اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5025 مارس 2022 - 16 برمهات 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

"لغة البسملة وأنواعها ودلاتها وتنوع خطوطها" الجزء 2

إيريني القمص بيشوي القمص منسى - مدرس مساعد بمعهد الدراسات القبطية

25 مارس 2022 - 16 برمهات 1738 ش

لغويًا هناك اختلاف بين لفظي "مخطوط" و"مخطوطة". "المخطوط" اسم المفعول من خط، وهو نص مكتوب باليد لم يُطبَع بعد، أي النص نفسه داخل المخطوطة، أمّا "المخطوطة" أي وثيقه أو كتاب كُتِب بخط اليد، سواء كانت النسخة الأصلية بخط يد المؤلف، أو منقولة بخط اليد عن أيّة مخطوطة سابقة. ومخطوطة جاءت من الفعل "خطّ" بمعنى "سَطَر" أو "كتب بالقلم أو باليد". وهي في اللاتينية (manuscriptus)، أي مكتوب (scriptus)، باليد (manu) . ومنها الكلمة الإنجليزية (manuscript).

أنواع الخطوط العربية التي كُتِبت بها المخطوطات القبطية هي: الكوفي بأنواعه المورق والمزهر، وأيضا النسخ والرقعة وقد شاعا في القرن الثاني عشر عند توقف الكتابة بالخط الكوفي في القرن الحادي عشر، لذلك نجد تنوعًا في الخطوط التي كُتِبت بها البسملة. فالبسملة كانت في الأغلب تُكتب باللغتين القبطية والعربية، وفي بعض الأحيان كان يُكتب اختصارها باللغة القبطية أي الحروف الأولى للبسملة.

واستكمالا لموضوع البسملة وتنوعها داخل المخطوطات القبطية، فقد نجد الكثير من المخطوطات قد بدأت بـ"بسم الله" كما في مخطوطة البصخة المقدسة، اعترافا بلاهوت السيد المسيح حتى وهو في قمة الضعف البشري (شكل رقم 1).

 

شكل رقم (1)، مخطوطة "البصخة المقدسة"، ديرالعذراء بياض بني سويف، رقم 29 طقس.

 

"بسم الله القوي العظيم"

الملاحظ تكرار نفس البسملة في أكثر من مخطوطة لإنجيل مارمرقس، حيث من المعروف أن معلمنا مارمرقس وجّه إنجيله للرومان، والرومان تستهويهم القوة والعظمة والتفخيم والتضخيم والتبجيل، فالأحداث من خلال إنجيل مارمرقس تتميز بالسرعة والحيوية وسرد كثير من المعجزات القوية ليثبت أن المسيح هو الأسد الخارج من سبط يهوذا، ولذا رُمز للسفر بالأسد. فتناول الناسخ هنا البسملة كدلالة توضيحية لمحتوى الإنجيل (شكل رقم2).

 

شكل رقم (2)، مخطوطة «مقدسة»، المكتبة البطريركية، 1511ش.

 

"بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد"

نجد الكثير من المخطوطات تبدأ بهذه البسملة، وهي صميم جوهر العقيدة المسيحية (الله واحد مثلث الأقانيم). ولأهميتها نجدها مكتوبة في صفحة كاملة مُذهّبة داخل تشكيل هندسي (شكل رقم 3).

 

شكل رقم (3)، مخطوطة «مقدسة»، المكتبة البطريركية.

 

"بسم الله الأبدي الدايم الباقي السرمدي له المجد دائمًا"

شرح لصفات الله الدائم الباقي الذي لا بداية أيام له ولا نهاية، فهو الأبدي السرمدي (شكل رقم 5).

 

شكل رقم (5)، مخطوطة" مقدسة"، المكتبة البطريركية، 1689م، ق17.

 

لم يكتفِ الفنان القبطي بتنوع وتعدد صياغة البسملة التي تحمل معانٍ ودلالات إيمانية، بل أبدع أيضًا في مكان كتابتها، غير ملتزم بمكانها التقليدي في أعلى الصفحة أو في المنتصف، ولكنه غيّر ونوّع في مكانها.

فقد نجد في بعض المخطوطات يترك لها صفحات كاملة داخل المخطوطة مثل "بسم الله الواحد بالذات، المثلث بالصفات، تقدست أسماءه، ونمت نعماءه"

فهي تعد من أجمل وأقوى المعاني للبسملة في المخطوطات القبطية، ترك الناسخ للبسملة صفحتين متقابلتين، وهذه دلالة على مدى أهمية البسملة، ومن المؤكد في هذه المخطوطة أن الناسخ هو الفنان الذي زخرفها، وهذا واضح في العلاقة بين البسملة والزخارف التي تحيطها من انسجام وتوافق في الألوان.

فنجد فن الكتابة ينمو إلى الجوانب الفينة والشكلية أكثر من كونه كتابة نص فقط مزخرف بزخارف وتوريقات نباتية، فيشكل نسقًا إيقاعيًا ولونيًا يخلق نوعًا من وحدة الشكل. كما نجد ارتباط الأشكال والأرضيات مع الكتابة أحدثت هارمونية رائعة، فاستخدام الفنان لهذه القيم تجعل هناك وحدة في التكوين (شكل رقم 6).

 

شكل رقم (6)، مخطوطة "مقدسة"، المتحف القبطي، سنة 1613م.

 

هناك الكثير لم يُذكر بعد من البسملة، ولكن من خلال هذا المقال والمقال السابق توصلنا إلى أهم سمات وخصائص البسملة، فوجدنا تنوع أماكنها، وتعدد صياغاتها من مخطوطة لأخرى وداخل المخطوطة الواحدة، مع عمق دلالاتها ومعانيها الإيمانية، ففي بعض الأحيان يشكل لنا البسملة بكلمات محورية من النص أو رموز مفتاحية للسفر بإرشاد الروح القدس بداخله، فتوصلنا من خلال المقالين إلى هذه النماذج.

 

"بسم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد بالذات، المثلث الأقانيم والصفات، له المجد"

"بسم الله الخالق الحي الناطق"

"بسم الله الرؤوف الرحيم وبه نستعين"

"بسم الله الحي الأزلي"

"بسم الله الواحد رب القوات"

"بسم الله الواحد ذي القدرة والجبروت"

"بسم الله"

"بسم الله القوي العظيم"

"بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد"

"بسم الله الأبدي الدايم الباقي السرمدي له المجد دائمًا"

"بسم الله الواحد بالذات، المثلث بالصفات، تقدست أسماءه، ونمت نعماءه"

ومن المؤكد أن هناك يوجد الكثير بين طيأت مخطوطاتنا القبطية يحتاج باحثين مولعين مهتمين بكنوز آبائهم لإخراج الجواهر منها، لتكون لنا كالنبراس في حياتنا لأن حاضرنا مرتبط بماضينا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx