية تجاه مجتمعه، والآخرين من الأديان الأخرى.. كما أنه شخصية تعلق بها الصغار والكبار، وتم تكريمه عالميًا".

د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق: "كان يدًا تمتد لتحمي مصر من صواعق الفتنة".

الدكتور أحمد زويل: "البابا شنوده كان مصريًا عظيمًا ورمزًا في تاريخنا الحديث".

الكاتب محمد حسنين هيكل: "البابا شنوده كما تُظهر الأحداث كان أذكى ما قدّر الآخرون، كما أنه كان أقرب إلى الالتزام بمقادير مصر، مما ظنّ هؤلاء الذين كانوا يخطّطون لشيء آخر".

الأديب العالمي نجيب محفوظ: "البابا شنوده دائمًا رجل صلب متفائل شديد الذكاء.. مصري عميق الأصل، عربي الوجدان والتوجهات.. إنساني النزعة عالمي الأفق".

مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق: "حافظ على الهوية الوطنية للكنيسة المصرية وتقاليدها القديمة.. نصر القضية الفلسطينية ورفض ذهاب الأقباط إلى القدس، كما أنه كان رجلًا مثقفًا ووطنيًا".

الكاتب مصطفى أمين: «الظلم يقوّي المظلوم ولا يضعفه.. فالمطارق التي هوت على البابا شنوده لم تهدمه بل جعلته أكثر ثباتًا ومكانة في قلوب الأقباط".

الدكتور علي السمان رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان: "البابا شنوده عبقري المودة، لأنه جعل هذه الكلمة البسيطة منهجًا لحياتنا وعلاجًا للكُره".

نيح الله نفسه البارة في الفردوس، وعوّضه عن أتعابه أجرًا سمائيًا، وليقبل الله صلواته عنّا حتى نكمل معًا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx