اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5012 أغسطس 2022 - 6 مسرى 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

الأسرة(*)

المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا

12 أغسطس 2022 - 6 مسرى 1738 ش

نعلم أن الله له المجد خلق حواء فكوّن منها وآدم أسرة من اثنين، ازداد عدد أفرادها مع ولادة البنين وتكاثرهم وأنسالهم. وهكذا استمرت حياة البشر في أسر من الأزواج والبنين. وإن كان من اللازم أن ندرك أن بعض الأفراد أحبوا حياة الوحدة كإيليا النبي.

الأسرة:

غير أن الغالبية العظمى في القرون الأولى كانت الحياة في الأسرة، وكانت هناك رغبة عامة في تكوين الأسرة مثلما رغبت سارة وابراهيم (تك 17). ورغبت رفقة (تك 25: 21). وأعلن يشوع أنه يعبد الرب هو وأهل بيته (يش 24: 15).

وكانت الكرازة كما أوصى الرب التلاميذ تشمل الأفراد مثلما حدث مع الوزير الإثيوبي. والبيوت مثلما أوصى الرب التلاميذ بقوله «وأي بيت دخلتمون فهناك أقيموا ومن هناك أخرجوا» (لو7: 4). ودخل الرب بيت سمعان، وكان يقيم في بيت مرثا ومريم ولعازر، وبات في بيت زكا وانتقده الرؤساء قائلين «إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ» (لو9: 7). ودخل التلاميذ بيت كرنيليوس (أع10)، وليديا (أع16: 15).. والجميع.. وفي خطاب القديس بولس الوداعي لأهل أفسس «لم أؤخر شيئًا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرًا وفي كل بيت» (أع20:20).

التربية المنزلية:

ولذا فزيارة الراعي للأسرة أمر أساسي. وليس من مانع أن يقوم بالزيارة معاونًا للكاهن بعض الشمامسة مناسبي السن معروفين بالتقوى والاتزان. وتشمل الزيارة الاعتناء بكل فرد في الأسرة. وهكذا كان الكهنة يفعلون حين يجرون صلاة القنديل على سبيل المثال. فنراهم يجلسون إلى كل فرد يستمعون إلى اعترافاته قبل إجراء القنديل ويستمعون إلى الشبان قبل إقبالهم على صلاة الإكليل أو الخطبة.

وليس المطلوب الاستماع إلى الاعتراف فقط، بل دراسة الأسرة لدراستها للكتاب، وسلوكياتها، وعلاقات الأفراد بعضهم ببعض أو بأعضاء المجتمع، ومن هنا يُفضَّل أن تُسمّى عملية الزيارة "التربية المنزلية" وليس مجرد الافتقاد. فالافتقاد للسؤال على المرضى وتعزية الحزانى والدعوة لحضور القداسات والمواظبة على التناول من الأسرار المقدسة، أما "التربية المنزلية" فتضمن متابعة الدراسة والسلوك والسلام العائلي والصداقات والتسليات ووسائل شغل وقت الفراغ كالقراءات الإضافية، وعلاقة الأفراد بالاجتماعات الكنسية. فهي في حقيقتها تربية منزلية تتضمّن الافتقاد الدوري دون الاقتصار عليه. فكما قال معلمنا بولس «اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا لم أفتر أن أنذر بدموع "كل واحد» (أع20: 31)، ووصية الرب «وحين تدخلون البيت سلموا عليه» (مت10: 12).

(*) نُشرت بمجلة الكرازة – السنة الثامنة والعشرون – العدد 7 و8 - 25 فبراير 2000 – صـ7




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx