اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5025 مارس 2022 - 16 برمهات 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

"عهد בְרִית"

القس بولس رمزي

25 مارس 2022 - 16 برمهات 1738 ش

كانت لفظة "عهد בְרִית" تُستخدم للتعبير عن أي عهد بين الله والإنسان، أو بين الإنسان والإنسان، كما تُستعمل مع أي وعد أو اتفاق مُثبت (إر33: 20)، أو مبدأ يجب مراعاته وحفظه (إر34: 15). ويُشدّد العهد القديم على ضرورة التزام طرفي العهد، وتأتي الكلمة في عدة معانٍ: "أقسّم؛ آكل؛ أنتدب؛ أنتخب؛ أحدّد"، ولا يتفق المفسّرون على تحديد المعنى، وتقوم الدراسة السليمة لمعنى العهد عن طريق تحديد المعنى من سياق النص الكتابيّ.

فمن حيث المعنى العبري "أقسّم "أو أ"شطر"؛ وجد الشراح أن كلمة "عهد" تعني في هذه الحالة: التزام، منطلقين من عادات الشعوب الشرقية، ومنها شعب إسرائيل، كما في (تك15: 9)، فعندما تقيم شعوب هذه المنطقة عهدًا، وكانت تكرس هذا العهد والالتزام بشق حيوان من الوسط لتأكيد التزامها بالاتفاق والعهد.

كما ترى مجموعة أخرى من المفسرين في الكلمة العبرية معنى: "الأكل"، وتربط كلمة "عهد" بمفهوم العشاء، وهي عادة ترافق توقيع اتفاقية أو إقامة عهد، أو عشاء يشارك فيه طرفا الاتفاقية، كما في (تك31: 54). أما المجموعة الثالثة التي تربط الكلمة العبرية بالفعل "ينتخب، ينتدب، يحدد"؛ ويصبح معنى كلمة "عهد" هو انتخاب شخص ليتمم مهمة معينة أو تحديد شخص للقيام بعمل ما، كما في (1صم16: 8)، وفي اللغة اليونانية تُترجم كلمة العهد إلى "ذياثيكي Διαθήκη" وهو مصطلح قانوني فيما يخص المواثيق والوصايا، ويعني: اتفاقية شراكة أو تعني وصيّة، أي أن شخصًا عهد بثروته لأولاده.

ويأتي مفهوم العهد القديم عن "لغة العهد" على أساس أنها "لغة دينية"، وقد فهمها الأنبياء واستخدمها كتبة الوحي الإلهيّ لتوضح لنا أمانته في الرسالة ولدعوة طرفي العهد إلى الالتزام به، وقد كان الإنسان هو مجال العهد الذي دعاه الله إلى النعمة الناموسية.

إن قراءتنا لتاريخ العهد ومكونات الناموس يقف أمامنا فيها دور النعمة كأساس يسبق متطلبات الجهاد الروحي، فتدخُّل الله الفعّال بافتقاده لشعبه وعنايته جعلت النعمة كخبرة حياتية عاشها الآباء وأدركها الشعب في البرية، تلك النعمة هي الوسيلة الحاضنة التي منها خرجت الوصايا الحاكمة لسلوك الشعب اليومي في الناموس، وتمثّل العهود في العهد القديم المحطات التي يتلامس فيها الإنسان مع النعمة الناموسية، وتربط هذه النعمة بين العهود معًا، لتكون المحور الرئيسي والمفتاح في فهم الكنيسة الأولى للعهد الجديد. ومن جانب آخر فإن النعمة تسبق الجهاد، والعهد يسبق العبادة، وإذ نكث بنو إسرائيل العهد في التوراة، فإن الخيمة (المسكن) أصبحت بلا قيمة؛ وتحتاج لتأكيد العهد وتجديده مرة أُخرى، فبدون العهد لا يوجد مسكن؛ وتلك الرسالة لم يفهمها بنو إسرائيل في تاريخهم بالعهد القديم.

إن فشل بني إٍسرائيل في إدراك النعمة والحياة بها جعل الوصايا ثقيلة كأحمال تخدم الموت لا الحياة، ولكن النعمة هي أساس الخلاص في العهد القديم، وإدراك النعمة الناموسية لا نفهمه إِلّا في إطار العهود، وهذا الإدراك يجعل الجهاد الروحي قصة حب وعشق إلهيّ.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx