اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5016 ديسمبر 2022 - 7 كيهك 1739 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

خطورة الخطية

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

16 ديسمبر 2022 - 7 كيهك 1739 ش

ونحن نقترب من نهاية العام، نود أن نتكلم عن كيفية التوبة ومحاسبة النفس، لتكون السنة الجديدة أفضل من السابقة.. وإليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في ذلك.

حاسب نفسك واعرف خطورة الخطية

الخطوة الأولى في التوبة هي محاسبة النفس. اجلس مع نفسك وحاسبها مثلما فعل الأبن الضال.. ما الذي سلبني سعادتي وراحتي وفرحي وسلامي؟ ما الذي جنيته طوال ليل حياتي المظلمة نتيجة أفعالي الأثيمة؟... إن كنت صريحًا مع نفسك وأمينًا في محاسبتها فستكون الخاتمة وقفة خاشعة أمام الله، وصلاة خارجة من قلب ملؤه الخجل، ووجهًا مُنكّسًا إلى أسفل، وعينين دامعتين، ويدًا تقرع على الصدر في ندم، وشفتين ترددان نفس كلمات ذلك الابن: «أخطأت يا أبتاه إلى السماء وقدامك...».

إن حساب النفس هو من المقومات الأساسية للحياة الروحية. نحن قد نخجل من كشف أنفسنا أمام الآخرين، ولكننا لا نخجل من انفسنا.

1) ولكي تتخلص من الخطية لا بد ان تعرف مخاطرها:

القلق وفقدان السلام: بالخطية فقد الإنسان سلامه وورث بدلًا منه القلق «أَمَّا الأَشْرَارُ فَكَالْبَحْرِ الْمُضْطَرِبِ لأَنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْدَأَ وَتَقْذِفُ مِيَاهُهُ حَمْأَةً وَطِينًا. لَيْسَ سَلاَمٌ قَالَ إِلَهِي لِلأَشْرَارِ» (إش 57: 20، 21).

الحزن والكآبة: إن الحزن والكأبة من ثمار الخطية، فبنو إسرائيل برغم جمال المكان الذي أُسِرو فيه، إلا أنهم «عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا. بَكَيْنَا أَيْضًاعِنْدَ مَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ» (مز137).

قطع الرجاء: هكذا رأينا أن القلق والحزن والكآبة هي ثمرة من ثمرات الخطية، فيها سم الموت. قد تكبر هذه الثمرة وتؤدي بصاحبها إلى حد اليأس وقطع الرجاء والانتحار

إساءة العلاقة بالناس: إن كانت الخطية تحرمنا سلامنا مع الله وعلاقتنا الطيبة به، فهي تفعل ذلك مع الناس. هي تعدٍّ على وصايا الله، وهي تعدٍّ على الناس أيضًا (القتل، السرقة، الضرب، الزنى، الغضب...).

2) تسبّب غضب الله:

فبسببها لعن الله الأرض التي خلقها وأحسن تكوينها، فقال لآدم بعد أن أخطأ: «مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ» (تك3: 17).  تذكر أيضًا سدوم وعموره (2بط 2: 5-6)، وعقاب بني إسرائيل الذي زنوا، وبسبب الخطية ضرب الرب بني اسرائيل في البرية (1كو10: 8). فالخطية تفصل بيننا وبين إلهنا فلا تصل صرخاننا إليه «هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةًبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ» (إش 59: 1، 2؛ راجع مز66: 18؛ 5: 25).

3) تأمل تفاهة العالم:

انظر إلى العالم في تفاهته واعلم أنه باطل الأباطيل الكل باطل. استعمل العالم ولا تدعه يستعملك. وعِش في العالم ولا تدعه يحيا في قلبك. واسأل نفسك: أين مضى الملوك والأباطرة والعظماء والأغنياء؟ هل تستطيع أن تميز بين عظام أحد وآخر؟ إياك أن تلهيك أمجاد العالم الزائلة وغروره الباطل عن الاهتمام بخلاص نفسك، فتهمل أمر خلاصك وتؤجل توبتك. إن أمجاد العالم الزائلة هي الفخ الذي ينصبه لك العدو.. تذكر الغني الغبي..

اعرف قيمة نفسك: لو عرفت قيمة نفسك لما أهملت خلاصها ولما توانيت عن توبتها. إن نفسك هي أسمى وأثمن من العالم وما فيه «لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ» (مت16: 26). ومن العجيب أن يهتم الناس بأجسادهم في نظامها ومظهرها، ولا يهتمون بأنفسهم في طهارتها ونقاءها!

أنت الآن في زمن الرحمة، فإن أهنت العدل ههنا يمكنك الإلتجاء إلى الرحمة، لكن إن أهنت الرحمة فإلى من تلتجئ حينئذ؟!




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx