اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5016 ديسمبر 2022 - 7 كيهك 1739 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

نياحة الأنبا داود  أسقف المنصورة وتوابعها

16 ديسمبر 2022 - 7 كيهك 1739 ش

رقد في الرب يوم الثلاثاء ٦ ديسمبر ٢٠٢٢م، نيافة الأنبا داود أسقف المنصورة، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر قارب ٦٦ سنة، وخدمة أسقفية زادت عن ٢٠ سنة، وقد نعاه قداسة البابا والمجمع المقدس للكنيسة.

قداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يودعون على رجاء القيامة مثلث الرحمات الحبر الجليل نيافة الأنبا داود أسقف إيبارشية المنصورة وتوابعها، الذي رقد في الرب اليوم عن عمر بلغ ٦٦ سنة. بعد حياة رهبانية استمرت ما يزيد عن ٣٢ سنة، رعى خلالها إيبارشية المنصورة لمدة ٢٠ سنة.

لقد تمتع نيافة الأنبا داود بقلب بسيط وروح نقية، وكان أمينًا في رهبنته وفي رعايته لشعبه فأحبوه، ولمس هذه المحبة النقية أيضًا كل من عرفوه ومن تعاملوا معه. واحتمل نيافته في السنين الأخيرة آلام المرض بروح راضية شاكرة، متطلعًا إلى الملكوت الأبدي الذي كان يرجوه وينتظره.

نياحًا لنفسه البارة وعزاءً لمجمع كهنة إيبارشية المنصورة وشمامستها ولكافة الخدام والخادمات ولشعبها المبارك. الثلاثاء

٦ ديسمبر ۲۰۲۲م-۲۷ هاتور ۱۷۳۹ش

صلوات تجنيز نيافة الأنبا داود

بمطرانية المنصورة بحضور قداسة البابا

أُقيمت صلوات التجنيز في الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء ٧ ديسمبر ٢٠٢٢م، في كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل بمدينة المنصورة (مقر المطرانية). وأقيم قداس صباحًا بحضور الجثمان في الكنيسة. وقد صلى قداسة البابا تواضروس الثاني صلوات تجنيز مثلث الرحمات الأنبا داود أسقف المنصورة، بمشاركة ٢٢ من الآباء المطارنة والأساقفة، ومجمع كهنة الإيبارشية وعدد من الآباء كهنة بعض الإيبارشيات والآباء الرهبان، بينما امتلأت جنبات الكاتدرائية وخارجها، بشعب إيبارشية المنصورة الذين جاءوا لتوديع أبيهم وراعيهم.

حضر لتقديم العزاء لقداسة البابا الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، والدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية السابق، واللواء مروان حبيب مدير الأمن، والعميد أ.ح أحمد السويدي المستشار العسكري للمحافظة، وقيادات المحافظة التنفيذية، والتشريعية، والحزبية، ووكيلا وزارة الأوقاف والأزهر، وممثلو الطوائف المسيحية بالدقهلية.

كلمة قداسة البابا في جناز

مثلث الرحمات الأنبا داود

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين.

يعز علينا أيها الأحباء أن نودع على رجاء القيامة هذا الأسقف المبارك، مثلث الرحمات نيافة الأنبا داود أسقف إيبارشية المنصورة. نودعه على رجاء القيامة، وكأننا نستمع إليه وهو يسمع ذلك الصوت الإلهي: «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم... فتجدوا راحة لنفوسكم». إننا يا إخوتي الأحباء في وداع الأحباء دائمًا نجتمع، وتكون أمامنا رسالة الموت الذي هو طريق كل إنسان. نجتمع ونذكر مآثر وشخصية الذي نودعه، ونتذكر عمله، وما قدمه خلال حياته. إننا أمام قضية الموت نقف ونرفع قلوبنا إلى الله، ونقبل ما يصنعه، «لإننا به نحيا ونتحرك ونوجد». وأيضًا يعطينا الله أعمارنا لكي نعيش على الأرض، وتكون لنا رسالة، ويكون لنا هدف، ونعيش على الأرض حتى يأتي اليوم الذي يترك فيه الإنسان الأرض، يترك الإنسان الأرض ويتجه إلى السماء، فكأن الموت هو الذي يفتح لنا طريقًا إلى السماء، وتصير حياة الإنسان على الأرض حياة مؤقتة، مهما امتدت ومهما استطالت ومهما كثرت الأيام والسنون، تصير حياة مؤقته. إن وعى الإنسان هذه الحقيقة، فهذا يؤثر على سلوكه وحياته ومسئولياته. تحكي لنا بعض مشاهد الكتاب المقدس عن أن داود النبي كان له ابن ومرض، فصلى داود النبي وصام وامتنع عن الطعام، لكن بعد أسبوع مات هذا الابن، فنقرأ أن داود النبي قام وغسل وجهه وابتدأ يأكل وابتدأ يعود للحياة الطبيعية، وقال: «أنا ذاهب إليه أما هو فلا يرجع إليّ»، فنحن جميعًا ذاهبون في طريق كل أحبائنا الذين نودعهم، وهذه حقيقة مهمة تقف أمام الإنسان: كيف يرى في حياته على الأرض قيمه السماء؟ الإنسان الناصح -ونقول عنه إنسان بار وإنسان صدّيق- هو الذي يعرف تمامًا قيمه السماء، فما المنفعة يا إخوتي إن عشت على الأرض طولًا وعرضًا ولم يكن لك نصيب في السماء؟ الحياة هنا نهايتها التراب، فالإنسان بكل مسئولياته (ولنا جميعًا مسئوليات متنوعة ومختلفة، كل واحد في مجاله)، لكن هذه المسئوليات هي التي ترسم لك وتعد لك طريقك إلى السماء ومكانك في السماء، ولذلك يسمح الله بانتقال الأحباء ونأتي لوداعهم، لكي ما يذكّرنا بقيمه السماء وأهمية السماء، لأن البشر نوعين: نوع يظن أن الأرض ستدوم له وأن حياته كلها في الأرض وينسى السماء، ونوع آخر يفكر في السماء في كل يوم وفي كل لحظة وفي كل ساعة. سوف يأتي يوم تنتهي حياة الإنسان، وينتهي صوته وحضوره، ثم يُسأَل عما فعله وعما صنعه في حياته على الأرض، ولذلك طوباك أيها الحبيب إن وضعت السماء أمامك على الدوام في صباحك ومسائك، ووضعت السماء في عملك ومسئولياتك، وفي أمانتك وفي صدقك، وفي الحياة المستقيمة التي تحياها، ففي السماء مجتمع الابرار، مجتمع السماء ليس فيه دنس ولا شيء نجس، ولا فيه أوهام ولا خيالات ولا أمراض ولا ألم بأي شكل أو مضايقات. مجتمع السماء مجتمع رائع، أولًا فيه معية الله، أنك تسكن في السماء إلى جوار الله. طوباك إن كان لك نصيب في السماء. والأمر الثاني أن مجتمع السماء هو مجتمع السلام الكامل، على الأرض يبحث الناس عن السلام سواء في نطاق الأسرة أو نطاق المجتمع أو نطاق العالم كله، وقد يجدون السلام اليوم ويفقدونه غدًا، ونسمع عن حروب ومجاعات وخلافات وصراعات... أما السماء فخالية من كل هذا. إنها مجتمع السلام الكامل، السلام الداخلي. أيضًا مجتمع السماء هو مجتمع الفرح، فعندما نوجد في السماء توجد السعادة الحقيقية. ونحن على الأرض نفرح بأشياء صغيرة، ويدوم الفرح يومًا أو اثنين وتنتهي الحكاية، لكن في السماء الفرح الدائم، الإنسان المتهلّل، الإنسان المُسبِّح، الإنسان الذي يعيش في الحياة الجديدة. نسمي حياة السماء الحياة الجديدة لأنها في كل لحظة جديدة. مجتمع السماء هو مجتمع الفرح الكامل، الفرح المستمر. إذًا من ينتقل إلى السماء هو الكاسب. يقول بولس الرسول: «لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا»، أن أكون مع المسيح فذاك أفضل من الأرض. وفي موضع آخر حين سُئِل عن شكل السماء، وقد اُختُطِف القديس بولس الرسول إلى السماء الثالثة، وقال عنها: «ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه»، فإن كنت بالحقيقة إنسانًا تحب الله، ومحبة الله تجعلك تحب البشر وتجعلك تخدمهم وتتعب من أجلهم بكل أمانة وإخلاص، فأنت تسير في طريق السماء، وتنسج لك مكانًا في السماء، ونصيب الإنسان-إن عاش في الأمانة والطهارة والنقاوة- أن يصير له موضع في السماء. أما إن كانت حياته غير ذلك، فسيسمع صوتًا أرجو ألّا يسمعه أحدنا، عندما يقول له الرب: «إني لا أعرفك» كما قال في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات. لذلك يا إخوتي نحن نطوّب الذين يموتون ويستريحون في الرب لأنهم يقدمون لنا رسالة حية تُنهض ذاكرتنا وقلوبنا. لعل أحدنا قد نسي وضعه، ونسي دوره، ونسي مسئوليته، أو ربما تناسى أنه في يوم سيترك الأرض.

مثلث الرحمات نيافة الأنبا داود إنسان فاضل، تميز بصفات عديدة. أول صفه كنت أراها باستمرار فيه أنه إنسان هادئ، في كل الموضوعات التي كنا نناقشها، وحضوره في المجمع، وحضوره في اللجان في خدمات متنوعة... إنسان هادئ، ومن يعيش في هدوء يعيش بسلام في قلبه. الأمر الثاني الذي كنت أراه فيه إنسان راضٍ، لم يتذمر أبدًا طوال حياته. الأمر الثالث أنه كان إنسان صابرًا ومحتملًا صليب المرض. مثلث الرحمات الأنبا داود قضى نصف عمره راهبًا فقد بدأ الرهبنة وعمره 33 سنة، وقضى منها 20 سنة في خدمة هذه الإيبارشية، وخدمها بكل أمانة وإن كان في السنوات الأخيرة اشتد عليه صليب المرض وثِقَل المرض وأتعاب المرض وآلام المرض، ولكن في كل هذه أراه إنسانًا راضيًا صبورًا محتملًا، حتى في الأوقات الأخيرة وقبل العمليات وقبل التعب الأخير، سألته إن كان سيسافر للخارج لاستكمال العلاج، فقال: «لأ أنا عايز أبقى هنا في مصر»، وفعلًا بقى في مصر وأكمل أيامه وانتقل بسلام.

باسم المجمع المقدس والكنيسة القبطية الأرثوذكسية. باسم كل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة الحضور معنا. باسم كل الآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة وكل الحضور، وأسرة مثلث الرحمات الأنبا داود؛ نحن نعزيكم جميعًا ونطلب التعزية من السماء. نعزي شعب كنائس إيبارشية المنصورة، ونعزي كل الأحباء فيها، والخدام والخادمات والذين يعملون، وأيضًا نشكر كل الذين قاموا بتعزيتنا وقدموا مشاعرهم الجميلة ومشاركاتهم النبيلة في هذا العزاء.

يعطينا الله أن نكمل حياتنا بسلام، ويعطينا الله أن نمجده في حياتنا وأعمالنا وخدمتنا وكل ما تمتد إليه أيدينا.

وبنعمة المسيح سيكون نيافة الأنبا صليب أسقف ميت غمر نائبًا بابويًا في المنصورة لحين تدبير خدمتها في المستقبل. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.

نيافة الأنبا داود أسقف المنصورة في سطور

- وُلِدَ إيهاب نظير خليل في حي شبرا بالقاهرة يوم ٢٥ يناير ١٩٥٧م.

- تربى وخدم في كنيسة السيدة العذراء بالوجوه، بشبرا.

- حصل بكالوريوس فنون جميلة قسم عمارة.

- ترهب في دير البرموس بوادي النطرون باسم الراهب موسى البرموسي يوم ٣ يوليو عام ١٩٩٠م.

- خدم لفترة قصيرة في سكرتارية المتنيح البابا شنوده الثالث، قبل سيامته أسقفًا.

- سيم أسقفًا لإيبارشية المنصورة يوم ١٤ نوفمبر ٢٠٠٢م.

- عانى في السنوات الأخيرة من مرض السرطان.

- رقد في الرب في ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء ٦ ديسمبر ٢٠٢٢م.

نياحًا لروحه وعزاءً لشعبه.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx