اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5001 يوليه 2022 - 24 بؤونه 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

القديس بولس الرسول

القمص بنيامين المحرقي

01 يوليه 2022 - 24 بؤونه 1738 ش

بمناسبة صوم الآباء الرسل، نتذكر ثالث عشر الرسل وهو القديس بولس الذي قال: «كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هَذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ» (في1: 7). ورغم ذلك يذكر القديس يوحنا ذهبي الفم: [أن الكثيرين لا يعرفون القديس بولس حق المعرفة، والبعض يجهله بشكل كبير، بل إنهم لا يعرفون ولا حتى كم تكون عدد رسائله]. في عظته الأولى على رسالة رومية.

القديس بولس الرسول هو شاول الطرسوسيّ: وشاول اسم عبرانيّ معناه "مطلوب أو مسئول"، نجد سفر الأعمال أصحاح 13 يذكر اسم شاول، وهو الاسم الذي دعُي به من أبويه. واسم بولس: اسم يونانيّ، معناه الصغير أو القليل، ويحتمل أن يكون أخذ الاسم عندما صار مواطنًا رومانيًا، وهو الاسم الذي يذكره في الرسائل، وعُرف به بين الأمم. يقول المتنيح الدكتور موريس تواضروس: [كثيرًا ما كان يحمل اليهوديّ أكثر من اسم، فقد ذُكِر عن "يوسف" أنه كان يدعى "بارسابا" ويُلقَّب "يوستس" (أع1: 23). وقيل عن يوحنا "المُلقَّب مرقس" (أع12: 12). ويشير الرسول بولس إلى "يسوع المدعو يسطس" (كو4: 11)]. بينما يذكر القديس يوحنا ذهبي الفم أن الله هو الذي غيّر اسم شاول ودعاه بولس [إن الله أراد لبولس ألاَّ ينقصه شيئًا عن باقي الرسل حتى في الاسم].

يُعرِّف القديس بولس الرسول نفسه، قائلاً: «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ طَرْسُوسِيٌّ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةٍ غَيْرِ دَنِيَّةٍ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ» (أع21: 39)، فقد ولد في طرسوس كيليكية (أع28: 3). كان يتمتع بالرعوية الرومانية، فله ما لها من حقوق، يتضح هذا من قوله لِقَائِدِ الْمِئَةِ: «أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَاناً رومَانِيّاً غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟». وهو لم يكتسبها أو يشتريها ولكن حسب قوله: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدْتُ فِيهَا» (أع22: 24 -29).

عمل بولس الرسول: كسائر صبيان اليهود تعلم حرفة يلجأ إلى الاكتساب منها إذا احتاج. وكانت الحرفة التي تعلمها بولس صنع الخيام (أع18: 3)، فيقول «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ» (أع20: 34)، فلا يدّل ذلك على فقر أو ضعة.

ثفافة القديس بولس الرسول: كانت طرسوس مركزًا للثقافة، ولا سيما الرواقية، فقد كثرت فيها معاهد العلم والتربية. ولمّا أتم تحصيل ما يمكن تحصيله في طرسوس أُرسل إلى أورشليم، عاصمة اليهودية ليتبحر في الناموس. ونعرف أنه تربّى في أورشليم، عند رجلي غمالائيل (أع22: 3)، وكان هذا من أشهر معلمي الناموس ومفسّريه، وكل ما  درسه القديس بولس من فلسفة لم يأخذه من الفلاسفة الرواقيين أو اليونانيين، بل من دراسة مؤلفات اليهود اليونانيين من رجال ذلك العصر، فأصبح القديس بولس بهذا وبما له من العلم والمعرفة أكثر استعدادًا وكفاءة للتبشير.

كرازته: كرز في كل الكنائس الرسولية الكبرى. فقد تعب أكثر من سائر الرسل، فقال: «... بَلْ أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَلَكِنْ لاَ أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي» (1كو15: 10). خدم في أورشليم، وقد قال له الرب: «ثِقْ يَا بُولُسُ لأَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضاً» (أع23: 11)، فكرز في أنطاكية. وهو الذي أسس كنائس اليونان، كما أنه أسس كنيسة روما، وأقام فيها «كَارِزاً بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمُعَلِّماً بِأَمْرِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ بِلاَ مَانِعٍ» (أع28: 31). تعب برًا وبحرًا، في ثلاث رحلات كرازية، في آسيا، وأوروبا، حتى وصل غربًا إلى إسبانيا وأسس كنيستها.

وأخيرًا: استشهد بقطع رقبته على يد نيرون سنة 67م. ونال إكليل البتولية، وإكليل الرسولية، وإكليل الشهادة كما قال: «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، اكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي اكْلِيلُ الْبِرِّ» (2تي4: 7، 8).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx