اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5001 يوليه 2022 - 24 بؤونه 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

عيد الأب العالمي (رؤية تربوية)

دكتور رسمي عبد الملك

01 يوليه 2022 - 24 بؤونه 1738 ش

يوم الأب (Father’s Day): هو احتفال عالمي اجتماعي يخص فقط الآباء من الرجال. وتعود أصول وبداية فكرة عيد الأب العالمي إلى ما قبل ٤٠٠٠ سنة، وتحديدًا في مدينه بابل القديمة، إذ كان يوجد بالمدينه شاب كلداني اسمه "علمسو" اشتهر بأمنيته لأبيه بالصحة الجيدة والعمر المديد، وكان دائم الحرص على الاعتناء بأبيه وإظهار حبه له والعطف عليه، وتعبيرًا عن ذلك قام الشاب بكتابة أمنياته على لوحة مصنوعة من الطين وأهداها لوالده، ومنذ ذلك الوقت بدأ هذا التقليد وتطور.

وتحتفل به العديد من الدول الغربية، وفي البلدان الكاثوليكية يُحتفل به منذ القرون الوسطى في ١٩ مارس حيث يوافق عيد القديس يوسف النجار، فيما تبنّت غيرها من البلدان عيد الأب المعتمد في الولايات المتحدة والذي يوافق الأحد الثالث من شهر يونيو من كل عام.

فكرة اليوم:

أول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هي "سونورا لويس سمارت دود Sonora Louise Smart Dodd" من سبوكين - ولاية ميتشجان بالولايات المتحدة الأمريكية، في عام ١٩٠٩، بعد أن استمعت إلى موعظة دينية في يوم الأم. أرادت "سونورا" أن تكرم أباها "جاكسون سمارت" أحد قدامى المحاربين في الحرب الأهلية، والذي كان صارمًا للغاية، وأعربت ابنته -صاحبة الفكرة- عن أن صرامته كانت السبب الرئيسي وراء وحدة عائلتها، حيث أن زوجته قد ماتت عام ١٨٩٨، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة، ولذلك قدمت عريضة توصي بتخصيص يوم للاحتفال بالأب.

المعاني والمدلولات التربوية وراء قيمة الاحتفال

تقديرًا وتعظيمًا لدور الأب، كونه العنصر الأول في المجتمع المُصغّر، ألا وهو الأسرة والتي تُعد اللبنة الأولى والأساسية للمجتمع الكبير، ولذلك يُعتبر يوم الأب العالمي من الأيام العظيمة في حياة الأبناء.

وبرؤية تربوية لتوضيح لماذا ارتبط عيد الأب في بعض البلدان بالقديس يوسف النجار؟ فإن هذا يرجع إلى أن:

+ القديس يوسف النجار يمثل أقصى درجة للعطاء من أجل العطاء، وبلا حدود، بغزارة، وبلا تفكير، وهذه سمة من السمات الشخصية للأبوة والأمومة. الأب يعطي مسرورًا (المعطي المسرور يحبه الرب)، يعطي لابنه الذي هو عطية الله له، الذي من أجله سيقدّس له ذاته (من أجلهم أقدّس أنا ذاتي). يعطي ابنه الذي سيكرّس له عمره ووقته وجهده وحاضره ومستقبله.

+ أليست هذه السمة متجسدة في مشوار حياة يوسف النجار مع العذراء والسيد المسيح؟

+ أوقف حياته بعد تكليفه بهذه المسئولية الأبوية (أبًا، ومربيًا، وراعيًا، وحارسًا، وخادمًا) للعذراء، وابنها الوحيد، واعتنى بأمرهما.

+ حمايته للطفل يسوع والعذراء أمه في فترة هروبهم إلى أرض مصر، لإنقاذه، وحراسته لسر التجسد بكل أمانة.

+ استسلامه الكامل لإرادة الله، ونشهد جميعًا بأنه أدّى مسئوليته الأبوية من رعاية وحماية بأقصى كفاءة.

والجدير بالذكر أنه خلال لقاء قداسة البابا تواضروس الثاني مع شعب سيدني، ليلة الاحتفال بعيد الأب (الأحد الأول من سبتمبر ٢٠١٧)، حرص الشعب الحاضر على الاحتفال بعيد الأب مع قداسته، حيث تعالت الأصوات، ونادت بصوت واحد "كل سنة وانت طيب يا سيدنا البابا"، مكرّرين كلمة "يا بابا".

والجدير بالذكر أيضًا أنه في اجتماع المجمع المقدس هذا العام (يونيو٢٠٢٢)، تقرّر أن تحتفل الكنيسة يوم ٢١ يونيو من كل عام بعيد الأب، مع احتفالات مصر بهذا العيد الذي يحمل كل معاني الوفاء لمن أعطى بلا حدود.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx