اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5016 ديسمبر 2022 - 7 كيهك 1739 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

الموعوظون وعمادهم

الانبا فيلوباتير- اسقف ابوقرقاص

16 ديسمبر 2022 - 7 كيهك 1739 ش

تناولنا في المقالات السابقة مختصرًا عما ورد عن الإكليروس في قوانين الآباء الرسل الـ127، ونبدأ بنعمة المسيح الحديث هنا عن الموعوظين وعمادهم كما ورد بنفس القوانين.

تتلخص قوانين الرسل فيما يخص الموعوظين حول شروط قبولهم، والوظائف التي لا يُقبل معها الموعوظ في العماد، وتعليمهم، واستشهادهم، والاستعداد للمعمودية وعمادهم، وذلك على النحو الآتي:

شروط قبول الموعوظين

لم يكن كل من يحضر إلى الكنيسة طالبًا المعمودية يتم قبوله مباشرة، بل كان هناك اشتراطات خاصة ينبغي توافرها، ثم إجراءات خاصة تُتبع معه حتى تتم معموديته.. وتتلخص هذه الشروط في الآتي:

1) يُسأل أولًا عن سبب طلبهم الإيمان، ويشهد لهم الذين أحضروهم، ويُسأل عن سيرتهم، وإن كان أحدهم مملوكًا فإن لم يشهد له مولاه فليخرج، وإن كان مولاه وثنيًا فيُعلم إن كان ذلك يغضب مولاه لئلا يحدث شغب.

2) إن كان أحد له زوجة أو كانت واحدة متزوجة فليُعلَّموا بأن يكتفي الرجل بزوجته والواحدة بزوجها.

3) إن كان أحد لم يقم مع امرأة فليُعلَّم أن لا يزني، بل يتزوج حسب الناموس.

4) إن كان أحد به شيطان فلا يسمع كلام المعلم.

5) إن كان لأحد سُرّية له وحده فليتزوج وإلا فليخرج.

الوظائف الممنوعة

أورد القانون (27:1) قائمة بالوظائف الممنوع معها قبول الموعوظ وهي:

1- العرافة، التنجيم، السحر، الذين يقولون بالعلامات، التعزيم، أصحاب الساعات واختيار الأيام، من يعمل حاويًا ويفسر الاختلاجات، ومن يتطاير بطير السماء. ويعقّب القانون إن كل ذلك يقود إلى عبادة الأوثان.

2- تربية الزواني (القوادون).

3- من يعمل الأوثان (أي من يصوّر تماثيل الاوثان).

4- الذين يحضرون المقتل (يبدو أن ذلك كان ضمن أشكال العبادات الوثنية وتقديم الذبائح للوثن).

5- من يعمل الصفارة (ربما يقصد بها الملاهي) إن لم يكن له صناعة أخرى فليُغفر له.

6- من يعلّم المحاربة أو آلة الحرب .

7- كاهن الأوثان، حارس الأوثان.

8- الجنود الذين لهم سلطان أن يقتلوا. فإن أُمِروا بالقتل فلا يفعلون. إمّا أن يكفوا وإلا فليخرجوا. ويشترط القانون على من يدخل الجندية ألا يظلم أو يجور.

تعليم الموعوظين

تنص قوانين الرسل في أكثر من موضع أن يكون التعليم للموعوظين ثلاث سنوات والحكم بأفعال الموعوظ وليس بالمدة التي تعلم فيها.

كما تنص على أن ينتهي الوعظ بالصلاة، ويضع المعلم اليد على الموعوظ ويصلي ويصرفه حتى ولو كان المعلم علمانيًا.

منع صلاة الموعوظين مع المؤمنين

ينص القانون (31:1) من قوانين الرسل على أن يصلي الموعوظون في موضع مفترق عن المؤمنين، وكذلك النساء الموعوظات يقفن في موضع مفترق عن المؤمنات ولا يسلمن على بعضهن بعد الصلاة.

كما ينص القانون (36:1) على أن لا يجلس الموعوظون مع المؤمنين في وليمة الرب.

استشهاد الموعوظين:

وضع القانون (32:1) من قوانين الرسل تشجيعًا للموعوظين إذا تم الإمساك بهم من أجل المسيح من قِبَل أعداء الإيمان فينص على أنه: "إذا أمسكوا موعوظًا لأجل اسم الرب فلا يكن ذا قلبين لأجل الاستشهاد، فإذا ظُلِم وقُتِل من قَبل أن ينال غفران ذنوبه فأنه يتبرر لأنه قد تعمد يداه وجسده بسفك دمه".

الاستعداد للعماد

شرح الاستعداد للعماد القانون (31:1) فيذكر أنه:

+ إذا اُختير أحد للمعمودية يُسأل عن سيرته إذا كان قد عاش بعفاف وهو موعوظ، وهل أكرم الأرامل أو عاد المرضى وكمّل كل شيء حسن؟ فإذا شُهِد عنه أنه هكذا يستمع إلى الإنجيل من اليوم الذي قُدِّم فيه، وتوضع اليد عليه كل يوم ويُقسم عليه.

+ في يوم المعمودية يستحلفهم الأسقف حتى يتأكد أنهم أطهار وإلا فغير الطاهر يُعزل.

+ الذين يعتمدون يستحمون ويصلون في خامس السبوت، وإن كانت منهم امرأة طامث تُعزل وتعتمد في يوم آخر.

+ الذين تقدموا للمعمودية يصومون يوم الجمعة ويجمعهم الأسقف في موضع واحد في يوم السبت ويأمرهم بالصلاة والركوع ويضع اليد عليهم ويقسم على كل روح غريب لتهرب منهم، ثم ينفخ في وجوههم ويرشمهم ويقضون ليلة الأحد في استعداد.

ترتيب العماد

وضع القانون (34:1) من قوانين الرسل ترتيب المعمودية كالآتي:

+ تُقام المعمودية في وقت صياح الديك، وتُقام بماء جارٍ، ويصلي عليه، وإن لم يوجد فللضرورة يسكبون من الماء الموجود.

+ يبدأون بعماد الأطفال أولًا ثم الكبار: الرجال أولًا ثم النساء (بعد أن يحلوا شعورهم وحليهم)، ومن يقدر أن يتكلم عن نفسه وإلّا فيتكلم عنه آباؤه أو أحد من جنسه.

+ يشكر الأسقف على زيت في إناء ويُسمى زيت الشكر، ثم يأخذ زيت آخر ويستحلف عليه ويسمى زيت الاستحلاف.

+ يحمل أحد الشمامسة زيت الاستحلاف على يسار القسيس الذي يساعد الأسقف، بينما يحمل شماس آخر زيت الشكر ويقف على يمينه.

ثم يجحدون الشيطان بالصيغة الآتية:

"إني أزدري بك يا إبليس، وبكل خدمتك، وكل أفعالك النجسة"، فإذا اعترف بهذا يمسحه القسيس بزيت الاستحلاف قائلًا: "ليبعد عنه كل روح خبيث".

ثم يُدفَع عريانًا إلى الأسقف وهو قائم على الماء.

الاعتراف بالإيمان وزيت الشكر

يمضي الشماس مع من سيتم عماده إلى الماء ويلقّنه الإيمان الآتي:

"نؤمن بالله وحده، الآب ضابط الكل، وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا ومخلصنا، وروحه القدوس محيي كل الخليقة، الثالوث المتساوي، لاهوتية واحدة وربوبية واحدة، ملكوت واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة في الكنيسة الجامعة، حياة أبدية آمين"، فيرد الذي يعتمد: "إنني أؤمن".

ثم يضع من يقوم بالتعميد يده على المتقدم ويغطّسه ثلاث دفعات، الدفعة الأولى بعد تلاوة إيمانه بالآب، والثانية بعد تلاوة إيمانه بالابن، والثالثة بعد تلاوة إيمانه بالروح القدس. وقد ذكر هيبوليتس في "القانون 19" أن القائم بالتعميد يسأل المتقدم للمعمودية وهو في الماء ويده على رأسه، ويسأله قبل أن يغطسه المرة الأولى: "أتؤمن بالله الآب ضابط الكل؟"، والذي يعتمد يقول: "أؤمن". ويسأله قبل أن يغطسه الدفعة الثانية ويده على رأسه أيضًا: "أتؤمن بيسوع المسيح ابن الله؟"، فيقول "أؤمن"، ثم ويسأله قبل أن يغطسه الدفعة الثالثة ويده على رأسه أيضًا: "أتؤمن بالروح القدس البارقليط؟"، فإذا قال: "آمنت" يغطسه الدفعة الثالثة، على أن يقول القائم بالتعميد في كل مرة: "إني أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين".

ثم بعد ذلك يتلو عليه قانونًا يحتوي الإيمان يتقارب جدًا مع ما نَصَّ عليه قانون الإيمان النيقاوي، ويجيب المُعَمَّد: "إني أؤمن".

وبعد ذلك يخرجون من الماء فيدهنهم القائم بالتعميد بالزيت المقدس قائلًا: "إني أمسحك بالدهن المقدس"، ثم يلبسون ثيابهم ويدخلون إلى الكنيسة.

صلاة الأسقف على المعمدين بعد عمادهم

يجعل الأسقف يده عليهم ويصلي لأجلهم أن يملأهم الله من روحه القدوس وأن يرسل لهم نعمته ليخدموه كإرادته.

طقس شرب اللبن والعسل بعد التناول

تنص قوانين الرسل على أنه بعد تناول المعتمدين، يسقونهم لبنًا وعسلًا ممتزجين ببعضهما، وذلك إشارة إلى وعد الله لإبراهيم بأن أرض الموعد ستفيض لبنًا وعسلًا، حتى يتذكر مَنْ قد اعتمد أنه في أرض الموعد الجديدة وهو يغتذي جسد المسيح الوعد الجديد، ويذكر كذلك هيبوليتس في "القانون رقم 19" أنه حتى يتذكر من قد اعتمد ويتعلم أنه وُلِدَ دفعة أخرى وحتى أنه بتناوله اللبن يتذكر حلاوة الخيرات التي في الدهر الآتي.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx