اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5021 أكتوبر 2022 - 11 بابه 1739 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

الحكمة في العلاقات

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

21 أكتوبر 2022 - 11 بابه 1739 ش

الهدف من العلاقات الإنسانية الوصول إلى الحياة الفاضلة الأسمى، لنصل بكل إنسان للسماءن لأن الحياة على الأرض مؤقتة، لكنها دائمة في السماء. لذلك نحاول أن نعيش معًا جو العائلة السمائية، ويقول القديس أنطونيوس: "أخوك في طريقك للسماء"، وهنا المقصود بالأخ هنا القريب أو الجار أو الصديق أو أي إنسان تحبه وتكسبه للسماء ولا تخسره، ولذلك لا بد من تهديف العلاقات لتكون سامية بقدر قيمة النفس البشرية؛ هكذا عاش القديسون لهذا الهدف.

الحكمة: وهنا تظهر فضيلة الحكمة ضرورية لكل علاقة ناجحة، وتظهر في جعل مسافة محسوبة بين كل شخص والآخر، والقصد من المسافة ليس البُعد ولكن بمعنى كيف نحفظ هذه العلاقة بدون خسارة، حيث نحتفظ بعلاقة سليمة سوية مع حفظ الأبدية السعيدة لا نُفرط فيها فنرفض أيّة خسارة، ولكن كيف نحدد هذه المسافة التي تحفظ التوازن في العلاقات بحكمة وحفظ السلام القلبي لكل الأطراف؟

يقول أحد الآباء: "الحكمة ضرورة لربح السماء لأن «رابح النفوس حكيم» (أم11: 30)"، ونوعية هذه الحكمة أنها حكمة سماوية وليست نفسانية شيطانية مثل الذكاء المدمر للحياة، ومن أمثالها موقف الحية مع حواء في التأثير عليها لحب معرفة الخير والشر، أو موقف أمنون الذي أذلّ أخته ثامار فتظاهر بالمرض لتخدمه لخطة الشر ليُسقطها.. أما الحكمة التي من الله فهي نازلة من فوق لأن «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» (يع1: 17)، ومن المعروف أن القداسة تحتاج إلى حكمة سمائية، ويقول القديس أغسطينوس: "تشير الحكمة إلى معرفة الإلهيات في العلوم البشرية"، وهنا ربط مهم بين الحكمة والمعرفة إذ يعمل الروح القدس لمنح هذه الحكمة التي تظهر في أمور هامة نوجزها فيما يلي:

1- مخافة الله: ويقول المزمور: «رأس الحكمة مخافة الله فطنه جيدة لكل عامليها تسبيحه قائم إلى الأبد» (مز111: 10)، وأيضًا: «مخافة الرب رأس المعرفة أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب» (أم1: 7)، وهكذا نخاف الله لكي نكون حكماء كما في (أم9: 10؛ أم10: 27؛ أم15: 33؛ مز16: 8). وهنا نذكر أمثلة: مثل يوسف الصديق الذي كان حكيمًا فقال «حاشا لي أن اخطئ إلى الله وأفعل هذا الشر العظيم»، وكذلك اللص اليمين الذي قال للص الشمال: «أما تخاف الله؟ نحن بعدل قد جوزينا... لكن هذا لم يفعل شيئًا ليس في محله..» (لو23: 41).

2- عدم كسر الوصية الإلهية: فالذي يخاف الله يحفظ وصاياه وكما ورد في (تث6: 6-8) «لتكن هذه الكلمات التي أوصيتك بها اليوم على قلبك وقُصُّها على أولادك وتكلم بها حين تجلس وحين تمشي وحين تنام وحين تقوم»، ووصف السيد المسيح مَنْ ينفذ وصيته قائلًا: «كل مَنْ يحفظ كلامي أشبّهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر»، ويوبّخ الله مَنْ يكسر وصاياه فيقول في (ملاخي 3: 7) «من أيام آبائكم حدتم عن فرائضي ولم تحفظونها.. ارجعوا إلىّ أرجع إليكم قال رب الجنود»..

3- عدم الفتور والرياء: وفي كلام السيد المسيح لأحد ملائكة الكنائس «لأنك لست باردًا ولا حارًا أنا مزمع أن أتقيأك من فمي» (رؤ3)، وكذلك في (مت15: 9) «هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا»، ويجب التدقيق في الكلام والحواس لأنه «بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان» (مت12: 37)، كما يجب التدقيق في النظر بدون شهوات «سراج الجسد هي العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا» (مت6: 22)، وقد ورد في (إش 50: 4) «أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أًغيث المعيي بكلمة يوقظ كل صباح لي أذنًا لأسمع المتعلمين».. وبذلك نعرف كيف نعيش العلاقات بحكمة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx