اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة الحادية الأربعون08 مارس 2013 - 29 أمشير 1729 شالعدد 9و10

اخر عدد

كلمة البطريرك مار زكــا عيواص يوم نياحة قداسة البابا شنوده الثالث

البطريرك مار زكــا عيواص

08 مارس 2013 - 29 أمشير 1729 ش

أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة الجزيلي الاحترام، دعاء ومحبة بربنا يسوع المسيح،

آلمنا جدًا نبأ رقاد أخينا العزيز المثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي انضمَّ إلى صفوف الآباء القديسين، بعد أن عانى كثيرًا من آلام المرض مدّة طويلة، وكان طيلة تلك المدّة الزمنيّة العصيبة بإيمانه المتين وصبره الجميل مثالًا طيبًا لنا جميعًا، حيث علمنا أنَّ «الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي» (رومية5: 3-5). فقد جاهَد قداسته الجهاد الحسن، وحافظ على الإيمان، وقد تمّ تتويجه بإكليل البرّ من الرب الدّيان العادل الذي يكافئ به أصفياءه.

وللحقيقة نقول: لم يخطر ببالي أنني سأكتب إليكم يومًا ما معزّيًا برحيل أخي وشريكي في الخدمة الرسولية قداسة البابا شنوده الثالث، وقد انعصر فؤادي حزنًا، وطلبت العون من الرب والعزاء لكم ولنا ولكل من عرف قداسة الراحل الكريم، وعرف طيب قلبه ورهافة إحساسه، فغياب قداسة البابا شنوده الثالث في هذه الظروف بالذات والمنطقة تمرُّ بمراحل تاريخية دقيقة وصعبة، هو خسارة في مفهومنا البشري لا تعوَّض، لكن الله قادر أن يوجد من المحنة خلاصًا، وأن يحمي الكنيسة التي افتداها بدمه الثمين، ويحقق كلمته، بل وعده الصادق: إن «أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا» (إنجيل متى16: 18).

هذه الشخصية الرسولية، هي فريدة في تاريخ الكنيسة المسيحية عامةً، وبشكل خاص في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كنيسة الإسكندرية تلميذة مار مرقس بشير ورسول وكاروز الديار المصرية وإفريقيا، لأنه كان يمثّل أمّة برجل، وهو رجل بأمّة، لهذا فالخطب عظيم والخسارة فادحة، والله قادر أن يعوَّض على الكنيسة بخلف صالح وآباء حكماء ليتابعوا قيادة السفينة الطاهرة في عباب هذا العالم الصاخب والمضطرب لتكون في مأمنٍ ببركة وإرشاد ربنا القائل: «أنا معكم كلّ الأيام وحتى انقضاء الدهر» (إنجيل متى28: 20).

ويعزّ علينا أن نكتب إليكم معزّين ومشاركين أسفكم للخسارة الفادحة بغياب هذا الوجه المسيحي والقائد والمرشد والعالم واللاهوتي والشاعر والقديس، فاطمئنوا لأننا نزفّ معًا ملاكًا متجسدًا إلى السماء، ليشفع فينا ويصلي من أجل سلام العالم واستقراره، ولا سيما منطقة الشرق الأوسط ومصر الحبيبة التي كان يردد عنها قوله المأثور: «نحن لا نعيش في مصر، بل مصر تعيش فينا».

باسمنا وباسم إخوتنا الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع السرياني الأنطاكي المقدس، وباسم كنيستنا السريانية الأرثوذكسية، إكليروسًا ومؤمنين، نرفع الدعاء إلى أعتاب العزّة الإلهية، بل إلى ربنا يسوع المسيح رئيس الكنيسة الأقدس وعظيم أحبارنا، ليسكب على قلوبكم جميعًا تعزياته الإلهية، ويبلسم قلوب الأقباط الأرثوذكس في كل أنحاء العالم بالبركات السماوية. جعل الرب الإله هذه المصيبة الأليمة خاتمة لأحزاننا، وليكن ذكره مؤبدًا.

إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx