صلى قداسة البابا تواضروس الثاني صباح يوم الخميس ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٢م، قداس ثالث أيام عيد الصليب المجيد، في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والتي تأسست بسيامة المتنيح الأنبا صموئيل أسقفًا لها بيد القديس البابا كيرلس السادس في ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢م.
شارك في صلوات القداس الإلهي ١٩ من أحبار الكنيسة وآباء كهنة ممن خدموا ويخدمون في أسقفية الخدمات، إلى جانب عدد كبير من خدام الأسقفية امتلأت بهم جنبات الكاتدرائية.
وفي عظة القداس تحدث قداسة البابا عن أسقفية الخدمات منذ بدايتها وعن خدمتها، حيث أشار إلى أن البذرة الأولى للأسقفية وضعها ورعاها خادم أمين هو المتنيح الأنبا صموئيل الذي عمل بجد وأمانة وإخلاص، وخدم ووضع اسم الكنيسة القبطية أمام المحافل الدولية. ثم جاء الآباء الأساقفة الذين تلوه وعملوا بكل أمانة أيضًا، إلى أن أصبحت الأسقفية كيانًا متكاملًا يخدم في عدة مجالات وينفذ برامج ويبرم اتفاقات تعاون مع جهات عديدة في الداخل والخارج، إلى جانب شركاء التنمية الذين يعملون حاليًا تحت مظلة أسقفية الخدمات، وعلى سبيل المثال تتعاون الأسقفية مع مبادرة حياة كريمة التي تخدم ستين مليون مصري. وأكد قداسته بأن عمل الأسقفية وخدامها عبر السنين يمثل موكب كبير قدموا خلاله رائحة المسيح الذكية، والرائحة تنتشر في كل مكان، وهي صورة للعمل الكنسي الرائع والناجح. واختتم: "نحتاج في كنيستنا أن يسير العمل بشكل مؤسسي وجماعي وواضح، فالعمل الذي يعتمد على شخص واحد لا يستمر".
عقب انتهاء القداس الإلهي تم تكريم أسماء عددٍ من الآباء الأساقفة والشخصيات التي تركت أثرًا كبيرًا خلال فترة خدمتها في أسقفية الخدمات، سبقها تقديم درع الأسقفية لقداسة البابا. والمكرمون هم:
اسم المتنيح الأنبا صموئيل، واسم المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا، وأصحاب النيافة: الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، والأنبا سيرابيون مطران لوس آنچلوس، والأنبا موسى الأسقف العام للشباب، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوسف أسقف جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية، والأنبا يوأنس أسقف أسيوط، والأنبا دميان أسقف شمال ألمانيا، والأنبا مكسيموس الأسقف العام لكنائس مدينة السلام، والأنبا آنجيلوس أسقف لندن، والأنبا داڤيد أسقف نيويورك، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، والأنبا أرساني أسقف هولندا، والأنبا أبراهام الأسقف العام بإيبارشية لوس آنچلوس، والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق القبة والوايلي والعباسية.
توالى على الإشراف على أسقفية الخدمات منذ نشأتها خمسة من أحبار الكنيسة: (1) المتنيح الأنبا صموئيل (١٩٦٢–١٩٨١م)، (2) المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا السابق (١٩٨١–١٩٨٥م)، (3) نيافة الأنبا سيرابيون مطران لوس آنچلوس (١٩٨٥–١٩٩٦م)، (4) نيافة الأنبا يوأنس أسقف أسيوط (١٩٩٦–٢٠١٥م)، (5) نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة (٢٠١٥م - حتى الآن).
ويتركز دور أسقفية الخدمات على خدمة المجتمعات المحرومة والمهمشة في جميع أنحاء الجمهورية، بهدف المساهمة في تكوين مجتمع قادر على استثمار إمكاناته، يقبل التنوع، يحترم الاختلاف، متمتعًا بالكرامة الإنسانية، مما يسهم في إيقاظ الوعي الاجتماعي لدى الأفراد، لتحرير المجتمع من الفقر والجهل والمرض، وترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز الهوية المصرية وقيادة التغيير من خلال مشاركة جماعية.
وتُتَرجَم هذه الأهداف من ١٤ برنامج يتم تنفيذها في ٤٤ إيبارشية في ١٤ محافظة، وهي تخدم ٥٢٣ مجتمع، بإجمالي أربعة ملايين مصري من بين الأفراد الأكثر احتياجًا، أغلبهم من النساء والشباب والأطفال. ويقوم على هذا العمل فريق مكون من ٤١٥ موظفًا إلى جانب ١٢٠٠ متطوع.
احتفالية أسقفية الخدمات بالذكرى ال٦٠ لتأسيسها
في السيق ذاته شهد قداسة البابا يوم الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢م، الاحتفال الرسمي الذي نظمته أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها بيد القديس البابا كيرلس السادس في ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢م بسيامة المتنيح الأنبا صموئيل أسقفًا لها.
شهد الاحتفالية التي أُقيمت تحت شعار "ستون عامًا محبة وخدمة" الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، والسفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والمهندس العالمي هاني عازر، ونواب من البرلمان ومجلس الشيوخ الحاليين والسابقين وممثلو الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وعدد من الوزراء السابقين، الشخصيات العامة.
ومن أحبار الكنيسة، إلى جانب نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية، حضر ٢٥ من الآباء الأساقفة، والعديد من الآباء الكهنة من كافة إيبارشيات مصر، وشركاء التنمية وخدام أسقفية الخدمات.
وجاءت فقرات الاحتفالية عبارة عن عرض للبرامج التي تنفذها الأسقفية في المجتمعات الأكثر احتياجًا البالغ عددها ٥٢٣ مجتمعًا حتى الآن في قرى ونجوع مصر والمناطق العشوائية. وكشفت الفقرات عن الملامح التي تميز خدمة أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية، وأهمها تنوع المجالات التنموية التي تعمل فيها، التعليم والصحة، وتنمية المهارات ودعم المشروعات الصغيرة وغيرها من المجالات. إلى جانب توجيه خدماتها لكافة المصريين دون تفريق، ومساندة المجتمع والوطن في الظروف الطارئة، الحرائق والسيول، كما تناولت الفقرات الموقف التاريخي للمتنيح الأنبا صموئيل وقت هزيمة ١٩٦٧م حيث استطاع بعلاقاته أن يوفر أدوية من الخارج بما يعادل نصف مليون دولار وقدمها للمجهود الحربي.
وتخللت الفقرات جملًا من الصلوات الكنسية التي تطلب خلالها الكنيسة لأجل المجتمع بكافة فئاته وكافة الظروف التي يمر بها أفراده، وكذلك لأجل نهر النيل والمحتاجين إلى عمل والذين يقدمون عطايا.... إلخ.
وألقى نيافة الأنبا يوليوس كلمة أشار خلالها على الاهتمام الذي يوليه قداسة البابا لأسقفية الخدمات وعملها حيث يرى قداسته أن خدمة الأسقفية تقدم لمسة خاصة للمحتاجين الذين هم أولى بالرعاية. وتناول نيافته البروتوكولات التي وقعتها الأسقفية مع الوزارات والمؤسسات الحكومية والمبادرات الرئاسية، وكذلك الوثائق التنموية والتنويرية التي أطلقتها الكنيسة بالتعاون مع العديد من المؤسسات الحكومية والدولية.
ورحب قداسة البابا في كلمته بالحضور مشيرًا أننا في يوم تاريخي، حيث تمت سيامة نيافة الأنبا صموئيل أسقفًا للخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية، ونيافة الأنبا شنوده أسقفًا للمعاهد اللاهوتية والكلية الإكليريكية والتعليم، بيد قداسة البابا كيرلس السادس. ثم تحدث عن أن المتنيح الأنبا صموئيل، عمل بكل هدوء، ومعه أفراد قليلون، مثل البذرة التي تنمو في هدوء دون ضجيج، وبدأ عمل الأسقفية يتسع بالتدريج، وتولاها بعد الأنبا صموئيل، أربعة من الآباء الأساقفة الأجلاء الذين عملوا فيها بنفس الروح ونفس الأمانة.
ونوّه قداسته إلى أنه ما أروع أن نخدم الآخر، الإنسان الذي يحتاج إلى المساعدة مشيدًا بفكرة مبادرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي "حياة كريمة" التي تهدف لتوفير الحياة التي تحفظ كرامة الإنسان.
وفي ختام الاحتفالية كرم قداسة البابا العديد من السادة الوزراء وممثلي بعض المؤسسات والهيئات والجمعيات.
تدشين الكنيسة المرقسية بالأزبكية بعد تجديدها
دشن قداسة البابا تواضروس الثاني، يوم السبت الأول من أكتوبر ٢٠٢٢م، الكنيسة المرقسية بالأزبكية بعد تجديدها مع الحفاظ على طابعها الأصلي كما ذكر قداسته في الكلمة التي ألقاها عقب التدشين مباشرة.
تم تدشين المذبح الرئيس على اسم القديس مار مرقس الرسول، والمذبح البحري على اسم الشهيد مار جرجس، والقبلي على اسم الشهيد فيلوباتير مرقوريوس (أبي سيفين)، بيد قداسته وتسعة من الآباء الأساقفة.
وقد أزاح قداسة البابا الستار لدى وصوله إلى الكنيسة عن اللوحة التذكارية التي تؤرّخ لتدشينها، والتُقطت له صور تذكارية أمام اللوحة ومعه نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس قطاع وسط القاهرة والآباء الأساقفة المشاركون في الصلوات، قبل الدخول إلى الكنيسة وتدشينها، وعقب انتهاء الصلوات وقّع قداسته والآباء الأساقفة التسعة على وثيقة تدشين الكنيسة.
ثم صلى قداسة البابا والآباء المشاركون القداس الإلهي بعد التدشين، وزار قداسته أثناء القداس مدفني الآباء البطاركة الموجودين بالكنيسة.
بعد انتهاء القداس حرص قداسته على توزيع هدايا تذكارية على أبناء الكنيسة المشاركين في الصلاة، كما اُلتقطت له صورة تذكارية مع خورس الشمامسة. وبعدها زار أرض نادي القس بطرس وليم كاهن الكنيسة المتنيح، ومبنى خدمات القديس الأنبا صرابامون الكائنين داخل أسوار الكنيسة.