اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5026 أغسطس 2022 - 20 مسرى 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

القناعة والرضا في الأسرة

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

26 أغسطس 2022 - 20 مسرى 1738 ش

معني القناعة في المسيحية:

القناعة هي الشعور بالاكتفاء والرضا وعدم التذمر على الله فيما أعطاه لنا، إذ يشعر الانسان القنوع أن كل ما عنده هو من نعم الله عليه وأنه غير مستحق لكل هذه العطايا، بل يشعر انها أكثر مما يستحق، ويدرب ذاته على أن يحيا في "اكتفاء ورضا" أمام الله، كما كان القديس بولس الرسول في خدمته حيث قال في رسالته لأهل فيلبي: «لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ» (في4: 11).

مفهوم القناعة:

1. قناعة في الطعام: لا ننشغل كثيرًا بالطعام والشراب وكثرة الأكل كقول المسيح «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون..» (مت6: 25)، بل نطلب الكفاف كما في الصلاة الربانية «خبزنا كفافنا أعطنا اليوم..».

2. قناعة في اللباس: حذرنا السيد المسيح من الاهتمام الزائد بالملابس «فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟» (مت6: 31)، ويكون عندنا القناعة «فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما» (1تي6: 8)، وعدم الجري وراء الموضات في الملابس سواء للنساء والبنات أو للشباب والرجال.

3. قناعة في المال: إن المال وسيلة للحياة وليس غاية أو هدفًا. لتكن حياتنا خالية من محبة المال «لتكن سيرتكم خالية من محبة المال كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال: لا أهملك ولا أتركك» (عب13: 5).

4. قناعة في الماديات: اكتفاء المؤمن بما لديه من ماديات، ويكون راضيًا بحاله، شاكرًا الله دائمًا على وضعه الاقتصادي والاجتماعي، ويقبل الأمور بلا تذمر أو ضجر «فإني قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه (المقصود في الماديات)» (في4: 11).

هل تتعارض القناعة مع الطموح؟

بالطبع لا! لأن الطموح مفيد جدًا لحياتنا، فهو بمثابة حافز يدفع الشخص للتقدم في جميع مستويات حياته. هناك طموح روحي، وهو في نفس الوقت يتفق مع طبيعة الإنسان، فالاشتياق إلى الكمال هو فضيلة، ونقصد به الكمال النسبي، نسبةً إلى ما يستطيعه الإنسان وما وُهب له من نعمة ومن عون إلهي. أما الكمال المطلق فهو لله وحده. وقد وضع الله في طبيعة الإنسان أن يشتاق إلى النمو وإلى الكمال، حتى بذلك يمكنه أن ينمو في الفضيلة وفي عمل الخير. وهذا بلا شك طموح روحي، يجب على الإنسان أن يسعى إليه...

ولكن القناعة عكسها الجشع:

الجشع: هو مطاردة مفرطة للحصول على واقتناء كل ما هو مادي (أموال - سلع... إلخ)، وهو خطية. يقول الكتاب المقدس ما يلي «لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» (عب13: 5). عندئذ سنمتلئ بسلام عجيب وشعور بالاكتفاء والرضا مهما كانت الظروف التي نعيش فيها بينما ننتظر أن يتمم الرب مشيئته في حياتنا.

نصائح لتحقيق القناعة والرضا:

1. البعد عن الإسراف والتبذير وتعويد النفس على الاقتصاد في الإنفاق. وبَّخ يعقوب الأَغنياء المسرفين في رسالته، فكتب: «قَدْ تَرَفَّهْتُمْ عَلَى الأَرْضِ، وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ الذَّبْحِ» (يع5: 2).

2. تعويد النفس على القناعة يكون تدريجيًا: فيجب القراءة عن الطمع وعواقبه السيئة التي تهوي بصاحبها للجحيم. «القليل مع مخافة الرب، خير من كنز عظيم مع هم أكلة من البقول حيث تكون المحبة، خير من ثور معلوف ومعه بغضة» (أم15: 16-17).

3. المداومة بالنظر لمن هو أقل منّا في الرزق، وشكر الله على نعمة التي لا تُعد: «لَا تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلدُّعَاءِ مَعَ ٱلشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ. وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (في4: ‏٦-‏٧).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx