اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5009 سبتمبر 2022 - 4 نسئ1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

الفكر المسياني (٣) 
المسيا الملك

القس بولس حليم

09 سبتمبر 2022 - 4 نسئ1738 ش

- من هو هذا الذي له سلطان على الأرواح في الجحيم ويستطيع أن يحررها من قبضة الشيطان؟!

كان هذا لسان حال اليهود عند قبر لعازر عندما أقامه الرب يسوع من الموت، فقد كان اليهود يعتقدون أن الروح عندما تنطلق من جسد الإنسان تحوم حول المكان ثلاثة أيام، ثم بعد ذلك يقبض عليها الشيطان ويدخلها الجحيم (سواء كانت أرواحًا بارة أم شريرة). وفي هذا الموقف شعر اليهود بسلطان المسيح على الجحيم فقال بعضهم: "قام فينا نبي عظيم". وبدأ الخبر ينتشر في أورشليم وقت الاحتفالات بالفصح اليهودي حيث كان هناك ما يقرب من ٢,٥ مليون نسمة، وبدأ الجميع يتطلّع لرؤية يسوع هذا الذي له سلطان على الجحيم، ثم جاء يوم الأحد، يوم إعلان السيد المسيح لملكه (في الأعياد السابقة كان يدخل أورشليم خفية). هيّا بنا يا أحبائي نرى هذا الموكب الملوكي:

١- الملك يركب: حينما أراد الرب يسوع أن يقابل السامرية مشى ست ساعات على قدميه، أما في دخوله أورشليم أصرَّ أن يدخلها راكبًا، مع أن المسافة من بيت عنيا حيث كان السيد المسيح يبيت هناك إلى أورشليم خمسة عشرة دقيقة، وعادةً كان الملك المنتصر يركب حصانًا لكن السيد المسيح ركب أتانَا لأنه ملك مختلف، ملك سماوي، متواضع.

٢- الملك يركب على أتان: عندما تم تنصيب سليمان ملكًا ركب على بغل. فتذكر الشعب الموكب الملوكي لسليمان عندما رأوا الرب يسوع آتيًا على أتانٍ وجحشٍ بن أتان.

٣- الملك يركب على أتانٍ لم يركبه أحدٌ من قبل: لأنه لا يصح للملك أن يركب على أتانٍ ركبه أحد قبله.

٤- الملك تُرفع له السيوف أو الأغصان بحسب مناسبة دخوله: الشعب هنا رفعوا للسيد المسيح الأغصان رمزًا للسلام فالمسيح هو ملك السلام. وهنا يستعيد الشعب المنظر البديع الذي كان للسحابة التي ظللتهم في برية سيناء ٤٠ سنة وكانت تعلن حضور الله. فرفع السعف كان عند اليهود يذكّر بالسحابة، ويدخل السيد المسيح وسط سحابة السعف ولذلك سُمّي أحد الشعانين بأحد السعف أو أحد القوس أو أحد حضور الله وسط شعبه (أحد الخلاص) فكان الزعف يرمز إلى حضور الله في وسط شعبه.

٥- الملك تُفرش له الثياب: بعض الدراسات تذكر أن العبد في ذلك الزمان يلزم أن يرتدي إزارًا داخليًا، أما السيد فيرتدي الرداء فوق الإزار الداخلي؛ وهنا الشعب خلع الرداء الخارجي فصاروا في شكل العبيد معلنين عبوديتهم للسيد المسيح قائلين: "خلصنا!". وتكرر المنظر في نزوله الجحيم حين استقبلته النفوس البارة والمستعبدة تحت سلطان الشيطان صارخين "أوصنا" وحرّرهم وملك عليهم إلى الأبد.

٦ -الملك يُستقبل بهتافات ملوكية:

- أوصنّا: خلصنا من حكم الرومان.

- في الأعالي: لأن المسيا يحارب حروب الرب.

- يا ابن دَاوُدَ: لماذا قالوا يا ابن داود بالذات وليس إبراهيم أو موسى أعظم أنبياء العهد القديم؟ لقد قالوا ابن داود لأنهم يريدون أن يستعيدوا به مجدهم الأرضي في عصر داود النبي ويقيموا مملكة إسرائيل المتحدة والممتدة. ولكن في هذا الهتاف مغزي سياسي عند الرومان ويُحسب تمردًا على السلطة الرومانية، ومن هنا يأتي الرومان ويعزلون رئيس الكهنة ويقمعون الشعب اليهودي لذلك قالوا للسيد المسيح: «"يَا مُعَلِّمُ، انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ!". فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:"أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!"» (لو١٩: ٣٩-٤٠).

٧- الملك يجلس على كرسي المُلك: دخل السيد المسيح الهيكل حيث كرسيه وبيته. والعجيب أنه كان هناك اعتقاد عند بعض اليهود أن المسيح المخلص سيدخل أورشليم منتصرًا ويحكم العالم من كرسيه في الهيكل. وعندما رأوا السيد المسيح يدخل الهيكل تذكروا شروحات آبائهم.

أحبائي: لقد دخل ليملك ولكنه لم يملك على الجميع بل ملك على أنقياء القلب، فهل لدينا نحن قلوب نقية؟! حتى الآن ما زال يبحث عن قلوبٍ تعيش حياة التوبة النقية، يشتاق إلينا باحثًا عنا طالبًا رجوعنا وتوبتنا ليملك علينا إلى الأبد ولا يكون لملكه انقضاء. فهل قلوبنا مستعدة تائبة؟!

وللحديث بقية...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx